خاص- الحزب يربط مصير كل الاستحقاقات اللبنانية بمصير رفح- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, May 9, 2024

خاص-الكلمة أونلاين


بولا أسطيح


لا صوت يعلو في حارة حريك فوق صوت الحرب الدائرة في الجنوب. حرب قرر حزب الله خوضها لاعتقاده انه بذلك سيمنع سقوط غزة كما يمنع حربا مقبلة بعدها على لبنان. في حال واصلت تل ابيب تنفيذ خططها الموضوعة، فهي ستجتاح رفح، آخر معاقل "حماس" في غزة وتتجه بعدها الى لبنان بمحاولة لدفع حزب الله بالقوة الى منطقة شمالي الليطاني، ضاربة بذلك الاهداف التي ارادها الحزب لحربه عرض الحائط.
باتت ايران وحلفاؤها يعولون اليوم، ولسخرية القدر، على الموقف الاميركي للجم الاندفاعة الاسرائيلية. قرار الرئيس الاميركي وقف ارسال شحنة اسلحة الى اسرائيل للضغط عليها والتصدي لاجتياح بري مرتقب، أثلج صدور المحور الذي تتزعمه طهران، وهو بات يعول على وقف قريب لاطلاق النار يتيح له تجنب خسارة قادمة لا محال في رفح، من دون استبعاد تفاهم مستجد اميركي- ايراني يمنع سقوط رفح مقابل مكاسب لواشنطن في مناطق وملفات اخرى.
وبانتظار جلاء الصورة في غزة، يبدو حزب الله واضحا بعدم استعداده للبحث بأي ملف بجدية وحاسما بقراره ربط ليس فقط جبهة الجنوب بجبهة غزة انما بربط مصير كل الاستحقاقات بالتسوية المقبلة للمنطقة.
فهو مثلا بالرئاسة يقول بآدائه :"اما يسيرون بسليمان فرنجية او لا رئاسة". يجلس مطمئنا لكون مفتاح المجلس النيابي بجيب حليفه ويضغ الشروط لاي حوار يفترض ان يرأسه برأيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
يعطي مواعيد، متأخرة، لنواب "الاعتدال" وسفراء "الخماسية" برسالة مزدوجة مفادها ان الرئاسة ليست اولوية لمن يحارب على الجبهة لكنه في الوقت عينه يرفض تظهير نفسه كمعطل فيبدو مصغيا لطارقي بابه دون تردد من دون ان يعطي اجوبة حاسمة، ما يطيح عمليا بالجهود المحلية كما الخارجية لسحب الملف الرئاسي من دوامة التعطيل.
بدهاء أيضا، يدير الحزب المفاوضات غير الرسمية المرتبطة بالوضع بالجنوب بعد الحرب. صحيح انه أعلن منذ فترة انه غير مستعد لاعطاء اي اجوبة او تعهدات او حتى لمجرد النقاش في هذا الملف قبل وقف الحرب على غزة، الا انه في نفس الوقت ينسق بالتفاصيل مع الرئيس بري الموكل من قبله مفاوضات الموفدين الدوليين وذلك ما بدا جليا في طريقة وضع الملاحظات الجديدة على آخر نسخة من الورقة الفرنسية. بحسب المعلومات، يرفض الحزب ان يعطي اي تعهد قبل وصول الحرب في غزة الى نهاياتها وجلاء نتائجها. فحتى وان كان بري يردد امام الموفدين ان اي حل للوضع في الجنوب لا يكون الا بالتطبيق الكامل للقرار 1701، فالحزب من جهته يفضل ان يبقي موقفه من العودة لتطبيق القرار الدولي مبهما، لذلك يتفادى المسؤولون في حزب الله بتصريحاتهم تناول القرار 1701 كحل للازمة.
وبين هذا الملف وذاك، يترك الحزب لحلفائه واخصامه حرية اطلاق المواقف وحتى انه لا يبدو آبها كثيرا بمهاجميه طالما ان هجوماتهم لا تؤثر على مجرى المعركة على الارض. اما جردة الحساب فآتية بعد وقف النار ولعل حليفه جبران باسيل يتصدر لائحة من أغاظته مواقفهم خلال الحرب، ما سينعكس بوضوح على خريطة تفاهماته السياسية المقبلة التي سيكون فيها وليد جنبلاط اقرب الى الحليف.
حتى ملف النزوح السوري الذي تتسابق الاحزاب والاجهزة لاتخاذ خطوات فيه تؤدي لاعادة اكبر قسم من النازحين الى بلدهم، لا يبدو حزب الله مستعجلا لبته. اذ يؤكد وزير العمل ابراهيم بيرم المحسوب على الحزب أن "لا حل قريبًا لهذه الازمة". صحيح انه يرمي الكرة في ملعب المجتمع الدولي داعيا اياه لاعطاء النازحين الاموال داخل بلدهم، الا انه ضمنيا يُدرك ان كل الملفات السابق ذكرها وضمنا ملف النزوح اوراق للتفاوض وان احدا لن يسلم اوراقه طالما الكلمة لا تزال للميدان.