خاص - سعَيد ومطر يقرآن في زيارة المفتي دريان إلى الشرع... فما الهدف منها؟ - هند سعادة
شارك هذا الخبر
Wednesday, July 2, 2025
خاص "الكلمة أونلاين"
هند سعادة
أثار الإعلان عن زيارة مرتقبة لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى دمشق السبت المقبل على رأس وفد علمائي للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، الكثير من التساؤلات حول خلفياتها وأهدافها، خصوصًا أن تصريحًا عالي السقف للمفتي دريان كان قد سبق هذه الزيارة، والذي قال فيه أن "لا دولة في لبنان من دون السّنة".
وفي هذا الإطار، رأى النائب السابق الدكتور فارس سعيد في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين" أنه من الطبيعي لدى بروز شخصية سنية بهذا الحجم في سوريا أن يتواصل معها السُّنة في لبنان".
وإذ أكّد أن "هذه الخطوة غير مخالفة ومُرحّب بها على المستوى الأهلي والاجتماعي والسّني"، جزم سعيد أن "العلاقات اللبنانية - السورية يجب أن تكون محصورة بيد الدولة اللبنانية لأن الملفات العالقة بين الطّرفين عديدة"، مشيرًا إلى أنًنا "ننظر بعين الأمل إلى استلام الرئيس أحمد الشرع السلطة في سوريا خصوصًا أنّه نجح في اقناع دوائر القرار العربية والخليجية بأنه يمثّل مستقبلًا حقيقيًا لبلاده".
سعيد أكّد أن "التواصل مع الشّرع يجب أن يحصل على مستوى الدولة اللبنانية وتحديدًا الرّئيسين جوزيف عون ونواف سلام من أجل طرح كل الملفات العالقة بين البلدين".
ورأى سعيد أنّ "زيارة المفتي دريان خطوة طبيعية، نظرًا إلى أنّها جاءت بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل إلى دمشق حيث أمّ المصلين في المسجد الأموي".
وتعليقًا على تصريح دريان، شرح سعيد أنّه "مع بروز أحمد الشرع وسقوط النظام في سوريا أصبح هناك ميلٌ لدى "الثنائي الشيعي" إلى إخافة الرأي العام اللبناني وتحديدًا المكوّن الشيعي والمسيحي من بروز الشرع، كما برز اتّجاه ضمني لدى "الثنائي" لتشكيل تحالف ماروني - شيعي في وجه صعود الزمن السّني في المنطقة".
ووفقًا لسعيد، "يهدف دريان من كلامه إلى التّحذير والتّذكير بأنّ اتفاق الطائف أنهى الثنائيات وغلّب منطق العيش المشترك"، مشيرًا إلى أن "هذا التصريح هو بمثابة رسالة إلى الثنائي الشيعي".
من هنا، رأى سعيد أن "هذا التصريح يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار كما يجب على الرئيسين عون وسلام البحث عن الأسباب التي أدّت إلى خروج المفتي دريان عن صمته ومعالجة هذا الأمر".
من جهة أخرى، تطرّق سعيد إلى ما يروّج له البعض عن تسليم لبنان لسوريا، معتبرًا أنّه "غير صحيح ويهدف إلى تخويف الشيعة والمسيحيين من أحمد الشرع، ولذلك نطالب الدولة اللبنانية بترتيب العلاقات اللبنانية - السورية لقطع الطريق على أي محاولة للاصطياد بالماء العكر".
وفي السياق، ذكر سعيد أن سوريا مقبلة على عناوين جديدة، إذ إنّ ترتيبًا عسكريًا يُحضّر له بين السلطة السورية الجديدة واسرائيل من أجل وضع حد للصراع العسكري بين الطرفين، ما يعني أن علينا كلبنانيين أن نحسّن علاقاتنا مع الرئيس أحمد الشرع وهذه المهمة هي من اختصاص الرئيسين عون وسلام، أما زيارة المرجعيات الرّوحية السّنية وغيرها للشام فهو شأن أهلي وليس شأنًا سياسيًا".
في المقابل، رأى النائب إيهاب مطر في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين" أن "هذه الزيارة طبيعية بالشّكل والمضمون وأي نية للتواصل بين بلدين جارين تجمعهما مصالح مشتركة هو بمثابة خطوة إيجابية"، داعيًا لعدم إعطاء هذه الزيارة دلالة أكبر من حجمها أو الانجرار إلى التأويلات". وقال: "إنّها زيارة طبيعية للتواصل لا أكثر أو أقلّ".
وعن خلفيات تصريح دريان العالي السقف، أوضح مطر أن "البعض بدأ يتعاطى مع الطائفة السّنية في البلد كـ "تحصيل حاصل"، ولذلك أراد دريان من خلال هذا الموقف تأكيد الحرص على العيش المشترك، مشدّدًا على أنه يجب على كل طائفة أن تلعب دورها الطبيعي في البلد".
وذكر مطر أن "هذا الموقف يهدف للتذكير أنّنا كطائفة سّنية فاعلون ولا يجب أن يحاول أحدٌ تهميشنا عن قصد أو غير قصد أو أن يسلبنا دورنا"، مشيرا إلى أنّ "هذا الموقق ليس بجديد وسمعناه مرارًا ولكنه خرج الى العلن للمرة الأولى وهو ما سبّب هذا التفاعل".
كذلك، اعتبر مطر أن أن "تغيير النظام لا يعني بالضرورة ارتفاع وتيرة التطرّف السّني فما حصل هو شيء إيجابي لأهل سوريا وللدولة السورية وليس مرتبطًا بوضع اللبنانيين عمومًا والسُّنة خصوصًا"، لافتا إلى أنّ "وجود دولة صديقة على الحدود معنا أفضل من وجود دولة عدوة".
وإذ شدّد على أن "التغيير الحاصل في سوريا هو شأن داخلي"، أكّد مطر أنّنا كلبنانيين نرفض أي تدخل خارجي من أي جهة كانت"، مضيفًا: "لا تخوّف من صحوة التطرّف السني في لبنان ولكن على الدولة اللبنانية اتّخاذ كل الاجراءات لحماية شعبها وأرضها".
وأكّد أن "هذه الزيارة لا تحمل بعدًا سياسيًا بل هي زيارة تواصل لا أكثر أو أقل ولسنا تابعين لأي جهة في المنطقة، ومستقلون بكل طوائفنا".
وأشار إلى أن "التواصل الايجابي مع دولة شقيقة، يسهّل إمكانية التواصل لمنع أي محاولات لدخول طابور خامس أو لزرع فتنة داخلية".