خاص- معادلة خطيرة على الحدود اللّبنانيّة-السورية...ومراد يدق ناقوس الخطر؟!- كارين القسيس
شارك هذا الخبر
Wednesday, June 18, 2025
خاص - الكلمة أونلاين
كارين القسيس
في مشهد بات مألوفاً، تتكرّر الاشتباكات على الحدود، وتتسلل الفصائل المسلحة بين لبنان وسوريا وكأنّها في نزهة، أمّا الدولة، فتبقى في موقع "المتأمّل"، وكأنّ دماء الأبرياء في القرى الحدودية لا تعنيها، وكأن صرخات المواطنين تُبتلع في هواء البيروقراطية وتُدفن في أدراج الوزارات الغائبة عن الوعي.
في هذا السياق، يرفع الدكتور هادي مراد، ابن هذه الأرض، صرخة تحذير مدوّية، وفي حديثه "للكلمة أونلاين"، يُؤكد أنّ ملف المعابر الحدودية المفتوحة بلا رقابة يجب أن يُحال فوراً إلى وزارة الخارجية، باعتباره مسألة سيادية من الدرجة الأولى، تستوجب تحركاً دبلوماسياً وأمنياً فورياً، لا مزيداًمن الانتظار.
"الوضع منفلت، والأهالي تُركوا لمصيرهم"، يقولها مراد بوضوح، مشدداً على أنّ غياب الدولة يدفع الأهالي إلى الدفاع عن أنفسهم بوسائلهم الذاتية، في ظل صمت رسمي مخزٍ لا يليق بدولة تُفترض أنها مسؤولة عن حماية كل شبر من ترابها.
ويُطالب بوضع خطة طوارئ أمنية شاملة، تشترك فيها قيادة الجيش، ووزارة الدفاع، ووزارة الخارجية، ومديرية التوجيه، لإغلاق المعابر غير الشرعية بشكل حاسم، وتأمين الحماية الفعلية للمواطنين الذين يعيشون في رعب دائم.
كما يسلّط الضوء على خطورة عبور بعض اللبنانيين إلى سوريا عبر هذه المعابر، ما يزيد من هشاشة الأمن الداخلي، ويُحول الحدود إلى خاصرة رخوة يمكن أن تنفجر في أي لحظة.
ويرى مراد أن هذا التفلّت الأمني يُستغل لتبرير استمرار تسلّح "حزب الله"، الذي يقدّم نفسه كـ"الضامن الوحيد"، مستغلاً غياب الدولة ليفرض معادلة جديدة: "نحن نحمي، إذاً نحن باقون". وهنا، تكمن الخطورة الحقيقية، فاستعادة القرار الأمني لا تتم إلا من خلال تحرك الجيش وتثبيت حضور الدولة في كل بقعة من أرض الوطن.
ويحمّل مراد المسؤولية كاملة للدولة اللبنانية، التي غابت كلياً عن الملف الأمني والعسكري، معتبراً أنّ العهد الحالي لم يقدّم حتى اليوم أي خطوات جدية، بل اكتفى بالشعارات الرنانة التي لا تصمد أمام الواقع، مذكراً بأنّ هذا الأداء لا يختلف كثيراً عن إخفاقات العهد السابق الذي ترك البلد غارقاً في الانهيار.
وفي ختام حديثه، يوجّه مراد نداءً مباشراً إلى رئيس الجمهوريّة، العماد جوزاف عون، داعياً إيّاه لتحمّل مسؤوليته الوطنية والتاريخية كاملة، لأنّ هذا النوع من الملفات يصنع العهود أو يُسقطها، فإمّا أن تنهض الدولة وتعيد فرض سلطتها على الأرض، أو تترك البلاد تسقط تدريجياً في قبضة الفوضى والسلاح غير الشرعي.