خاص- لودريان الى لبنان…ماذا في كواليس الزيارة؟ الشحيمي يكشف

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, June 4, 2025

خاص- الكلمة أونلاين

ماري جوزيه سعاده

في ظل التطورات الديبلوماسية والسياسية التي يشهدها لبنان، تأتي زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان امتدادًا للمواكبة الفرنسية المتواصلة للملف اللبناني، خصوصًا بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة، وذلك عقب زيارته الأخيرة في 9 كانون الثاني 2025.

أستاذ القانون والسياسات الخارجية في كلية باريس للأعمال والدراسات العليا، الدكتور محيي الدين الشحيمي أكّد في حديث "للكلمة اونلاين" ان موضوع زيارة المبعوث الفرنسي يتعلق بشقّين أساسيّين، وأهمّيتها تكمن في المكانة الدائمة التي يشغلها لبنان على المستوى الدولي ولاسيما في العلاقة التي تجمعه بفرنسا والتي تتجاوز الحدود السياسية لتصل للوجدان والعلاقات التاريخية والثقافية".
ولفت إلى "الاهتمام الفرنسي الخاص بالشأن اللبناني، سيما أن باريس بدبلوماسيتها التقليدية، تكرس لبنان كملف مستقل في منطقة الشرق الأوسط ما يميّزها عن الدبلوماسية الأميركية التي لم تعتبر يومًا ان للملف اللبناني صفة فردية أو مستقلّة، بل تعاملت معه كملحق للكثير من الملفات الاقليمية. وقد رأينا ذلك سابقًا فيما كان الملف اللبناني ملحقًا بالقضيةّ الفلسطينيّة، ليُلحق بعدها بالقضيّة السّوريّة، وليربط لاحقًا من العام 2005 حتى الحرب الحالية واتّفاق وقف العمليات العدائية في تشرين الثاني 2024 بالملف الإيراني. "

وأشار الشحيمي إلى أنه "من هنا تنبع أهمية الزيارة الدوريّة الطّبيعية، فهي ليست بزيارة مميزة أو تشكل عقبة مشهودة خصوصًا ان الوزير جان ايف لودريان هو مبعوث الرئاسة الفرنسية للملف اللبناني وهو المسؤول والمتحكم الأول من خلال الايليزيه وماكرون رئاسيًا، بالتعاون في الملف اللبناني ضمن اللجنة الخماسية السّياسيّة بشكل دوري. وذلك يعني ان هذه الزيارة ككافة الزيارات السابقة وستتبعها زيارات أخرى لأن مسيرة التطوير والاصلاح اللبنانية طويلة وبحاحة إلى الكثير من المجالات منها السياسية، المالية ومنها الاقتصاديّة وطبعًا التطوير التقني للسلطة."

ولفت الشحيمي إلى أن "زيارة لودريان تحمل بطياتها ثلاث خطوات أساسيةّ، أولها المتابعة الحثيثة لسير خطّة التعافي اللبنانيّة في أكثر من مجال، خاصة بعد انطلاق العهد، وانتخاب رئيس للجمهوريّة، وتشكيل حكومة، وانطلاق عجلة الحراك الدستوري في لبنان، وكذلك المتابعة بشكل أساسيّ وحتى توجيه وضبط الخطوات اللبنانية لما هو نافع، في سبيل تطبيق اتّفاق وقف اطلاق النار وخاصّةً لجهة تطبيق القرارات الدولية والـ 1701 وتحديدًا من ناحية حصر السّلاح على الأراضي اللبنانيّة كافة، بالإضافة لدعم الحكومة والعهد في مشوار حصر السّلاح بشكل شامل حيث لا فرق بين جنوب الليطاني وشماله، وذلك للوصول إلى الهدف الأساسي من اتفاق وقف العمليات العدائية وهي نقطة وقف إطلاق النار لبلوغ مرحلة الهدنة بين لبنان والكيان الاسرائيليّ."

وختم بأن "هذه الزيارة تتلاقى مع الضّغوط الفرنسية والدّولية على الكيان الاسرائيلي، لتطبيق القرارات الدّولية ولتنفيذ الانسحاب من النقاط الموجود فيها حاليًا، للحصول على الاستقرار والأمان المطلوبين في الجنوب اللبناني، ولتحقيق الغاية التي يأتي بصددها لودريان وهي ورشة إعادة الإعمار، خاصةً ان لفرنسا دور بنظييم مؤتمر كبير لإعادة الإعمار في الجنوب مع المجتمع الدّولي ومع الدول الخماسية وان ورشة الإعمار لا تنطلق في لبنان إلا اذا انتهى موضوع حصر السّلاح واستقر الوضع في الجنوب اللبناني".