خاص- أيها الإعلاميون والشرفاء انخرطوا في عصابات المالية عساكم تُكافأون- بقلم المحامي فؤاد الأسمر
شارك هذا الخبر
Saturday, June 28, 2025
خاص - الكلمة اونلاين
المحامي فؤاد الأسمر
في الدولة البوليسية كل شيء معلوم ومسموع إلا أنين الناس. أن تنتقد زعيماً لفساده ووقاحة زعرانه، هو جناية معاقبٌ عليها، وأن تستهجن دور ايران وأذرعها في جرّ البلاد للحروب العبثية والموت هو معصيّة تستوجب تحرك أجهزة الدولة. في حين ان اذلال المواطنين وضياع معاملاتهم في الدوائر والادارات الرسمية وما يسمى مجازاً قصور العدل وسواها، هو أمر لا يعرف به ولا يراه أحد.
أن تفرض الدولة على المواطنين لصق الطوابع على معاملاتهم تحت طائلة عدم قبولها، في حين أن الطوابع مفقودة ولا توجد إلا مع عصابات تتاجر بها بأضعاف قيمتها، هو وضع سليم ولا يوجب أي تحرك. أن يتم تعطيل صناديق المالية والمحتسبيات وإلزام المواطنين بتسديد الرسوم بواسطة شركات خاصة، عائدة لمتنفذين، تستوفي عمولات ضخمة عن كل معاملة، وكذلك اقتصار العمل في الإدارات العامة ليوم واحد أو يومين في الأسبوع ولساعة أو ساعتين وذلك تسهيلاً لمتابعة المعاملات خارج الدوائر وتشجيعاً للفساد والسمسرات، هو قمة النظام والقانون.
فيا أيها الإعلاميون والمفكرون والأدباء انبذوا الفكر والإصلاح والوطنية ودوسوا على احاسيسكم الإنسانية المرهفة، وليختار كل منكم عصابة من عصابات الدولة المتنوعة والمتشعبة، وانخرطوا فيها. ان بث الوعي والفكر هو أمر معاقب عليه، فعليكم المتاجرة بأنين الناس عساكم تُكافأون في بلد يتربع المسؤولين فيه، بكل وقاحة، على لائحة أخطر المعاقبين دولياً.
أيها الإعلاميون، تُجهدون أنفسكم بإجراء التحقيقات المختلفة، فهل أحصى أحد منكم عدد الأحكام التي تصدر يومياً بجرائم تحقير المسؤولين وشتمهم ومقارنتها بالأحكام الصادرة بقضايا الفساد وسرقة المال العام؟