في سياق التصعيد الكلامي الذي رأيناه الأسبوع الفائت على وقع إحتدام الصراع الإقليمي، لفت كلام لوزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، أبرز ما جاء فيه أن "إيران ليست لبنان" في سياق تباهي الأخير ربما بتفوّق دولته مقارنةً بلبنان. أما نحن أبناء هذا الوطن الكادح في سبيل تحييد نفسه عن حرب الكبار كما يُقال، نشدّ على يدي عراقجي ونوافقه الرأي.
لبنان الرسالة، المذكور في الكتاب المُقدّس، والذي يُشكّل همزة وصلٍ بين الديانات والحضارات، ومُلتقى الطوائف والمذاهب، ومنطقة التعايش المسيحي - الإسلامي، لا يشبه أية دولة أخرى.
لبنان التعددية وملجأ الحريات، وبلد تداول السلطات وإنتخاباته النيابية والبلدية والإختيارية لا تُحسم نتائجها إلا في اللحظات والثواني الأخيرة، يتميّز عن بقية الدول.
نعم، لبنان ليس إيران. لأننا نُصدّر العلم والمعرفة والثقافة والأدمغة والإبتكارات والكتب، وليس الصواريخ والمُسيّرات والتكنولوجيا المسمومة، ولا نقبل أن تتمّ المقارنة بيننا وبين الآخرين، إلا بمن يشبهنا. فليكفّ البعض عن لغة الإستكبار والإستعلاء، لأنه في لعبة الأمم لا خاسر ولا رابح، و"يوم إلك ويوم عليك".
هناك من يرفض ثقافة الحياة للبنان وأبنائه، ولكننا مُصرّون على تأكيد إستقلاليّة قرارنا، وخصوصاً مع بداية عهد جديد يحمل بذور الأمل بقيام دولة تليق بطموحاتنا وطموحات أبنائنا.
لسنا إيران ولسنا أية دولة خارجية أخرى. نحن لبنان الذي يختزن آلاف السنين من الحضارة. راجعوا كتب التاريخ والجغرافيا وتدركون أنه أكبر من أن يُبلع أن يُلحق بهذه الأمبراطورية أو تلك.والسّلام.