الحزب والدولة والوثيقة الجديدة : هل آن الآوان لإطلاقها؟- بقلم قاسم قصير

  • شارك هذا الخبر
Friday, May 2, 2025

في الاطلالات المختلفة للامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ، واخرها مساء الاثنين الماضي للدعوة للمشتركة في الانتخابات البلدية ، يحرص الشيخ قاسم على تاكيد التزام حزب الله بخيار الدولة اللبنانية ودعم مواقفها والالتزام بما تقرره .

فهل حسم الحزب خياره بالالتزام الكامل في اطار الدولة اللبنانية؟ ومتى يصدر الحزب وثيقته الثالثة بعد الرسالة المفتوحة في العام 1985 والوثيقة السياسية في العام 2009؟

في مقال له قبل ثلاث اسابيع كشف عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض : ان حزب الله كان يستعد لاصدار وثيقة سياسية جديدة قبل الحرب السورية وان هذه الوثيقة كانت ستتضمن رؤية جديدة للحزب حول لبنان ودوره ، وان الامين العام الراحل السيد حسن نصر الله يجري مراجعات كاملة للتاريخ اللبناني وانه على ضوء هذه المراجعات سيكون للحزب رؤية جدبدة حول دور لبنان والموقف منه.

ومن ابرز ما جاء في مقال الدكتور فياض ( وهو المعروف عنه انه احد اهم العقول المفكّرة في الحزب وترأس لفترة طويلة المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق ويقدم دائما افكارا جديدة للنقاش والحوار ):

" إن إحدى الإشكاليات الكبرى، التي كانت حاضرة دوماً، في الأدبيات السياسية اللبنانية، وعلى مدى عقود، هي علاقة المقاومة بالدولة، وفي مجرى البحث في هذه الإشكالية، ذهب كثيرون إلى مديات أبعد، فجرى ربط الموضوع بنظرة الطائفة الشيعية إلى الدولة وعلاقتها بالكيان اللبناني.

في الواقع، لم تكن هذه الإشكالية مغفلة لدى قيادة حزب الله ولا داخل أجهزة التفكير لديه، وعلى مر السنين، كان ثمة رؤية في طور التبلور، ارتسمت عناوينها الكبرى ومرتكزاتها الأساسية في محطات عدة ومواقف مختلفة ووثائق جرى إعدادها. لكن رغم ذلك، لم يتسنَّ إبراز الرؤية تجاه الدولة على نحو متكامل، نظراً إلى تداعي الأوضاع اللبنانية على نحو دراماتيكي منذ عام 2005، وبعد ذلك مع انفجار الأزمة السورية بتداعياتها على الواقع اللبناني " .

واضاف الدكتور فياض : " كان سيد شهداء الأمة سماحة السيد حسن نصر الله (قدس سره) قد أعلن في إحدى خطبه قبل الأزمة السورية، أنه سيعلن قريباً وثيقة تتضمن رؤية حزب الله للدولة، ولكن هذا الأمر لم يحصل، بسبب تدهور الأوضاع. وكان يقصد بتلك الوثيقة رؤية من عشرات الصفحات جرى إعدادها تحت عنوان: «نحو دولة قادرة وعادلة». وتضمّنت تلك الوثيقة مقاربة مفهومية وقطاعية حول مختلف الجوانب التي تُعنى بها الدولة، وفي مرحلة تالية، جرى تطوير هذه الوثيقة وإدخال تعديلات عليها ".

وتابع فياض : " في محطة لاحقة، أعلن سيد شهداء الأمة في إحدى خطبه، أن شورى القرار في حزب الله اتخذت قراراً لا يزال طيِّ الكتمان، وهو يعلنه على مسؤوليته، يتبنى لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه، وهي العبارة التي كان قد أطلقها سماحة الإمام السيد موسى الصدر، ثم وردت في اتفاق الطائف، قبل أن تتحول إلى نص في الدستور اللبناني .

في الحقبة الأخيرة، انكبَّ سماحته على قراءة كل ما يقع بين يديه من كتب حول التاريخ الحديث للبنان وتاريخ الطائفة الشيعية، وقد تجمّع لديه عدد لا يُستهان به من المراجع والكتب التي قرأها بتمعّن وتأنٍ، وبات شغفه بالقراءات التاريخية جلياً أمام من يلتقيه، وأدى ذلك إلى إدخال البعد التاريخي في تحليله ومواقفه وبلورته لرؤاه تجاه التحديات المعاصرة.

ففي أحد هذه اللقاءات، طلب من المعنيين، التفكير جدياً في كيفية بناء الدولة القادرة والعادلة".

هذه الافكار والمعلومات التي طرحها الدكتور علي فياض في مقالته والتي تشكل وثيقة سياسية جديدة حول تطور الفكر السياسي لحزب الله والتي بدأ الامين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم يعبر عنها وخصوصا حول الايمان بنهائية الكيان اللبناني وفي ظل التحديات الجديدة التي بدأ يواجهها الحزب اليوم حول العلاقة بين المقاومة والدولة والحوار حول مستقبل السلاح او الاستراتيجية الدفاعية الجديدة انطلاقا من نتائج حرب الإسناد والعدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان كلها تؤكد الحاجة اليوم الى إفراج حزب الله عن وثيقته السياسية الجديدة مع الاخذ بالاعتبار كل التطورات والمتغيرات التي حصلت منذ الحرب في سوريا وصولا لمعركة طوفان الاقصى والعدوان الاسرائيلي على لبنان.

فهل سيقرج حزب الله عن وثيقته السياسية والفكرية الجديدة ؟ ومتى وماذا ستتضمن ؟ وهل ستكون هذه الوثيقة ردا على كل من يشكك بايمان الحزب بخيار الدولة والالتزام بسياساتها الداخلية والخارجية .


موقع الامان الالكتروني