مسؤول كبير : لا جدول زمنيّاً لحصريّة السّلاح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, June 28, 2025

يفترض أن يكون الأسبوع الطالع هو المجال الزمنيّ للحصول على أجوبة “الحزب” على ورقة الأفكار التي تسلّمها لبنان من الموفد الرئاسي الأميركي توماس بارّاك وتتعلّق بتنفيذ خطوات حصريّة السلاح وتثبيت وقف النار في الجنوب. يتولّى رئيس البرلمان نبيه برّي البحث مع “الحزب” في ما تضمّنته وسبق أن سلّم قيادته نصّها. ويناقش مع قيادته ما تريده مقابل تجاوبها في تسليم الدولة السلاح. الحصيلة، بعد تفاهم الرؤساء الثلاثة عليها، ستكون مدار بحث مع بارّاك الذي وعد بالعودة في الأسبوعين الأوّلين من تمّوز.



هناك تعويل أميركي، ولبناني رسميّ، على دور برّي في الحصول على أجوبة “الحزب” في شأن حصريّة السلاح في يد الدولة. ما يؤكّده مجدّداً مسؤول كبير في السلطات اللبنانية لـ”أساس” أن لا مهلة زمنيّة للتنفيذ خلاف ما تردّد في وسائل إعلام لبنانية. تنصّ الورقة على الخطوات المطلوبة ونوعٍ من ترتيب الأفكار المتعلّقة بإمساك الدولة اللبنانية بسيادتها على أراضيها، وبترسيم الحدود البرّية وانسحاب إسرائيل.

التّعويل على برّي… وإنجازات الجيش شمال النّهر

بات معروفاً لدى الوسط السياسي أنّ الرئيس برّي كان شديد الارتياح إلى المناخ الهادئ الذي جاء به بارّاك، خلافاً لمورغان أورتاغوس. ويَفترِضُ المعنيّون أن يكافئه برّي بالمساعدة في تليين موقف “الحزب”.

يكرّر المسؤول الكبير بحضور “أساس” أنّ التجربة جنوب نهر الليطاني أثبتت بالملموس أنّ “الحزب” تجاوب وتعاون بالكامل مع الجيش في مصادرة الأسلحة من المستودعات، إلى درجة يمكن القول معها إنّ في جنوب الليطاني صفراً في المئة أسلحة قتاليّة. والجيش يصادر ما يعثر عليه شمال الليطاني بلا مشاكل. والأمر أخذ بعض الوقت لأنّ في الجنوب أودية وأحراجاً وجبالاً.

يقول المسؤول الكبير إنّ الجيش صادر قبل أيّام منصّتين لإطلاق الصواريخ في ضاحية بيروت الجنوبية

يقول المسؤول الكبير إنّ الجيش صادر قبل أيّام منصّتين لإطلاق الصواريخ في ضاحية بيروت الجنوبية. اضطرّ إلى تفكيكهما وتقطيع أجزائهما بالمنشار لتعذّر نقلها كما هي. وفي يحمر (البقاع الغربي) صادر الجيش قبل أسابيع ما أمكن من أنفاق تابعة لـ”الحزب”. تفيد معلومات رسميّة أنّ من جملة ما اكتشفه الجيش في أحد الأنفاق مستشفى ميدانيّاً ضخماً معدّاته لم تُستخدم.

في بلدة جدرا (ساحل إقليم الخرّوب في قضاء الشوف) صادر الجيش مستودعين للأسلحة. يورد المسؤول إيّاه هذه الأمثلة، المطّلع عليها الجانب الأميركي، للإشارة إلى أنّ الدولة تقوم بإنجازات تحت عنوان حصريّة السلاح بالدولة، حتّى لو لم تُعلن.

نتائج حرب إيران وإسرائيل وتسليم سلاح “الحزب”

اللافت، وفق ما تجمّع من معطيات لدى “أساس” في شأن الخطوات الرسمية المزمعة قبيل حضور توم بارّاك إلى بيروت، أنّ المقاربة اللبنانية الرسمية لا تتجاهل تأثير المواجهة العسكرية الإسرائيلية الإيرانية والمواجهة الأميركية الإيرانية تسّهل الخطوات المطلوبة في لبنان.

الحزب

على الرغم من أنّ التقويم اللبناني يشير إلى أنّ كلّاً من إيران وإسرائيل تعرّضتا لخسائر كبرى في المواجهة، ويفترض عدم التقليل من حجم ما تعرّضت له إسرائيل لأوّل مرّة جرّاء الضربات الإيرانية، فإنّ ما انتهت إليه من وقفٍ للنار يفترض أن يحفّز “الحزب”، الذي تجنّب التورّط في الحرب، على تليين موقفه من تسليم ما بقي من سلاحه الثقيل شمال الليطاني.

