هل من خطرٍ "داعشيّ" في لبنان؟ هذه هي الرواية الكاملة- بقلم داني حداد

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, July 2, 2025

كُثُر الحديث، في الآونة الأخيرة، عن نشاطٍ لـ "داعش" في لبنان. ارتفعت المخاوف أكثر بعد انفجار كنيسة مار الياس في دمشق. فهل الخوف مبرّر؟

يؤكّد مصدرٌ أمنيّ رفيع أنّ الكثير ممّا يُحكى عن نشاطٍ لـ "داعش" في لبنان وعن إلقاء القبض على شبكاتٍ آخرها في الضاحية الجنوبيّة وعن قدوم عناصر من جنسيّاتٍ مختلفة الى لبنان يفتقد الى الدقّة وفيه الكثير من المبالغة، على الأرجح لأسبابٍ تتعلّق بالتوظيف السياسي الداخلي.
إلا أنّ المبالغة في مكان لا تنفي وجود نشاطٍ لهذا التنظيم في لبنان. ففي الأشهر الأخيرة ألقت مخابرات الجيش، في إنجازاتٍ متتالية بقيت بعيدةً عن الإعلام حرصاً على سريّة التحقيقات وبهدف كشف المزيد من المتورّطين، القبض على ستّ مجموعات تنتمي للتنظيم وتضمّ ١٦ عنصراً.
اللافت في عمل المجموعات أنّ المنتمين إليها لا يعرفون بعضهم ويتواصلون بطريقةٍ تقليديّة، حفاظاً على السريّة، عبر استخدام ما يُعرف بـ "البريد الميت"، في حين تقتصر التحويلات الماليّة التي يقومون بها عبر الشركات المرخّصة على مبالغ ماليّة صغيرة، تجنّباً للفت الأنظار.
يتوقّف المصدر الأمني عند بعض الأمور اللافتة في النشاط "الداعشي" الأخير في لبنان:
- الموقوفون من المتجذّرين في العقيدة، وليسوا "داعش لايت" وفق تعبيره.
- الموقوفون من الجنسيّتين اللبنانيّة والسوريّة ومنتشرون في مناطق لبنانيّة مختلفة، وليسوا محصورين في مناطق محدّدة.
- تمكّنت مخابرات الجيش من القبض على الموقوفين على الرغم من تجنّبهم استخدام وسائل تكنولوجيّة، مثل الهواتف أو البريد الالكتروني.
- الأبرز بين الموقوفين ربيع فارس، والي لبنان في التنظيم، وهو منصب يُستحدث للمرّة الأولى، ومحمود خضر، علماً أنّ أحدهما لا يعرف هويّة الآخر.
- التحقيقات مع الموقوفين كانت شاقّة، نتيجة تدريبات خضعوا لها، إلا أنّ المحقّقين في مديريّة المخابرات حقّقوا نجاحاً لافتاً على هذا الصعيد، وعوّضوا بخبرتهم عن نقصٍ في التطوّر التكنولوجي.

يبقى السؤال: ما هو المخطّط الذي كانت تنوي هذه المجموعات تنفيذه؟
يشير المصدر الأمني الى أنّ الهدف الأكبر لهذه المجموعات كان تحرير السجناء المنتمين الى "داعش" من سجن رومية، وهم كان ينوون إحداث فوضى عبر سلسلة عمليّات، من بينها استهداف الجيش اللبناني. ولكنّ المصدر ينفي اكتشاف نيّة لاستهداف كنائس أو تجمّعات، كما يشدّد على صعوبة اكتشاف الجهة التي تحرّك هذه المجموعات، وهي موجودة خارج لبنان، وتحديداً في سوريا والعراق.
ويكشف المصدر عن أنّ التوقيفات مستمرّة، وتقوم مخابرات الجيش، بقيادة العميد طوني قهوجي، بمجهودٍ كبيرٍ كانت نتيجته تجنيب لبنان خضّات أمنيّة، في مرحلةٍ داخليّة وإقليميّة فائقة الحساسيّة.
وتشير المعلومات الى أنّ التنسيق الأمني قائم مع سوريا، ووُضعت آليّة له، ما أعطى نتائج إيجابيّة ملموسة.

في الخلاصة، يمكن التأكيد أنّ الترويج للخطر الداعشي يحتوي على كثيرٍ من المبالغة، ويُخشى أن تشارك فيه جهات أمنيّة رسميّة وإعلاميّة لغاياتٍ سياسيّة، بهدف تبرير الحاجة الى بقاء السلاح غير الشرعي. ولكن، في الوقت عينه، لا يمكن إغفال هذا الخطر تماماً. وما قامت به مديريّة المخابرات في الجيش أصدق دليل.


MTV