أبي المُنى: لتحويل مهمة القوة الحربية إلى قوة إنسانية تخدم السلام
شارك هذا الخبر
Sunday, June 15, 2025
تمنى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، "إعلاء شأن الانسانية وتحويل مهمة القوة الحربية إلى قوة إنسانية تخدم السلام وتكرّم الإنسان"، آملا بأن "تُثمرَ مبادراتنا عملاً روحياً إنسانياً ووطنياً، داعماً لعهد الإصلاح والإنقاذ الذي نواكبُه باندفاعٍ ونُعوِّلُ عالياً عليه، وحيث الحاجة إلى زرع الأمل في زمن القلق واليأس، وفي أجواء العدوان المستمرّ وقتل الإنسانية دون رحمة".
كلام الشيخ ابي المنى جاء خلال رعايته التوقيع على اتفاق تعاون بين المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز – لجنة الصحة والبيئة ورابطة كاريتاس لبنان، بهدف اقامة ايام طبية مجانية ونشاطات توعوية في المناطق اللبنانية.
حضر المناسبة الى جانب شيخ العقل والاب عبود وأعضاء مجلس إدارة المجلس المذهبي وأعضاء لجنة الصحة والبيئة واللجنة الاجتماعية، رئيس رابطة رئيس بعثة MTC4L الكولونيل ريكاردو ومساعداه، الأب سمير الغاوي، السيد نظام حاطوم، رئيس بلدية شانيه السيد نعمان أبي المنى، رئيسة الملتقى الثقافي والاجتماعي لجرد عاليه والجوار السيدة ضياء جمال الدين وعدد من الاصدقاء.
شيح العقل
وقال شيخ العقل بالمناسبة: "يسرُّني أن أرحِّبَ بكم في دارتكم هذه لتوقيع اتفاق التعاون بيننا وبين رابطة كاريتاس لبنان، استكمالاً لما بدأنا به في المجلس المذهبي عبر لجنة الصحة والبيئة ومع اللجنة الاجتماعية ولجان المجلس الأخرى، من مبادرات إنسانية واجتماعية، تتلاقى مع مبادرات الرابطة التي لمع اسمُها في لبنان والعالم في إطار العمل الإنساني، وانطلاقاً من شعورٍ لدى كلينا بواجب الوقوف إلى جانب أهلنا وأحبّائنا المحتاجين الذين أوصت الرسالاتُ السماوية بخدمتهم دون منّةٍ ودون تأفُّف، بقوله تعالى في القرآن الكريم: "إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ... فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"، وقوله كذلك: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا"، وبما جاء في الكتاب المقدَّس: "وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَٱعْمَلُوا مِنَ ٱلْقَلْبِ".
أضاف: "من هذا المنطلَق الإيماني والإنساني نحاول أن نكون معاً في خدمة أهلِنا وأبناءِ مجتمعنا الذين فَرض عليهم الواقعُ وأجبرتهم الظروف أن يعانوا ويكابدوا لتأمين مستلزمات الحياة، في ظلّ ضغوطاتٍ وأزماتٍ متلاحقة لا تتمكن الدولة من مواجهتها منفردة، مما يوجبُ تحمّلَ المسؤولية معها من قبل المجتمع الأهلي والمؤسسات الدينية والاجتماعية، كرابطة كاريتاس لبنان ولجان المجلس المذهبي المَعنية وغيرِها من الجمعيات الناشطة، وكم هو مفيد قيامُ مبادراتِ تعاون واتفاقاتِ شراكة بين هذه الجهات لمضاعفة برامجِ الخدمة الاجتماعية وضمان تحقيق الغاية الإنسانية منها".
وتابع: "في هذا الإطار يأتي توقيع اتفاق التعاون اليوم، شاكرين التجاوبَ الذي أبدته رابطة كاريتاس ولجنة الصحة والبيئة بشخص كلٍّ من رئيس الرابطة الأب ميشال عبّود ورئيس اللجنة الدكتور نزيه أبو شاهين ورفاقِهما، ومنوِّهين بالجهود التي بذلها الصديقُ الأب سمير الغاوي وزميلُه في موضوع الشراكة السيد نظام حاطوم في هذا المجال، آملين أن يبقيا معنا مواكبَين لهذا الاتفاق، وإنني لعلى يقين بأنَّ هذا الاتفاق سيكونُ مدماكاً صلباً في بناء اتفاقٍ أوسعَ نسعى إلى توقيعه مع الرهبانية اللبنانية المارونية ومع غيرها من المؤسسات الدينية تحت عنوان الشراكة الروحية الوطنية التي أطلقناها ونعمل على تدعيمها بمثل هذه المبادرة اليوم، وبمثل الندوة الثقافية التي نظمناها منذ أسابيعَ حول الشراكة الروحية الوطنية والتي ستتبعُها ندواتٌ مماثلة خلال الأشهر القادمة، وكلُّنا أمل أن تُثمرَ جميعُها عملاً روحياً إنسانياً ووطنياً داعماً لعهد الإصلاح والإنقاذ الذي نواكبُه باندفاعٍ ونُعوِّلُ عالياً عليه".
