وول ستريت جورنال- هل تحوّل المقاتلون الأجانب إلى عبء على سوريا الجديدة؟
شارك هذا الخبر
Thursday, May 1, 2025
رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن على قادة سوريا الجدد أن يجدوا حلاً لآلاف المقاتلين الأجانب في صفوفهم، والذين يعتقد كثيرون أنهم متورطون في موجة جرائم قتل عرقية شهدتها البلاد مؤخرًا.
وقَدَمَ ما يصل إلى 10 آلاف مقاتل من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا الوسطى، دعماً حاسماً خلال الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، وهم يدعمون الحكومة الناشئة.
الابتعاد عن التطرف لكن "وول ستريت جورنال" ترى أن تفسيراتهم المتشددة للإسلام تجعلهم عبئاً على حكام سوريا الجدد، الذين يريدون النأي بأنفسهم عن ماضيهم المتطرف والسعي إلى حكومة شاملة.
ويُجسّد محمد ظفر، وهو أوزبكي يبلغ من العمر 20 عاماً، هذه المعضلة، إذ جاء إلى سوريا عبر تركيا في أكتوبر (تشرين الأول) للقتال مع كتيبة الغرباء، وهي جماعة إسلامية تضم مقاتلين من آسيا الوسطى.
وفي غضون أسابيع، كان على الخطوط الأمامية لهجوم المتمردين ضمن تحالف تقوده جماعة هيئة تحرير الشام، وهي جماعة متمردة سورية.
اختلاف مع رغبة السوريين وأوضح أنه اعتمد على قادة ميدانيين أوزبكيين يتحدثون العربية لنقل أوامر قادة الثوار السوريين خلال الهجوم السريع.
ومع انتهاء الثورة، يأمل في الانضمام إلى الجيش السوري الجديد والمساهمة في بناء دولة على مبادئ الحكم الإسلامي.
وقال ظفر بلهجة مزيج من الأوزبكية والتركية والعربية المكسرة: "جئتُ إلى هنا للجهاد، وسأبقى حتى الشهادة"، وأضاف أنه لا يريد العودة لمواجهة الاضطهاد المحتمل في أوزبكستان: "آمل أن أبقى هنا وأستقر".
والحكم الإسلامي الذي يأمل ظفر في إرسائه في سوريا، هو بالضبط ما يريد الكثير من السوريين تجنبه.
مطالب أمريكية وتريد الولايات المتحدة، التي قدمت مطالب صارمة للحكومة السورية في الأسابيع الأخيرة، ضمانات بأن المقاتلين الأجانب لن يظلوا موضع ترحيب في الدولة الجديدة.
وقال تيم ليندركينغ، المسؤول الكبير في شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية، في 24 أبريل (نيسان): "على السلطات المؤقتة التأكد من عدم وجود أي دور للمقاتلين الإرهابيين الأجانب في الحكومة أو الجيش السوري".
وبعد الاستيلاء على العاصمة السورية في ديسمبر (كانون الأول)، عيّن الحكام الجدد أجانب في مناصب عسكرية عليا، من بينهم رجال من الأردن ومصر وتركيا. وصرّح أحمد الشرع، الرئيس السوري الجديد وزعيم جماعة هيئة تحرير الشام بأن المقاتلين الأجانب الذين يدعمون الثورة سيُكافأون وربما يُمنحون الجنسية.
قال برودريك ماكدونالد، الزميل المشارك في المركز الدولي لدراسة التطرف، وهو مركز أبحاث في كلية كينغز كوليدج لندن: "لديهم خبرة في القتال في دول مختلفة، واستخدام الأسلحة الثقيلة، وإنتاج الدعاية، ولديهم شبكات عالمية للتجنيد وجمع التمويل".
تحقيق في أحداث الساحل وأدت الكمائن التي استهدفت قوات أمن الدولة في مارس (آذار) إلى عمليات قتل انتقامية قال سكان إن مقاتلين أجانب وميليشيات أخرى متطرفة تابعة للحكومة نفذوها في الساحل السوري.
وفي حينه، نقلت "وول ستريت جورنال" عن شهود إن قوافل من الرجال المسلحين هددت السكان وأطلقت النار عليهم وأحرقت المنازل.
وشكلت الحكومة السورية لجنة للتحقيق في الهجمات. وقال مسؤول باللجنة في أبريل(نيسان) إنه تم استجواب عشرات الأشخاص، وإن اللجنة تنظر في أكثر من 50 حادثة. ووافق الشرع في أبريل(نيسان) على تمديد عمل اللجنة لمدة ثلاثة أشهر.