رسالة جنبلاط لا تحتمل التأخير... الطريق إلى الدولة يبدأ الآن

  • شارك هذا الخبر
Saturday, June 28, 2025

خرق الرئيس وليد جنبلاط المشهد السياسي، موجّهاً رسالة واضحة على طريقته، ولا تحتمل التمييع والتأخير، بأن الزمن تغيّر وعلى الجميع في البلد أن يفهموا طبيعة المتغيّرات، ويبادروا الآن ومن دون إبطاء من أجل إنقاذ البلد، وشقّ طريق بناء الدولة الكاملة من دون أي نقصان وأي شركاء في سيادة القرار وامتلاك السلاح الشرعي.

أعادت رسالة جنبلاط التذكير بموقفه وتحذيراته المتكررة التي أطلقها بعد عملية طوفان الاقصى في 7 أكتوبر 2023، ومطالبته بضرورة تحييد لبنان عن الصراع في المنطقة والاستغناء عن حرب الإسناد وعدم جرّ لبنان الى حرب لا قدرة له على مواجهتها. وكانت النتيجة وصول البلد إلى الخراب والدمار، في حين ما تزال عشرات القرى الحدودية مدمّرة جتى اليوم رغم مرور أكثر من 6 أشهر على اتفاق وقف إطلاق النار.

مصادر سياسية اعتبرت عبر جريدة الأنباء الالكترونية أن ما قاله جنبلاط، في مؤتمره الصحافي، كان يُفترض على الأحزاب اللبنانية التي تمتلك السلاح أن تفعله منذ سنوات، وأن تبادر لتسليمه الى الدولة من دون تردّد. وتمنت على المسؤولين اللبنانيين أن يكونوا قد حصلوا على إجابات واضحة ومقنعة من قيادة حزب الله بالموافقة على تسليم السلاح قبل عودة الموفد الأميركي الى لبنان توم براك في السابع من الشهر المقبل، الذي سيبلغ بدوره الرئيس دونالد ترامب بموافقة حزب الله الضمنية بتسليم السلاح أو عدم الموافقة، في حين تتربص اسرائيل بلبنان شرّاً، في ظل غياب أي ضمانات لوقف عدوانها على لبنان.

غارات عنيفة

وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، شنّ الطيران الحربي غارات عنيفة جداً، بعضها ترك ترددات مرعبة لا سيما في النبطية بعد استهداف مخزن كبير للأسلحة، وانتشرت فيديوهات تظهر ذخائر تتطاير من الموقع المستهدف.

وتابع رئيس الجمهورية جوزاف عون التصعيد الاسرائيلي، ورأى أن اسرائيل تواصل ضربها عرض الحائط بالقرارات والدعوات الإقليمية والدولية الى وقف العنف والتصعيد في المنطقة ما يستوجب تحركاً فاعلاُ من المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الاعتداءات التي لا تخدم الجهود المبذولة لتثبيت الاستقرار في لبنان والمنطقة. 

بدوره، دان رئيس الحكومة نواف سلام بشدة الغارات الاسرائيلية التي طالت محيط النبطية واعتبرها خرقاً فاضحاً للسيادة الوطنية وترتيبات وقف الاعمال العدائية التي تم التوصل اليها في تشرين الثاني الماضي، كما تشكل تهديداً للاستقرار الذي نحرص على صونه. 

تمكين الدولة وعودة السيادة

وأمام هذا الواقع وبعد رسالة جنبلاط، أشار النائب السابق فادي الهبر، في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية، إلى أن استراتيجية جنبلاط تقوم على تمكين الدولة وعودة السيادة. ورأى ان السلاح المنتشر، وخاصة لدى حزب الله الذي أدى الى حرب دمّرت لبنان، ونهاية لهذا السيناريو الأليم وما رافقه من تداعيات، ينصح جنبلاط بتسليم السلاح من كافة اطياف الشعب اللبناني ومن الحزب التقدمي الاشتراكي أيضاُ، كاشارة منه إلى أن الأمن في البلد هو من اختصاص الجيش والاسلاك العسكرية، وتسليم الدولة مصير الشعب بكافة طوائفه. وان لا ندع ذريعة لاسرائيل للاستمرار باحتلال النقاط الخمس، مطالباُ الدولة بأن تكون جادة أكثر مما يلزم لسحب السلاح وتحقيق هذا الانجاز الهام ضمن مسيرة استعادة الدولة لقرار السلم والحرب.

الهبر رأى ان موقف جنبلاط يأتي من أجل تسريع حل مشكلة السلاح غير الشرعي ومردوده الأول حماية الشيعة من اسرائيل. وأضاف: "نحن اليوم أمام مرحلة جديدة مدعومة عربياً ودولياً، بعد أن أصبح لبنان صفحة جديدة على المستوى الأمني والاقتصادي، ونحن اليوم في مرحلة اعادة اعمار الجنوب. لقد انتهى عصر التفلت السيادي، وقرار الحرب والسلم هو بيد الدولة اللبنانية، فما حلّ في لبنان كان نتيجة التسلط الايراني والهيمنة على القرار الشيعي وعلى الشعب اللبناني التي استمرت عشرات السنين، وهو الذي اوصل البلد الى ما هو عليه"، متمنياً ان يكون عهد الرئيس عون عهد إعادة الاعمار والسلام وتحسين أوضاع اللبنانيين ومعيشتهم، متوقعاُ موسماً سياحياً واعداً بدأت طلائعه تظهر مع قدوم الأخوة الكويتيين والقطريين الى بلدهم الثاني لبنان. فالحرب برأيه انتهت الى غير رجعة.

تطبيق الـ1701

وفي هذا السياق، لفتت نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتورة حبوبة عون عبر جريدة الأنباء الالكترونية أننا كلنا متفقون على أن القرار 1701 يجب أن يُطبق على كامل الاراضي اللبنانية وذلك من خلال تسليم السلاح من كل الجهات. وأول من بادر بخطوة جريئة في هذا الاطار هو الرئيس وليد جنبلاط. وما قاله دلالة على ان احداُ يجب أن يبادر لمصلحة لبنان.

وقالت: "هذه مبادرة قوية تزيد ثقة كل الخارج بلبنان، وثقة الذين يطالبون بتنفيذ الإصلاحات. كما تعطي مثلاُ للآخرين لأخذ المبادرة وتسليم السلاح لمصلحة لبنان وحماية لبنان".

عون رأت ان هذا الموقف هو موقف قوة وليس موقف ضعف، وهو لا يعني التخلي عن الدفاع عن البلد، الجيش اللبناني يجب ان يكون لديه حصرية السلاح، وذلك بدعم كل مكونات الوطن، فالجيش هو الذي يضع خطط الدفاع عن لبنان. اذ لا يجوز أن تكون طائفة واحدة مسؤولة عن الدفاع عن لبنان، فكلنا نفتدي لبنان بأرواحنا وبالمبادرات الايجابية وتسليم السلاح الذي يعتبر مطلب دولي. 

وأضافت عون: "كلنا موافقون عليه كبلد وحكومة. فالقرار 1701 يجب ان يطبق، وما ذكره جنبلاط هو موقف شجاع للتاريخ. مع الملاحظة عندما تحدث جنبلاط عن سلاح حزب الله اشار الى وضع محدد وهذا الوضع المحدد يجب ان يدرس من دون التخلي عن مصلحة لبنان وحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني.

الانباء الإلكترونية