خاص - بعد موجة الانتقادات الكبيرة ضدّه.. عبود يُخالف التّوقعات: ما حصل "فرصة"! - هند سعادة
شارك هذا الخبر
Thursday, June 19, 2025
خاص - "الكلمة أونلاين"
هند سعادة
بعقل بارد وهادئ، هكذا يتعامل الإعلامي وليد عبود مع موجة الانتقادات الحادة التي طالت المقدّمة التي استهلّ بها الحلقة الجديدة من برنامجه "يا أبيض يا أسود" على قناة "هلا آرابيا" الفضائية.
وشرح عبود في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين"، أنه "صاغ هذه المقدّمة، انطلاقًا من فكرة البرنامج المجسّدة بشكل أساسي في العنوان "يا أبيض يا أسود"، التي تقوم على عرض أي أطروحة ونقيدها".
عبود الذي لطالما حرص على محاكاة نبض الشارع اللبناني أراد لهذه المقدّمة أنّ توصّف تناقضات واختلافات هذا الشارع، تحت عنوان "سجال بين لبنانين"، ناقلًا من جهة، لسان حال فريق السياديين ضدّ فريق الممانعيين، بقوله: "حلّوا عنا... أنتم وسلاحكم ومسيّراتكم وصواريخكم وأبواقكم وراياتكم ومرشدكم وإيرانكم ومحورك. أما حزبكم الإلهي، فزرع لبنان بالسلاح والمسيّرات، ويدّعي أنّه خلاص لبنان وهو يُخلّص على لبنان... لم نعد نراكم مقاومة... وحين نراكم نسمع ضجيج السلاح ونشمّ رائحة الموت...".
ومن جهة أخرى، ظهّر موقف فريق الممانعيين الذين يحملون بدورهم كمًّا كبيرًا من الاتهامات في جعبتهم لفريق السياديين وهو نقله أيضًا في المقدمة حين قال: "وأنتم أيضاً حلوا عنا، يا من تحتفلون بضرب إسرائيل لمفاعل إيران النووية التي تردع الهيمنة الغربية، سلاحها في عيونكم خطر، ولكنه في عيوننا توازن... أنتم خطفتم لبنان باسم السيادة، وخنقتم الاقتصاد باسم الاصلاح، وبعتم الوهم باسم الحياد، واخترتم الانبطاح باسم المقاومة، صوتكم نشاز ومقاومتكم شتائم ووطنيتكم عقدة نقص أمام كل ما هو غربي، من أوحى لكم أن التبعية لواشنطن عمالة، ومن قال لكم أن حب الوطن يكون بنسيان فلسطين والقدس، أنتم لستم سياديين، أنتم مرتزقة بربطات عنق ونحن ضاحيتنا تصنع صموداً لا كما تدّعون قبوراً للأحلام.".
وإذ أسف عبود لـ "اجتزاء المقدّمة واكتفاء البعض بتظهير أحد الطرحين دون الآخر"، أشار إلى أن "المفارقة أن هذه الحملة بدأت بعد انتشار القسم الأوّل، الذي يبرز الموقف من الممانعين، كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الإجتماعي، علمًا أنّ الطرحين متوازنان لجهة قوة الرسالة الموجهة والحدّية المقصودة في اختيار التعابير المستخدمة".
عبود الذي رفض الغوص في وحول السوشيل ميديا، رأى أنه "يجب تحويل هذا الجدل إلى فرصة حقيقية لفتح الباب لنقاش موضوعي وهادئ حول عالم "السوشيل ميديا" وكيفية تشابكه مع عالم "البرامج التلفزيونية" منعًا لتكرار ما حصل، فالاجتزاء العشوائي من شأنه أن يؤدي إلى مشاكل كبيرة، حارفًا الانظار عن المعنى الحقيقي المقصود من الرسالة"، مشدّدًا على "خطورة استمرار هذا الواقع من دون أي تغيير".
وأكّد عبود أنه "يتعامل مع هذه الحملة من دون انفعال، خصوصًا أنني مدرك تمامًا لما قلته ولعدم اقترافي أي خطأ".
وفي حين نال "تلفزيون لبنان" نصيبه من هذه الحملة، لم يتنبّه عددٌ كبيرٌ من الذين تناقلوا هذه المشاهد المجتزأة أن هذه الحلقة لم تُبث عبر شاشة "تلفزيون لبنان" إنما عبر قناة "هلا آرابيا" الفضائية وهو ما دفع بهم إلى توجيه التهديدات والشتائم ضد "تلفزيون لبنان"، مطالبين وزير الإعلام بول مرقص باتّخاذ الإجراءات اللازمة".
وفي هذا الإطار، وفي حين يُتداول أن مرقص عمد إلى منع عرض الحلقة التي كانت مُقرّرة مساء اليوم الأربعاء على شاشة "تلفزيون لبنان" بسبب ما حصل، نفى عبود هذا الكلام، مؤكّدًا أنه "على تواصل دائم مع الوزير ولا يوجد أي سوء فهم بيننا". وأوضح أن "الحلقة لم تُلغ بل تأجّلت، نتيجة التزام مسبق لـ"تلفزيون لبنان" بتأمين تغطية مباشرة للتطورات الإقليمية المرتبطة بالحرب الإيرانية – الإسرائيلية"، مضيفًا: "أبلغني المعنيون في القناة بطلب التأجيل ولم أمانع".
وكانت إدارة برنامج "يا أبيض يا أسود" قد أصدرت بيانًا جاء فيه:
رداً على البلبلة التي أثارتها مقدّمة الحلقة الأخيرة من برنامج "يا أبيض يا أسود" على محطة "هلا أرابيا"، توضح إدارة البرنامج أن الجدل الذي أعقب عرض الحلقة لم يكن في محلّه، إذ جاء نتيجة اجتزاء متعمّد لمضمون المقدّمة. فقد تعمّدت بعض الجهات تداول نصفها الأوّل فقط، وأغفلت النصف الثاني، ما أخلّ بتوازن السياق، وحرّف المقصود منها، وحوّلها إلى خطاب أحادي لا يمتّ بصلة إلى روح البرنامج ولا إلى خطّه التحريري.
ونذكّر هنا، بأنّ التوازن هو العمود الفقري لهذه الحلقة وكلّ حلقة. والمقدّمة التي هي محلّ سجال بلسانين: مرّة بلسان السياديين، ومرّة بلسان الممانعين، في عرضٍ متكاملٍ لسرديتين تتقاسمان المشهد اللبناني.
إنّ "هلا أرابيا" إذ تثمّن كلّ نقاش واعٍ ومسؤول، تدعو جمهورها الكريم إلى مقاربة المادة الإعلامية كاملة غير منقوصة، لأن الاجتزاء لا يُسيء إلى البرنامج والمحطة فحسب، بل يُضعف قيمة النقاش العام، ويشوّه المفهوم الحقيقي للسجال الديموقراطي الذي نحرص على صونه وتعزيزه".