أعلنت بلدية بدنايل، شمالي لبنان، حظر تربية الديوك داخل النطاق السكني للبلدة، بهدف الحفاظ على راحة السكان والسكينة العامة، ما أثار تفاعلاً واسعاً في مواقع التواصل، بالنظر لفكرة الرومانسية التي تغلف الأماكن الريفية من جهة والأزمة الاقتصادية التي تدفع لبنانيين للبحث عن الاكتفاء الذاتي عبر الزراعة وتربية الدواجن مثلاً.
وجاء القرار، الذي وقعه رئيس البلدية صلاح الدين الأيوبي، استجابة لشكاوى متكررة من سكان الأحياء السكنية بشأن الإزعاج الناتج عن صياح الديوك في ساعات الصباح الباكر. واعتبرت البلدية أن الإزعاج يمثل إخلالاً بالنظام العام ويتطلب تدخلاً تنظيمياً.
وأوضح الأيوبي، الذي تولى مهامه مؤخراً، أن القرار يأتي ضمن خطة لتحسين جودة الحياة في البلدة، مشيراً إلى أن صياح الديوك أصبح مصدر إزعاج يومي للسكان، خصوصاً في الفترات الصباحية. ويقضي القرار بفرض حظر شامل على تربية الديوك ضمن المناطق السكنية، حفاظاً على الهدوء العام.
وأمهلت البلدية المخالفين 10 أيام للامتثال، على أن تُتخذ إجراءات قانونية بحق من لا يلتزم بالقرار بعد انتهاء المهلة. ولم يمر قرار بلدية بدنايل من دون ردود أفعال، حيث وصفه كثيرون بأنه "أغرب قرار بلدي في لبنان"، في حين ربطه آخرون بالأزمات العميقة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
وفي بلد يعاني أزمة اقتصادية خانقة منذ العام 2019، تشكل تربية الدواجن، بما فيها الديوك، مصدر دخل حيوياً للعديد من الأسر، ما جعل القرار مثار جدل، كما أن فكرة الريف الهادئ والحياة في المزرعة مع الطيور والحيوانات باتت رومانسية عبر الإنترنت في السنوات العشر الماضية، وتطورت حتى نحو الأزياء والديكور الداخلي عبر أنماط تعلي من شأن الحياة الريفية القديمة، بشكل يتناقض مع الحياة المعاصرة.
