عوده: لنحافظ على رباط المحبة والسلام بيننا

  • شارك هذا الخبر
Sunday, May 11, 2025

لفت متروبوليت بيروت وتوابعها لطائفة الرّوم الأرثوذكس المطران ​الياس عودة​، إلى أنّ “عدم المبالاة خطيئة لا تتغيّر مع الزّمن. في زمن الرّب يسوع لم يكن الأمر أبشع من زمننا ومجتمعنا المتمحوّر حول الذّات، بأنانيّة، غارسًا في البشر فكرة أنّ المال والثّروة هما هدف وجود الإنسان، لأنّهما سبب احترامه في هذا العالم المادّي السّطحي الّذي لا يعرف الله ولا المحبّة”.

وأشار، خلال ترؤسّه خدمة القدّاس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، إلى أنّ “إنسان اليوم يشعر أنّه في سباق لتجميع الثّروة وتسلّق سلّم النّجاح، والحصول على وظيفة أفضل، ومنزل أكبر، وسيّارة أحدث. الأسوأ أنّ في داخل كل إنسان رغبة متجذّرة في إقصاء أي شخص يقف في طريق خطّته الفانية”.

وركّز المطران عودة على أنّ “مجتمعنا أصبح مجموعة أفراد سطحيّين يسعون إلى إرضاء أنفسهم فقط، ويفترضون أنّ الواجب تجاه الفقراء والوحيدين والمتألّمين تؤدّيه الوزارات أو الجمعيّات أو الكنيسة. انشغالهم بتفاخرهم اليومي يعميهم عن الآخر المحتاج”.

وشدّد على أنّ “المسيح ينتظرنا، وليس الحكومة، لنكون الملح الّذي يملّح العالم والنّور الّذي يضيء عتمته، ولنكرز بالإنجيل معلنين قيامة المسيح كما فعلت حاملات الطّيب”، موضحًا أنّ “تقديم السّلع المادّيّة للمحتاجين مهم، لكن الأهم أن نقدّم لهم من كنزنا الرّوحي، أي المسيح. طبعًا، الشّرط الأوّل لذلك أن نجد المسيح نحن أوّلًا”. وبيّن أنّ “علينا السّعي للشّفاء عبر سرَّي الاعتراف والإفخارستيا، حيث ينتظر المسيح منّا أن نعود إليه صارخين “يا رب، إنّي أؤمن، فأغث عدم إيماني”.

كما أكّد أنّ “يسوع وحده قادر على شفائنا والسّيطرة على أصل المرض، إذا ما التجأنا إليه. فالّذي انتصر على الموت وعلى الشيطان والجحيم وقام من بين الأموات، هو نفسه الّذي يملك السّلطان على أجسادنا ليشفيها وعلى خطايانا ليعتقنا من سلطتها”.

وأضاف عودة: “يتجلّى المسيح في الكنيسة، والكنيسة هي كل واحد منّا نحن جسد المسيح. في تواصلنا بعضنا مع بعض نجد الفرح، نعاين المسيح في وجه كل إنسان، لذا علينا أن نحافظ على رباط المحبّة والسّلام بيننا، لكي يكون عملنا نورًا قياميًّا في ظلام هذا العالم”