خاص- دولة خليجية تدير محرّكاتها لتأهيل شخصية جديدة خلفًا لخامنئي– هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, June 18, 2025

خاص الكلمة اونلاين

هند سعادة

"تصفية خامنئي من شأنها إنهاء الصراع"، تصريحٌ جديد لرئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يُعيد احتمال اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى الواجهة، رغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يعطِ حتى اللحظة، الضوء الأخضر للتنفيذ. وفي حين انقسم المراقبون بين مرجّح ومستبعدٍ لهذا السيناريو لأسباب متعدّدة، يبرز التساؤل التالي: ما هي تداعيات اغتيال خامنئي على الداخل الإيراني ومن هم المرشّحون المحتملون لخلافته؟

"اغتيال خامنئي من شأنه أن يدفع السلطة الإيرانية إلى وضع مخطّط لإدارة الفوضى التي ستنجم عن عملية الاغتيال، كما ستنكبّ على البحث فورًا عن خليفة له بطريقة غير منظمة خصوصًا أن خامنئي لم يعيّن نائبًا له"، وفقًا للخبير الإستراتيجي في السياسات الدولية، زياد صافي.

وفي حين بات خامنئي في خريف حكمه، في سن 86 عامًا، تتوجّه الأنظار إلى نجله مجتبى، الذي أضحى خليفة محتملًا لوالده المسن. وفي هذا الإطار، اعتبر صافي أن "مجتبى لا يُعتبر في إيران مرجعية دينية ولا يمكن تعيينه مرشدًا لهذا السّبب
ولكن اغتيال والده في حال حصوله، من شأنه أن يدفع الكثير من الإيرانيين للانجرار عاطفيًا والقبول به مرشدًا لهم، بالإضافة إلى الشّبكة القوية التي بناها مجتبى ومكّنته من السيطرة على منابع تمويل النظام الإيراني بشكل محكم".

ولكن وبحسب الخبير الاستراتيجي، "سيكون لقتل معظم القيادات العسكرية والاستخباراتية المهمة على صعيد الحرس الثوري الإيراني والنظام ككل، تأثير كبير على مُجتبى الذي لن يكون محاطًا بالحرس القديم وسيكون مجرّدًا من أي دعم وفي موقع ضعف يجعله معرّضًا للإهتزاز بسرعة كبيرة".

في المقابل، ولدى سؤاله عن إمكانية وجود شخصية أخرى مؤهّلة لتولي هذا المنصب، كشف صافي أن "دولة خليجية صغيرة أدارت محرّكاتها لتأهيل شخصية جديدة خلفًا لخامنئي"، مشيرًا إلى أنّ "هذه الشخصية يمكن أن تنتمي إلى صفوف رجال الدين في إيران ولكنّها لا تؤمن بولاية الفقيه وبعقيدة التوسع لديها".

المفارقة اللافتة، بحسب صافي أن "هذا السيناريو يشبه إلى حدّ بعيد ما حصل مع الرئيس السوري أحمد الشرع"، مذكّرًا بأن "دولة قطر دفعت أموالًا طائلة لشركة بريطانية حتى تتولى إعادة تأهيله وهذا السيناريو قد يتكرّر في إيران".

وتوقف صافي عند التوقيت المحتمل لاغتيال خامنئي، معتبرا أنه "يحمل دلالات كثيرة، فاغتياله في وقت مبكّر من شأنه أن يعبّد الطريق أمام مجتبى، علمًا أنه سيكون ضعيفًا جدًا ولكن في حال أخّروا تنفيذ العملية وواظبوا على اغتيال القادة الإيرانيين في الحرس الثوري، فعندها سيسقط النظام ويتفكّك، كما أن الشخصية التي يُعمل على تأهيلها تصبح جاهزة لتسلم المنصب".

وعلى صعيد المرشّحين، برز اسم نجل الشاه الإيراني المنفي رضا بهلوي، الذي أطلق نداءً منذ أيّام حثّ فيه المواطنين الإيرانيين على "الانتفاضة" على الجمهورية الإيرانية، واصفًا إياها بنظام "عاجز ومجرم". وفي السياق ذكر صافي أن "اسم نجل الشاه بدأ يبرز في أميركا كمرشّح مُحتمل، ولكن ليس هناك قناعة كبيرة بأنّه يمثّل شريحة كبيرة في ايران".

بالتوازي، تتوجّه الأنظار إلى الشعب الإيراني الذي يترقّب العالم ما إذا كانوا سيستغلون هذه التطوّرات للانتفاضة على الحكم السائد. وهنا، رجّح صافي أن "تتغيّر الدينامية القائمة عبر تحرّك بعض الأصوات خصوصًا أن اغتيال الخامنئي سيعتبر بمثابة لحظة تاريخية تشكّل ذروة الضعف للنظام الذي سيكون منشغلًا بالبحث عن خليفة خامنئي".

وقال: "حتى لو أُغتيل الخامنئي، قسمٌ كبير من الايرانيين لن يتحرّك في البداية في حين أن قسمًا صغيرًا آخر يعيش حالة غليان كبيرة واذا تمكن هؤلاء من الاستمرار في التحركات لوقت طويل يمكن عندها أن تتبعه الغالبية الأخرى في المرحلة المقبلة وبالتالي يحتاجون لوقت ليس بقصير لإحداث التغيير المنشود".

من جهة أخرى، شرح صافي أن "اغتيال خامنئي من شأنه أن يؤدي إلى مشهد تقسيمي في الداخل الايراني، فتركيا التي حشدت قوّاتها العسكرية منذ حوالي الشهرين على حدودها، باتت تتخوّف من أن يؤدي سقوط النظام إلى استقلال إقليم كردي في إيران". وفي هذه الحالة، لم يستبعد صافي "تخطي تركيا للحدود والدخول الى إيران بالقوة لضبط الأكراد هناك فهي لن تسمح بنشوء دولة كردية ثالثة على غرار ما حصل في شمال العراق وسوريا.

كذلك، "باكستان يمكن أن تدخل لضبط البلوش الإيرانيين في حال سقوط النظام، لاسيما أن البلوشيين يتمتعون بشبه استقلال في باكستان وبالتالي أي تحرّك في الجانب الإيراني من شأنه أن يؤثر عليها"، بحسب الخبير الاستراتيجي الذي رأى أن "المشهد التقسيمي قد يؤثّر أيضًا على عدد من دول الخليج".