فوكس نيوز- من القوة إلى التفاوض.. ترامب يختبر فن الصفقات في الشرق الأوسط
شارك هذا الخبر
Tuesday, July 1, 2025
اعتبر الكاتب الصحافي كيفين د. روبرتس، أسلوب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إدارة شؤون السياسة الخارجية مميزاً عن الرؤساء الأمريكيين السابقين، ففي مواجهة نظام عدائي في طهران عكفَ على تقويض رؤساء الولايات المتحدة لعقود، خطا ترامب خطوةً حاسمة للحيلولة دون امتلاك إيران للأسلحة النووية، وكانت عملية "مطرقة منتصف الليل" ناجحة في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، دون خسائر بشرية أمريكية.
فن إبرام الصفقات وأضاف الكاتب في مقاله بموقع شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية، أنه على الرغم من ذلك، فإن هذا الانتصار يمثِّل بدايةً لما يطلق عليه ترامب "فن إبرام الصفقات"، ففي أعقاب الحرب بين إسرائيل وإيران، يتعين على ترامب استغلال مهاراته في التفاوض حفاظاً على وقف إطلاق النار الهش، والأهم من ذلك أن عليه التفاوض تفادياً لتورط أمريكا في صراع لا نهاية له في منطقة الشرق الأوسط.
وأثبت تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية منذ نهاية الحرب الباردة، أن الرؤساء غالباً ما يُجرّون إلى حروب طويلة الأمد دون مفاوضات فعّالة تفضي إلى السلام، إذ استحدث تدخل الرئيس بيل كلينتون في منطقة البلقان مفهوم التدخل الليبرالي، الذي امتد واستمر في إدارة الرئيس بوش بالتزامن مع حربي العراق وأفغانستان.
ورغم تأييد هذه الحروب في البداية، فقد أدَّت إلى فوضى طائفية وحالة من عدم الاستقرار الإقليمي ونشأة تنظيم داعش، إذ دمَّرت الحرب في العراق الجيش الأمريكي ومصداقيته عالمياً، وغيّرت تجربة العراق وأفغانستان وجهات النظر الخاصة بالسياسة الخارجية تغييراً جذرياً، مما دفع كثيراً من المحافظين إلى إعادة النظر في استراتيجيات التدخل العسكري الأمريكي.
وعندما تدخل الرئيس باراك أوباما في ليبيا، كان كثير من المحافظين قد باتوا محبطين من السياسة الخارجية التقليدية، مما دفعهم للالتفاف حول ترامب، الذي كان يعارض حرب العراق وركز جل جهوده على سياسة أمنية وطنية تعلي أولوية المصالح الأمريكية.
وفي ولايته الأولى، كسب ترامب ثقتهم من خلال تجنب التورط طويل الأمد في منطقة الشرق الأوسط.
تحول في الاستراتيجيات وبدلاً من ذلك، ركّز ترامب على تأمين الحدود الأمريكية، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، والتصدي لخطر الصين الصاعدة بقوة التي تعدُّ العدو الرئيس لأمريكا.
وهذا التوجه يعكس تحولاً كبيراً في كيفية تعامل الولايات المتحدة مع التحديات العالمية، إذ باتَ الأمن الداخلي والدفاع عن المصالح الأمريكية في الخارج أولوية قصوى.
وأوضح الكاتب أن الصراع الحالي بين إيران وإسرائيل يعد تحدياً جسيماً قد يتصاعد بسهولة ويتحول إلى حرب واسعة النطاق.
ومع ذلك، فإن ترامب مؤهل تماماً لهذه المهمة، إذ إنه يتمتع بسجل حافل من الإجراءات الحاسمة التي لم تفضِ إلى صراعات طويلة الأجل.
وقال الكاتب: "يملك ترامب الفرصة لمنع التصعيد في الشرق الأوسط، والحفاظ على دفاع قوي للبلاد، والتركيز على القضايا الداخلية الهامة مثل معدل المواليد في البلاد ونظام التعليم. وقد تكون قيادته أحد أعظم الإنجازات في تاريخ أمريكا المعاصر، إذ يستطيع أن يقود الولايات المتحدة بعيداً عن مستنقعات الحروب المستمرة التي أرهقت العالم لعقود".
براغماتية ترامب وأوضح الكاتب أن ما يميز ترامب عن الرؤساء السابقين هو طبيعته البراغماتية، فهو لا ينساق وراء الأيديولوجيا أو تأثيرات جماعات المصالح الخاصة. إن ترامب يعقد الصفقات نيابةً عن الشعب الأمريكي، وفي هذه الأوقات غير المستقرة، يُنظر إلى قيادته على أنها أمر حيوي للحفاظ على حرية أمريكا التي اكتُسِبَت بشق الأنفس ومن السهل أن تذهب أدراج الرياح.
ويُعدُّ نجاح ترامب في الحفاظ على السلام والاستقرار الداخليين، بينما يحقق تقدماً في الدفاع عن المصالح الأمريكية في العالم، واحداً من أعظم الإنجازات في السياسة الأمريكية الحديثة، حسب الكاتب.