اجتماع «الفيدرالي» الأسبوع المقبل... اختبار حاسم لتعافي الأسهم

  • شارك هذا الخبر
Friday, May 2, 2025

من المتوقع أن يُشكّل اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» الأسبوع المقبل اختباراً حاسماً للانتعاش القوي الذي شهدته سوق الأسهم الأميركية، إذ يعلّق المستثمرون آمالهم على استعداد البنك المركزي لاستئناف دورة خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.

وقد نجحت الأسهم الأميركية خلال هذه الموجة الصاعدة في تعويض معظم الخسائر التي تكبدتها بفعل الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب. وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» مؤخراً بنسبة 1 في المائة فقط منذ الثاني من أبريل (نيسان)، عندما أدى إعلان ترمب عن تلك الرسوم في «يوم التحرير» إلى هبوط حاد وتقلبات اعتُبرت من بين الأكثر حدة في الأسواق خلال نصف قرن، وفق «رويترز».

ورغم التوقعات الواسعة بأن يُبقي «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المرتقب يوم الأربعاء، فإن تسعير الأسواق يشير إلى احتمال خفض الفائدة في يونيو (حزيران).

وفي هذا السياق، قال دومينيك بابالاردو، كبير استراتيجيي الأصول المتعددة في «مورنينغستار ويلث»: «يُعدّ (الاحتياطي الفيدرالي) من الأدوات القليلة المتاحة لتقديم دعم فوري للنشاط السوقي»، مضيفاً: «إذا بدأت إشارات التراجع في مخاوف التضخم بالظهور، فذلك يُقربنا من خفض الفائدة، وهو ما سيكون موضع ترحيب في الأسواق».

لكن ضغوط الرسوم الجمركية تُضيف تعقيدات إلى حسابات مسؤولي السياسة النقدية، الذين يجدون أنفسهم أمام موازنة دقيقة بين مخاطر التباطؤ الاقتصادي ومخاوف من أن تؤدي تلك الرسوم إلى ارتفاع التضخم.

وأظهرت البيانات الأخيرة انكماش الاقتصاد الأميركي في الربع الأول من عام 2025 للمرة الأولى منذ عام 2022. ومع ذلك، قلل محللون من أهمية هذا الانكماش، مرجعين إياه إلى ارتفاع الواردات في ظل سعي الشركات للتحوّط من ارتفاع التكاليف الناتج عن الرسوم الجمركية.

ومنذ خفض الفائدة بمقدار نقطة مئوية واحدة في العام الماضي، حافظ «الاحتياطي الفيدرالي» على سعر الفائدة المرجعي بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة خلال عام 2025. وتشير العقود الآجلة لصناديق الفيدرالي إلى تسعير نحو أربعة تخفيضات إضافية بمقدار 25 نقطة أساس لكل منها بحلول ديسمبر (كانون الأول)، وفق بيانات بورصة لندن للأوراق المالية.

وتصاعدت الضغوط السياسية على البنك المركزي، مع انتقادات شديدة وجهها ترمب لرئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول، الذي أشار إلى أن أي تعديل في السياسة سيعتمد على مزيد من البيانات الاقتصادية. وكان ترمب قد لمح الشهر الماضي إلى إمكانية السعي لإقالة باول، ما أثار قلق الأسواق بشأن استقلالية الفيدرالي، قبل أن يتراجع لاحقاً عن هذا الموقف.

وفي هذا الصدد، قال أنجيلو كوركافاس، كبير استراتيجيي الاستثمار في «إدوارد جونز»: «من المرجح أن يُبقي باول على لهجته المتشددة في الاجتماع المقبل، للتأكيد على استقلالية البنك وعدم تأثره بالضغوط السياسية من البيت الأبيض».

ورغم تحقيق السوق ثماني جلسات مكاسب متتالية، لا يزال مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» دون أعلى مستوياته القياسية التي بلغها في فبراير (شباط) بنحو 9 في المائة. وكان المؤشر قد هبط بنحو 20 في المائة عن ذروته في الشهر الماضي.

وأظهرت نتائج الشركات خلال الأسابيع الماضية أداءً أفضل من المتوقع، حيث فاقت أرباح ثلثي شركات «ستاندرد آند بورز 500» التقديرات بنسبة 7.4 في المائة في المتوسط، مقارنةً بمتوسط تاريخي عند 4.3 في المائة.

وساهمت نتائج شركات كبرى مثل «مايكروسوفت» و«ميتا» في دفع المؤشرات إلى الأعلى، مع ترقب المستثمرين لنتائج شركات مهمة الأسبوع المقبل، بما في ذلك «أوبر تكنولوجيز»، و«والت ديزني»، و«كونوكو فيليبس».

ولا تزال تطورات التجارة في قلب المشهد، إذ يُعزى جزء كبير من الانتعاش الحالي إلى التفاؤل بإمكانية نزع فتيل التوترات التجارية وتحقيق تقدم في المفاوضات. ففي التاسع من أبريل، علّق ترمب فرض رسوم استيراد جديدة على عدة دول لمدة 90 يوماً، ما دعم الأسهم بقوة.

واختتم سكوت رين، كبير استراتيجيي السوق في «ويلز فارجو إنفستمنت إنستيتيوت»، قائلاً: «السوق تتطلع إلى اتفاقات تجارية قوية مع شركائنا... والتوقيت الآن ملائم للانطلاق».


الشرق الأوسط