سيناريوهات محتملة حول التصعيد بين إسرائيل وإيران.. خبير يوضح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, June 18, 2025

دخلت الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وإيران في 13 يونيو 2025 سريعاً مرحلة الضربات العسكرية والضربات المضادة، وحتى الآن يمكن القول إنها ما زالت منحصرة بين إسرائيل وإيران، حيث لم تنخرط فيها أطراف أخرى بشكل مباشر أو على نطاق واسع وواضح، لكن بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحديثه عن السيطرة الكاملة على سماء إيران، هل تتوسع الأمور وتتحول إلى حرب إقليمية شاملة؟

يقول الخبير في العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، الدكتور إسماعيل تركي، في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت": المنطقة تتجه نحو مزيد من عدم الاستقرار، وربما مرحلة أكثر عنفاً وتجزئة وتفتيتا وإهدارا لقدرات الدول بدل من العمل من أجل السلام والاستقرار والتنمية، ويمكن رؤية هذه التداعيات من خلال، تصعيد إقليمي أوسع ويظل التخوف الأكبر هو تحول الصراع الثنائي إلى حرب إقليمية شاملة، فاستمرار تبادل الضربات يعني احتمالية جر أطراف أخرى إلى المواجهة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يهدد بزعزعة استقرار دول الجوار وتوسيع رقعة الصراع.

تعقيد المشهد الجيوسياسي
ويتابع: كما أن المنطقة تتجه إلى حدوث أزمة اقتصادية تؤثر علي كافة دول العالم وخاصة الصناعية منها، حيث تعد المنطقة مصدر رئيسي لإمدادات النفط والغاز العالمية، وأي تصعيد يؤدي إلى تعطيل حركة الملاحة في مضيق هرمز، كما صرح وزير الخارجية الإيراني أن إيران تدرس كل الاحتمالات الممكنة بشأن غلق هذا الممر الحيوي على سبيل المثال، سيؤدي إلى ارتفاع جنوني في أسعار الطاقة، مما يهدد بحدوث أزمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة، وقد بدأت بالفعل أسعار النفط والذهب في الارتفاع، مع تأثيرات سلبية على الأسواق العالمية، إضافة إلى تغير التحالفات وتوزيع القوى فمن الممكن أن تشهد المنطقة إعادة ترتيب في التحالفات الإقليمية والدولية، فالدول التي كانت تتبع سياسات متوازنة قد تجد نفسها مجبرة على الانحياز لطرف على حساب آخر، مما يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي.

وأشار الدكتور تركي إلى أنه يتوقع حدوث تداعيات إنسانية كارثية، فلا شك أن الحرائق المشتعلة في أكثر من ملف إضافة للمواجهة بين إسرائيل وإيران ستخلف تداعيات إنسانية وخيمة، بما في ذلك نزوح أعداد هائلة من السكان، وتدمير البنى التحتية، وتفاقم الأزمات الإنسانية القائمة، والمنطقة كان ينقصها هذه الجولة من الصراع لتزيد الأوضاع سوء أكثر مما هي سيئة، تحديات أمنية متزايدة، حيث تؤدي الفوضى وعدم الاستقرار لزيادة نشاط الجماعات المتطرفة والإرهابية، مما يشكل تحديًا أمنيًا جديدًا على المستويين الإقليمي والدولي.

تداخل الأطراف والمصالح
وأضاف قائلاً: وفي هذا الصراع المعقد، تتعدد الأطراف الفاعلة وتتداخل مصالحها، ويمكن إيجاز أبرز اللاعبين المؤثرين في إسرائيل، حيث تلعب إسرائيل دوراً محورياً في هذا الصراع، وتنظر إلى إيران كتهديد وجودي لأمنها، خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي وتمدد نفوذها الإقليمي عبر وكلائها، وتسعى إسرائيل إلى تدمير القدرات العسكرية الإيرانية وتقويض نظامها إذا أمكن، وربما تكون لديها أهداف أبعد تتجاوز الرد المباشر، يتعلق بسيادة إيران ووحدة أراضيها، بالإضافة إلى إيران، حيث تعتبر إيران الهجمات الإسرائيلية انتهاكاً لسيادتها وتتوعد بردود قاسية.

وأردف: وتسعى طهران إلى تأكيد نفوذها الإقليمي وقدرتها على الردع، وتعتمد على شبكة من الوكلاء والجماعات المسلحة في المنطقة (مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وفصائل عراقية) لمواجهة إسرائيل وحلفائها. صحيح أن هذه الجماعات تم القضاء علي كثير من قدراتها وتم تحييدها، ولكن مازالت موجودة ويمكن إعادة بناء قدراتها على المدى المتوسط والطويل".

وأشار الخبير إلى دور الولايات المتحدة الأميركية، حيث تلعب الولايات المتحدة دوراً حاسماً كحليف استراتيجي لإسرائيل، حيث تقدم لها الدعم العسكري والاستخباراتي، في الوقت ذاته أما باقي الأطراف فتعتبر أدوارها ثانوية، مؤكدا: "نحن نتحدث عن القوى الدولية روسيا والصين والقوى الإقليمية للدول العربية وتركيا وسيكون لها دور في مرحلة التهدئة. أما مرحلة التصعيد العسكري والمواجهة المباشر فيتضاءل الدور الذي من الممكن القيام به من هذه الأطراف الثانوية" .


العربية.نت