وقال: "كم نحن بحاجةٍ إلى زرع الأمل في زمن القلق واليأس، وفي أجواء العدوان المستمرّ وقتل الإنسانية دون رحمة! وكم نحن بحاجة إلى تأكيد ثوابت العيش الآمن والكريم في المجتمع بثلاثيّته المسيحية الإسلامية التوحيدية؛ المحبة والرحمة والحكمة الواردة في وصايا الدين وآياته المنزلة: أحبُّوا بعضكم بعضاً...وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين، "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ ربَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ. صدق الله العظيم.
أضاف: "مفارقةٌ كبيرة أنّ نرى ونسمعَ مشاهدَ وأخبارَ القتلِ والتدمير في المنطقة وتصاعد حدّة التوتُّر والتّحدي، بينما نحن نوقِّع اليومَ اتفاقية تعاونٍ إنسانيّ، وإلى جانبنا المنظمة الإيطالية الأوروبية MTC4L، وكأننا نؤكّد مع كاريتاس ومعكم وبحضورها كمنظمة حربية إنسانية، أنّ أشرف مهمة هي أن نتمكن من تحويل القوة الحربية إلى قوة إنسانية تخدم السلام وتكرّم الإنسان".
وختم: "شكراً لكم على المشاركة والحضور، اتفاق مبارك، وإلى المزيد من العطاء والعمل بعونه تعالى. بارككم الله".
عبود
وقال رئيس رابطة كاريتاس لبنان الاب عبود: "نقف اليوم باسم كاريتاس لبنان في هذا الصرح العريق، بيتكم، بيت الوحدة والكرامة والروح الوطنية، لنقول إنها لحظة مميزة، لا لأنها لحظة توقيع، بل لأنها لحظة تأسيس لحجر جديد في بناء إنساني مشترك. منذ بدايات التعاون بيننا، لمسنا من سماحتكم روح الانفتاح ورغبة صادقة في خدمة الإنسان، كل إنسان، دون تمييز. وها نحن نغتنم هذه المناسبة لنعبّر عن امتناننا لهذا الاحتضان، وللأرض الخصبة التي وجدتها كاريتاس في هذه الشراكة، وهي التي تسعى دومًا لأن تخدم الإنسان حيثما وُجد، وبلا قيد أو شرط. وكما يقول شفيعنا الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي: "نحن كنبع الماء، لا نسأل من يشرب منا من أين أتى، ولا ما دينه أو هويته". وهذا هو نهج كاريتاس، لأنها لم تُؤسَّس كمجرد مؤسسة، بل انطلقت من قلب نابض بالرحمة، لتكون جسرًا يعبر عليه المتألم من اليأس إلى الرجاء، ومن التهميش إلى الكرامة. ويطيب لنا أن ننوّه بفرحنا بانضمام الأب سمير الغاوي إلى مجلس إدارة كاريتاس، وهو الذي كان يعمل بصدق وتفانٍ في هذه المنطقة، فصار لا يمثّل فقط كاريتاس، بل الكنيسة بأسرها، حاملة الرسالة في خدمة الإنسان".
أضاف: "توقيعنا اليوم لا يقتصر على بنود ومشاريع، بل هو تعبير عن التزام دائم، عن إيمان مشترك بقيمة الإنسان، وعن يقين بأن التعاون الصادق بين المؤسسات قادر أن يغيّر وجه هذا الوطن، لا عبر الشعارات بل بالأفعال. نشكر ثقتكم، نشكر روح الشراكة التي تتحلون بها، ونشكر اختياركم لكاريتاس لتكون شريكًا في هذه المسيرة. ونعدكم، باسم عائلة كاريتاس كلها، أن نكون أوفياء لهذه الثقة، لأننا لا نخدم من أجل صورة أو منصب، بل من أجل الرسالة. لا لنجعل صوتنا أعلى، بل لنعطي الصوت لمن لا صوت له، ولنعالج بصمت جراح الذين يتألّمون في الخفاء".
وختم: "باسم الرحمة، باسم المحبة، باسم التضامن، وباسم كل إنسان سيستفيد من هذه الاتفاقية، نشكركم من القلب. شكراً لاستقبالكم، ونتمنى أن تكون هذه الاتفاقية بداية لسلسلة من المبادرات المباركة. أحيانًا، من يزرع الارزة لا يراها، ولكن أنتم زرعتم الخير، وسيأتي من يحصده فرحًا وأملًا. والله يبارك هذا العمل ويكمل مسيرتنا نحو الإنسان".
كورتوني
اما الكولونيل التيليو كورتوني من الفرقة التقنية العسكرية الايطالية من اجل لبنان، فألقى كلمة مقتضبة، شكر فيها للدعوة، منوها بالمشاركة ايضا في اليوم الطبي في عاليه، ومبديا "استعداد المنظمة الانسانية الايطالية في لبنان، لتقديم الدعم والمساعدة ضمن الامكانيات المتوفرة لديهم، والمشاركة في هكذا أعمال، التي تندرج ضمن أعمالهم الانسانية، وتقديم السعادة للإنسان والتخفيف من معاناته، وفقا لما جاء في الكتب السماوية".
