أطلقت وزارة الصحة العامة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في لبنان بدعم من حكومة اليابان مشروعًا ثلاثي الأبعاد يهدف إلى "التعزيز الطارئ لنظام الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية في لبنان إستجابة لحالات الطوارئ" ويتضمن أولا توسعة نظام إدارة اللوجستيات (LMS Logistic Management System) الذي يسجل كل ما يدخل إلى مستودعات وزارة الصحة العامة ويخرج منها، ليشمل المستشفيات الحكومية في جميع أنحاء لبنان، وثانيًا تعزيز قدرة بنوك الدم في المستشفيات الحكومية وثالثًا توسعة مستودع الإمدادات والمستلزمات الطبية التابع لوزارة الصحة العامة في الكرنتينا، وذلك بقيمة إجمالية تبلغ حوالى مليون دولار.
جاء ذلك خلال لقاء في مستودع المستلزمات في الكرنتينا بحضور وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين ،سفير اليابان في لبنان ماغوشي ماسايوكي ،ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبو بكر، ممثلة منظمة اليونيسف في لبنان أندريا بيرثر، مدير دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة هشام فواز ومسؤولة مركز عمليات طوارئ الصحة العامة وحيدة غلاييني وممثلين عن منظمات وجمعيات دولية ومحلية وعدد من المسؤولين في مستشفى بيروت الحكومي الجامعي – الكرنتينا والمستودع المركزي.
استهل اللقاء بالنشيدين الوطنيين اللبناني والياباني، ثم قدم فواز عرضًا للمشروع فأكد أن توسعة نظام إدارة اللوجستيات ليشمل كل المستشفيات الحكومية سيؤدي إلى شفافية في مراقبة حركة دخول الأدوية وخروجها، مما يسمح بضبط المخزون العام الموجود، أما بنوك الدم ودعمها بالمستلزمات فمن شأنه تعزيز قدرتها التي برزت خصوصًا في الحرب الأخيرة، وستسهم توسعة مستودع المستلزمات باستيعاب كل ما تلقاه لبنان من مساعدات وهبات في المرحلة الأخيرة بحيث ستصبح المساحة الإجمالية للمستودع حوالى 1700 متر مربع.
وتحدث الوزير ناصر الدين فأكد أن "المشروع ببرامجه الثلاثة يتماشى مع استراتيجية الصحة الوطنية التي تؤكد على تعزيز جودة الرعاية الصحية وتفعيل التحول الرقمي في أنظمة الوزارة، كما أن هذا المشروع يصب في أولوية الوزارة لناحية دعم المستشفيات الحكومية في لبنان. وقال: "إن توسعة نظام إدارة اللوجستيات، وتعزيز قدرات بنوك الدم، وتوسعة مستودع الإمدادات الطبية التابع لوزارة الصحة العامة في الكرنتينا، من شأنها تمكين المستشفيات الحكومية من إدارة التحديات بفعالية وتحسين استخدام الموارد والإرتقاء بمعايير الرعاية الصحية. فالمشروع الذي يتم إطلاقه اليوم، يسهم من خلال معالجة الثغرات اللوجستية في بناء نظام رعاية صحية أكثر مرونة وإنصافًا. وسيعزز استعداد الوزارة للطوارئ ويعزز الكفاءة التشغيلية ويضمن الوصول في الوقت المناسب إلى الموارد الطبية المنقذة للحياة لجميع الأفراد".
وشكر "شعب وحكومة اليابان على الدعم المتواصل والذي كان له الدور الحاسم في دعم منظمة الصحة العالمية لإعادة تأهيل وتسليم مستودع أدوية مركزي حديث لوزارة الصحة العامة بعد انفجار آب 2020 إضافة إلى عدد كبير من المشاريع الصحية الأخرى التي أسهمت اليابان في تمويلها دعمًا للقطاع الصحي والشعب اللبناني. كما نوه وزير الصحة العامة بالدعم المستمر الذي تقدمه للوزارة منظمة الصحة العالمية".
أوضح بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية أن "المشروع يتضمن ثلاثة مجالات رئيسية للتدخل: 1. توسيع نظام إدارة اللوجستيات (LMS): بناءً على نظام إدارة اللوجستيات الحالي في مستودع الأدوية المركزي التابع لوزارة الصحة العامة، سيتم نشر النظام في جميع المستشفيات الحكومية، بحيث يمكّن النظام من التتبّع الفوري للأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية، وتقليل حالات نفاد المخزون وتحسين الشفافية والكفاءة التشغيلية. 2. تطوير بنوك الدم في المستشفيات: سيتم تجهيز مستشفيات الإحالة بالبنية التحتية الأساسية لبنوك الدم وإمداداتها، مما يعزز قدرتها على تقديم رعاية آمنة وفي الوقت المناسب لمصابي الصدمات. ويُعد هذا الأمر بالغ الأهمية للفئات الضعيفة، بما في ذلك النساء والنازحون المتضررون بشكل غير متناسب من النزاعات وحالات الطوارئ. 3. تحسين مستودع المستلزمات الطبية في الكرنتينا: باعتباره موردًا استراتيجيًا للاستعداد الوطني، سيخضع مستودع الكرنتينا لترقيات كبيرة لتحسين ظروف التخزين وإدارة سلسلة التوريد، مما يضمن تجهيز مستشفيات لبنان بشكل أفضل للاستجابة لحالات الطوارئ. هذه التدخلات ليست مجرد تحسينات تقنية، بل هي امتدادٌ لحياة آلاف الأشخاص - نساءٌ بحاجة إلى رعاية طارئة، وأطفالٌ يعانون من أمراض مزمنة، وأسرٌ لا تجد الرعاية الصحية إلا من خلال المستشفيات العامة".
واشار البيان الى أن "المشروع لا يعزز استعداد لبنان للطوارئ فحسب، بل يمهّد الطريق أيضًا لتحسينات أوسع نطاقًا وطويلة الأمد في تقديم الرعاية الصحية. ويستفيد المشروع من التعاون الوثيق بين منظمة الصحة العالمية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، وتندرج ضمنه بما يؤدي إلى دور محوري في تعزيز النظام الصحي في لبنان. وقد كان للدعم الياباني طويل الأمد، فنيًا وماليًا، دورٌ أساسي في دفع الجهود الوطنية لتحديث ومواءمة البنية التحتية الصحية الأساسية. وتظل هذه الشراكة أساسية لضمان استجابة أكثر تنسيقًا وتناغمًا ومرونة للتحديات التي يواجهها القطاع اليوم".