يكرّر المسؤول الكبير بحضور “أساس” أنّ التجربة جنوب نهر الليطاني أثبتت بالملموس أنّ “الحزب” تجاوب وتعاون بالكامل مع الجيش

يتقاطع هذا التقويم مع استنتاج قوى وأوساط سياسية معارضة لـ”الحزب” ولمنطق قوى الممانعة، أنّه ما دام سلاح “الحزب” لم يساهم في الدفاع عن إيران في الحرب التي خاضتها مع إسرائيل، فما حاجته إلى الاحتفاظ بالصواريخ الثقيلة شمال الليطاني؟ وما دامت إيران نفسها لم تستخدم أسلحتها الفعّالة التي أصابت بها إسرائيل، في الدفاع عن الجنوب وعن “الحزب” خلال حرب إسرائيل الشرسة عليهما وتركت البلد يُدمّر و”الحزب” يخسر كبار قادته وأكثر من 10 آلاف قتيل وجريح، فما الحاجة إلى إبقاء السلاح بحوزة المقاومة، إذا كان سيؤدّي إلى المزيد من التدمير للبنان ولـ”الحزب”، بعدما اتّفقت طهران مع إسرائيل على وقف النار؟

في اعتقاد أصحاب وجهة النظر هذه أنّه إذا كانت أسلحة طهران الثقيلة لم تتمكّن من حماية أراضيها وبنيتها العسكرية القويّة من إسرائيل، ودخلت الآن مرحلة التفاوض، فلا مبرّر أن يحتفظ “الحزب” بأسلحته في لبنان الصغير المساحة والضعيف الإمكانات.

“الحزب” يطلب لجمهوره مقابلاً للسّلاح

مهما يكن من موقف حيال حجج خصوم “الحزب”، فإنّ قناعات القيادة اللبنانية الرسمية في شأن الخطوات المقبلة لتكريس حصريّة السلاح تستند إلى عوامل يُذكر منها الآتي:

– إنّ استكمال تجاوب “الحزب” جنوب الليطاني يمكن التأسيس عليه في شماله. تتفهّم القيادة اللبنانية قول “الحزب”: مستعدّون لبحث تسليم السلاح شمال النهر، لكن “أعطونا شيئاً” في المقابل على الأقلّ في شأن الانسحاب الإسرائيلي من التلال، أو تسليم إسرائيل الأسرى. تفهم القيادة اللبنانية أنّ مطالبة “الحزب” بمقابلٍ لسلاحه شمال الليطاني تعود إلى أنّه يحتاج إلى إرضاء جمهوره إزاء التزامه وقف النار وعدم الردّ على انتهاكات إسرائيل. وتقول أوساط رسمية إنّ “الحزب” يسلّم ضمناً أنّ إعادة إعمار ما هدّمته إسرائيل في القرى الحدودية تتطلّب وقتاً وانعقاد مؤتمر دوليّ لهذا الغرض، لكن يرغب في أن يثبت لجمهوره أنّه حصل على مقابل ما لتسليمه السلاح.

يفترض أن يكون الأسبوع الطالع هو المجال الزمنيّ للحصول على أجوبة “الحزب” على ورقة الأفكار التي تسلّمها لبنان من الموفد الرئاسي الأميركي بارّاك

خطوة مقابل خطوة بلا جدول زمنيّ

– وفق مبدأ الخطوة مقابل خطوة الذي اقترحه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون على الموفد الأميركي، يمكن إحداث تقدّم لمصلحة حصريّة السلاح. بارّاك، حسب المسؤول الكبير، تعهّد أمام الرؤساء الثلاثة، إزاء مطالبتهم بالانسحاب الإسرائيلي من التلال الخمس، بأن يعالج هذا الأمر مع الرئيس دونالد ترامب ما إن يبدأ الجانب اللبناني بخطوات عمليّة.

– إنّ صيغة الخطوة مقابل خطوة تقضي بتقسيم الإجراءات المتبادلة، بحيث يقوم الجيش بمصادرة أسلحة في منطقة ما، فتنسحب مقابلها إسرائيل من تلّة أو تلّتين في الجنوب، مثلاً. يقول المسؤول الكبير لـ”أساس” إنّه لا حاجة لوضع جداول زمنية بل لتحديد الخطوات المتقابلة، لأنّ الأمور ستتوقّف على ظروف التنفيذ، وتحسّباً للمفاجآت الخارجية.

حافز السّلاح الفلسطينيّ وجنبلاط

– لا حاجة إلى عرض أيّ خريطة طريق في شأن تسليم السلاح شمال الليطاني على مجلس الوزراء، فالأمر يتعلّق بتطبيق الدستور وخطاب القسم والبيان الوزاري للحكومة.



– الإقبال على تسليم السلاح الفلسطيني من المخيّمات يخلق مناخاً مساعداً في ما يخصّ سلاح “الحزب”. وتشكّل خطوة اتّفاق الرئيس السابق للحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع الرئيس عون على تسليم سلاح حزبه قبل 3 أشهر عاملاً مساعداً على استكمال الخطوة شمال الليطاني.