بو شاهين
بدوره قال رئيس لجنة الصحة والبيئة في المجلس المذهبي الدكتور نزيه بو شاهين في كلمته: "اسمحوا لي أن أرحّب بكم ونحن الضيوف في منزل سماحة شيخ العقل، رجل الحكمة والعقل. نحن هنا كفريقين صحيح من طائفتين ولكن قناعتنا مشتركة ان هدفنا الإنسان، لان الإنسان غاية بحد ذاته وليس وسيلة، ومساعدة الإنسان بغض النظر عن إنتمائه الديني والسياسي".
أضاف: "نعمل بصمت وندع اعمالنا تتكلّم عنّا، التقينا بتوجيه من صاحب السماحة لكي نتعاون على عمل الخير لاهلنا في مختلف المناطق. نوقّع هذا الاتفاق اليوم بجهود أصدقاء و زملاء موجودين بيننا، وباكورة هذا التعاون هو إقامة اليوم الطبي المجاني في عاليه في 21 حزيران، بواسطة طواقمنا الطبية والإدارية المشتركة. عسى أن ننجح في مسعانا واياكم على التخفيف من قساوة معاناة اهلنا".
ثم وقع بو شاهين ممثلا المجلس المذهبي والاب عبود باسم كاريتاس الاتفاق.
اتفاق تعاون
وجاء في مقدمة نص الاتفاق والتعاون بين المجلس المذهبي ورابطة كاريتاس: "انطلاقاً من رؤية سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى التي طرحها على رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود، واستناداً إلى الإيمان المشترك بأهمية العمل الإنساني وبضرورة الاهتمام بالصحة العامة والبيئة، وإيماناً من الفريقين بأنّ الشراكات الفاعلة بين المؤسسات تساهم في خدمة المجتمع وفي تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ورغبةً منهما بتوحيد الجهود في هذا المجال، واستجابةً للحاجات المتزايدة لدى الفئات المحتاجة في المناطق اللبنانية، فقد تم الاتفاق على التعاون في ما بين الفريقين لتنفيذ نشاطات صحية وبيئية مشتركة تعود بالنفع على المجتمع.
وفي ما يلي نصّ الاتفاق:
الفريق الأول:
المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز – لجنة الصحة والبيئة، ممثلةً برئيس اللجنة الدكتور نزيه أبو شاهين
الفريق الثاني:
رابطة كاريتاس لبنان، ممثلة برئيس الرابطة الأب ميشال عبّود
المادة الأولى: أهداف الاتفاق
يهدف هذا الاتفاق إلى تحقيق تعاون فعّال بين الطرفين على النحو التالي:
1. إقامة أيام طبية مجانية في مختلف المناطق اللبنانية، تشمل فحوصات واستشارات طبية وتوزيع أدوية.
2. تنظيم نشاطات توعية طبية للسكان حول الأمراض المزمنة، والوقاية الصحية، والصحة النفسية.
3. إعداد وتنفيذ دورات تدريبية متخصصة في مجالات الصحة العامة، البيئة، والإسعافات الأولية.
4. إطلاق مشاريع مشتركة مع الجمعيات الأهلية والزراعية لدعم الإنتاج الزراعي الصحي والغذائي.
5. تنظيم ورش ومحاضرات توعية للمرضى، خصوصًا مرضى الأمراض المزمنة.
6. التعاون مع المؤسسات الدولية في المشاريع المشتركة التي تخدم البرنامج موضوع الاتفاق.
المادة الثانية: آلية التنفيذ
- يتم تشكيل لجنة تنسيقية مشتركة من الطرفين لمتابعة التنفيذ وتوزيع المهام.
- يتم وضع خطة عمل وجدول زمني للنشاطات المشتركة بالتوافق بين الطرفين.
- يتحمل كل طرف مسؤولية ما يُتفق عليه من أمور مالية أو لوجستية.
- في حال طلب أحد الفريقين الرجوع عن الاتفاقية وجب عليه تقديم إشعار خطي بذلك لعرضه على الرئاسة الروحية للفريقين لأخذ القرار بذلك.
- لا يحق لأيٍّ من الطرفين أخذ القرار منفرداً وإعلان ذلك دون موافقة الرئاستين.
- في حال حصول أي تباين في وجهات النظر يحال الأمر إلى لجنة مؤلفة من ممثل عن كلٍّ من مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز ورابطة كاريتاس لبنان، بحيث يكونان مفوضين لدرس الموضوع وعرضه على المرجعيتين قبل اتخاذ أي قرار بذلك.
المادة الثالثة: أحكام عامة
- يُحترم هذا الاتفاق من الطرفين بكل بنوده.
- يتم توثيق أي تعديل لاحق بموجب ملحق إضافي موقَّع من الطرفين.
وعليه تم التوقيع من قبل الفريقين:
الفريق الأول المجلس المذهبي - لجنة الصحة والبيئة، والفريق الثاني رابطة كاريتاس لبنان.