خاص - تفاهم الحزب - اسرائيل على مرحلة ما بعد الحرب أُنجز.. - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, May 19, 2024

خاص - الكلمة اونلاين
بولا اسطيح

تترك الولايات الأميركية لفرنسا حرية اللعب بالوقت الضائع. حتى حزب الله الذي أوكل رئيس المجلس النيابيّ نبيه بري التفاوض باسمه، لم يمانع النقاش بالاوراق التي جال بها وزير الخارجية الفرنسية، رغم تأكيد مسؤوليه علنا، مرارا وتكرارا، الا حديث بشأن الوضع في الجنوب الا بعد انتهاء الحرب على غزة. فبحسب معلومات مؤكدة فان تفاهم حزب الله - اسرائيل على مرحلة ما بعد الحرب أُنجز وان الاعلان عنه يستلزم ان يسبقه اعلان هدنة طويلة الأمد في غزة كي يحط المبعوث الاميركي آموس هوكستين بعد ساعات معدودة في بيروت فيخرج ورقة من جيبه فيها كل التفاصيل، هي حاليا في ادراج مكتبه في واشنطن بعدما تم انجازها في وقت سابق خلال الزيارات المكوكية للمستشار الاميركي.



تتكتم المصادر الواسعة الاطلاع عن مضمون هذه الورقة الا انها تشير الى ان كل بنودها تؤدي عمليا الى تطبيق "فعّال" للقرار الدولي 1701 الذي تم نحره مؤخرا بعدما كان يتم تطبيقه طوال السنوات الماضية على مزاج فريقي الصراع. وتوضح المصادر ان ورقة هوكستين التي وافق عليها حزب الله واسرائيل لا تلحظ بأي شكل من الاشكال انسحاب عناصر الحزب من منطقة جنوبي الليطاني باعتبار ان القرار 1701 يتحدث عن انهاء كل المظاهر المسلحة في هذه المنطقة ولا يشترط منطقة عازلة او غيرها.



وتعتبر المصادر ان هذا الاتفاق هو الذي يجعل الطرفان اليوم يصعدان عسكريا بشكل غير مسبوق بوجه بعضهما البعض. فالحزب مطمئن ان سعي اسرائيل للحرب الموسعة بات مستبعدا خاصة مع اشتعال الجبهات في شمال غزة مجددا، بالمقابل وصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لقناعة ان تصعيد عمليات اغتيال مسؤولي وقادة الحزب أفضل له الف مرة من خوض غمار حرب موسعة يعرف كيف تبدأ الا انه لا يعرف حتما اين وكيف تنتهي. وتضيف المصادر:"حزب الله انتقل من مرحلة ضبط النفس الى الاستعراض عسكريا، بوقت انتقل نتنياهو من الاستفزازات الإسرائيلية لجر الحزب الى الحرب الى العمل الاستخباراتي المكثف لالحاق اكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف الحزب وبنيته العسكرية قبل وقف النار والسير بالورقة الاميركية التي سيؤدي تنفيذها لمرحلة طويلة من الاستقرار على الحدود".



ويقول احد النواب العائد حديثا من واشنطن ان المسؤولين هناك يتحدثون عن ان تطبيقا سلسا لل1701 هو الذي سيؤدي لاستعادة الهدوء على الجبهة الجنوبية، لافتا الى ان الاكثرية في الولايات المتحدة الاميركية تتحدث عن "دولة فاشلة وتصر على ان ذلك لا يعني شعبا فاشلا لان الشعب اللبناني ينجز ويضيء اينما حلّ في العالم".



وعن الملف الرئاسي، ينقل النائب اللبناني عن مسؤول اميركي قوله:"نحن قمنا ونقوم بما علينا وقد حان دوركم". ويضيف المصدر النيابي:"لا شك ان الاولوية الاميركية راهنا لانهاء حرب غزة ومعها تلقائيا الحرب الدائرة جنوب لبنان. لكن واشنطن على ثقة ان وقف النار واعلان عن التفاهم المنجز للوضع في الجنوب سيؤدي تلقائيا الى تحريك الملف الرئاسي وانجازه.. اما الخشية فهي من ان تطول امد الحرب ومعها يدخل الملف الرئاسي في نفق لن يخرج منه قبل اشهر او سنوات!"