تقرير رويترز: "الأمن العام السوري" متورط بمجازر الساحل
شارك هذا الخبر
Monday, June 30, 2025
خلص تحقيق استقصائي لوكالة "رويترز"، إلى مقتل نحو 1500 سوري واختفاء العشرات من الطائفة العلوية، على يد مجموعات موالية للحكومة السورية، وذلك خلال الفترة الممتدة من 7 إلى 9 آذار/مارس الماضي.
40 موقعاً وكشف التحقيق عن 40 موقعاً جرى فيها عمليات قتل انتقامية، وهجمات وحشية، ونهب ضد هذه الأقلية الدينية التي لطالما ارتبطت بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، مؤكداً أن عشرات العلويين مازالوا في عدد المفقودين. وأوضح أن تلك الهجمات، جاءت كرد فعل على تمرد قاده ضباط سابقون في النظام المخلوع، وأدى إلى مقتل 200 عنصر من قوات الأمن السوري. وكشف التحقيق أن ما لا يقل عن 12 فصيلاً تحت قيادة الحكومة الجديدة، ضمنها فصائل أجنبية، شاركت في عمليات القتل التي شهدتها مناطق على طول شريط الساحل السوري، لافتاً إلى أن نصف هذه الفصائل، تخضع لعقوبات دولية منذ سنوات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك القتل والخطف والاعتداءات الجنسية.
الأمن العام متورط وأكد التحقيق أن الأمن العام السوري التابع لوزارة الداخلية، متورط بعمليات القتل الطائفية في الساحل السوري، إلى جانب وحدات سابقة تابعة لهيئة تحرير الشام مثل "لواء عثمان"، و"الوحدة-400"، إضافة إلى "ميلشيات سنية" انضمت حديثاً إلى الجيش السوري، ضمنها فرقتي "الحمزات" و"العمشات". وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض عقوبات على الفرقتين لدورهما في عمليات القتل الطائفية في الساحل السوري، فيما لم يتم إدراج الوحدات التابعة لتحرير الشام، في حين لم تفرض الولايات المتحدة أي عقوبات. ونقلت "رويترز" عن ستة مقاتلين وقادة وثلاثة مسؤولين حكوميين سوريين، أن الحكومة السورية أصدرت أوامر صارمة في 6 آذار/مارس، بسحق محاولة انقلاب فلول النظام، بسبب خشيتها من فقدان السيطرة على الساحل لصالحهم.
عائلات بأكملها قتلت ولفتت "رويترز" إلى أن نتائج التحقيق استخلصت من مقابلات مع 200 عائلة من عائلات الضحايا خلال زيارة مواقع المجازر وعبر الهاتف، ومع 40 مسؤولاً أمنياً ومقاتلين وقياديين، ومحققين ووسطاء عيّنتهم الحكومة، وفحص عشرات المقاطع المصورة. وأكد التحقيق أن عائلات علوية بأكملها، قتلت في عشرات القرى والأحياء في الساحل السوري، وكان من بين القتلى عشرات النساء والأطفال وأشخاص من ذوي الإعاقة وكبار السن. وتمكن التحقيق من تحديد سلسلة قيادة تمتد من المهاجمين مباشرة إلى الرجال الذين يخدمون إلى جانب قادة سوريا الجدد في دمشق.
العلويون ليسوا مستهدفين وأكد محافظ طرطوس أحمد الشامي للوكالة، أن العلويين ليسوا مستهدفين، لكنه أقر بوقوع انتهاكات بحق المدنيين العلويين، كما قدّر عدد القتلى في طرطوس بنحو 350 شخصاً، "وهو ما يتوافق مع ما توصلت إليه" الوكالة. وقال الشامي إن "الطائفة العلوية ليست مُدرجة على أي قائمة، سوداء أو حمراء أو خضراء. إنها غير مُجرّمة وليست مُستهدفة بالانتقام. لقد تعرّض العلويون للظلم تماماً كسائر الشعب السوري عموماً" في عهد نظام الأسد. وتابع: "الطائفة بحاجة إلى الأمان. إنه واجبنا كحكومة، وسنعمل على تحقيقه". يذكر أن الرئيس السوري أحمد الشرع، وعد بعد وقوع الهجمات بمحاسبة المسؤولين عنها بما في ذلك الموالون للحكومة السورية، كما اعتبر الهجمات بأنه تهديد لمهمته في توحيد البلاد، كما أمر بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق بعمليات القتل.