خاص- الاجتماع الفلسطيني يكشف "النوايا": لا تسليم سلاح... بل “package” كامل!- هند سعادة
شارك هذا الخبر
Wednesday, June 11, 2025
خاص- "الكلمة أونلاين"
هند سعادة
قبل أيام قليلة من موعد بدء سحب السلاح من داخل المخيمات الفلسطينية المرتقب في منتصف حزيران، عقدت هيئة العمل الفلسطيني المشترك لقاءً جامعًا في السفارة الفلسطينية في بيروت، وتضم هذه الهيئة جميع الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها منظّمة التحرير الفلسطينية، حركة حماس، حركة الجهاد الفلسطيني، عصبة الأنصار، أنصار الله، الحركة الاسلامية المجاهدة وغيرهم.
وفي هذا الإطار، كشف مصدر من حركة "حماس" في لبنان، أن "الاجتماع ناقش ثلاث نقاط وهي ملف الأونروا، ملف السلاح الفلسطيني، والوضع الفلسطيني في لبنان".
وأوضح أنه "ليس هناك انقسام بين الفصائل التي توافقت على ضرورة أمن واستقرار لبنان، إنّما الخلافات وقعت داخل حركة "فتح" حول ملف تسليم السلاح تزامنًا مع زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الاحمد، ما يدل إلى أنّهم لا يملكون رؤية موحّدة لهذا الملف".
وأفاد المصدر بأن "المدخل لحل القضية الفلسطينية في لبنان لا يجب أن يكون أمنيًا عبر عملية سحب السلاح الفلسطيني فقط بل يجب أن يكون هناك مدخل شامل يضم الحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين في لبنان ومن ضمنها عقود التملّك وأمن المخيمات وغيرها من التفاصيل التي تهمّ اللاجئ الفلسطيني"، قائلا: "هذا هو المدخل الصحيح الذي يجب أن يحصل من خلال لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني".
ورأى المصدر أنه "لا يجب اختصار القضية الفلسطينية بالبندقية، فتسليم السلاح لا يحلّ القضية ولا يؤدي وحده إلى الأمن والسلام في لبنان"، مشيرًا الى أنّه يجب التركيز أوّلا على احتياجات اللاجئين ومطالبهم، ويمكن للدولة اللبنانية التهوين على الفلسطينيين عبر إصدار بعض القرارات".
وقال: "تعدّدت المواقف بين الأطراف المشاركة، فالبعض يطالب بضبط السلاح وتنظيمه، في حين ذهب البعض الآخر لطرح تسليم السلاح".
وانتقد المصدر "التاريخ الذي حُدِّد لبدء تسليم السلاح"، موضّحًا أنّنا "سمعنا من بعض المقرّبين من السلطات اللبنانية أن السلطة الفلسطينية هي من طرحت تسليم السلاح، فبادر الجانب اللبناني للقول أنكم وفي حال كنتم جادّين بهذا الطرح فعليكم تحديد تاريخ زمني محدّد وآلية واضحة للبدء فعليًا بهذه العملية".
وتابع: "إذا كانوا فعلًا يهدفون لتطبيق القرار 1701، لماذا لم يبدؤوا بنزع السلاح في المخيّمات الواقعة في منطقة جنوب الليطاني بدل البدء بالمخيمات في العاصمة بيروت ويليها مخيّمات الشمال والبقاع"، مضيفًا: "هذا ما يدفعنا لطرح علامات استفهام كبيرة؟".
وأشار المصدر إلى أن "أبو مازن سلك الخيار الأسهل، وعلى سبيل الذّكر، مخيّم مار الياس صغير ولا يوجد فيه أية صواريخ أو أسلحة نوعية، فما الهدف وراء البدء منه، أم أنّهم يستندون إلى تقرير معهد "ألما" الإسرائيليّ للدراسات الأمنية الذي اتّهم حماس بامتلاك بنية تحتية منظمة ومستقلة لتصنيع الأسلحة في لبنان، تشمل القدرة على إنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة، وحتى الغواصات المتفجرة الصغيرة".
وقال: "هذا الكلام غير منطقي ولا يجب أن نضحك على بعض، خصوصًا أن "حارتنا ضيقّة ومنعرف بعض"".
وذكّر المصدر بأن "السلاح الموجود خارج المخيمات في منطقة الناعمة، قساي، سلسلة جبال لبنان الشرقية، وغيرها من المناطق تم تسليمه بكل مودّة وتفاهم وبصدر مفتوح كما يُقال من دون حصول أية مشكلة، ما يعني أننا قادرون على الوصول إلى قواسم مشتركة عديدة وهي أكبر بكثير من الخلافات والتباينات".
ولدى سؤاله عن إمكانية حصول اشتباكات أمنية في حال بدء العملية المرتقبة، أجاب المصدر: "هنا مربط الفرس، فهل تسليم السلاح سينفّذ بالقوة، وفي هذه الحالة لا يمكن اعتبارها عملية تسليم مبنية على تفاهم، وما هي الآلية التي وضعت لتسليم السلاح، وهل ستقوم العملية على تنظيم أو ضبط أو تسليم هذا السلاح"، كاشفًا أن "حماس" لم تتبلّغ بتفاصيل هذه الآلية واللقاء في السفارة الفلسطينية اليوم هو الأوّل من نوعه بعد زيارة عباس للبنان".
من هنا، و"بناءً على ما سيتوصّل إليه المجتمعون يُبنى على الشيء مقتضاه"، بحسب المصدر الذي شدّد على أنه "لا يوجد أي تباين بين الفصائل حول هذا الملف".
وختم: "تخوّفنا الأساسي يكمن في أن فتح هذا الملف لا يُهدف منه فقط نزع السلاح بل توطين الفلسطينيين الذي لا ينفصل عن المشروع الكبير الذي يُحاك للمنطقة".