قبل الضربة الإسرائيلية… ماذا حدث بين اللجنة والجيشي اللبناني والاسرائيلي؟ مصدر امني يكشف الرواية الكاملة – ايمان شويخ
شارك هذا الخبر
Friday, June 6, 2025
خاص- "الكلمة أونلاين"
ايمان شويخ
كشفت مصادر أمنية لموقع "الكلمة أونلاين" أن إسرائيل منعت الجيش اللبناني من الدخول إلى المواقع التي أصدر الجيش الإسرائيلي تهديدًا بشأنها. ووفقًا للمعلومات، بعد إصدار إسرائيل تحذيرًا بقصف مباني في الضاحية، تحديدًا في مناطق الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة، تحرك الجيش اللبناني للكشف عن هذه المواقع بعد موافقة حزب الله، إلا أن إسرائيل منعت الجيش اللبناني من الوصول إلى المباني الثمانية التي لم يُبلغ الجيش اللبناني عنها قبل إطلاق التحذير.
وعلى الرغم من عدم وجود معلومات تفيد بضرورة التوجه للكشف على هذه المباني، كان هناك بلاغ للجيش بالتوجه إلى مبنى في المريجة، وهو "مشروع الأمير" في الضاحية الجنوبية، الذي لم يشمله التحذير. وعند توجه الجيش، لم يعثر على أي مستودعات، وتم رفع هذا الأمر إلى اللجنة المختصة.
لكن المصادر تشير إلى أنه مساءً، وللمرة الأولى، لم ترسل اللجنة أي تبليغ للجيش للتوجه والكشف عن المباني الثمانية في الضاحية. لذا، بادر الجيش من تلقاء نفسه للكشف على هذه المواقع بعد أن أطلق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، تحذيرًا حوالي الساعة الثامنة والنصف من مساء الأمس. فتواصل الجيش مع "الآلية" التي تخبر اللجنة الأمريكية، والتي بدورها تخبر الجانب الإسرائيلي، وأبلغها بأنه سيقوم بالكشف والتفتيش في هذه المواقع. لكن عند وصول الجيش، قامت إسرائيل بالقصف التحذيري، مما يعني رسالة للجيش اللبناني بعدم الموافقة على دخوله.
المصدر يقول أنها المرة الأولى التي يصر فيها الجيش اللبناني على الدخول دون تبليغ من اللجنة المسؤولة عن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث حصل الإنذار إعلاميًا. كما يشير المصدر إلى أنه لم يُسجل أي رفض من جانب حزب الله لدخول أي موقع عسكري للكشف عنه من قِبل الجيش اللبناني في منطقة الجنوب وشمال الليطاني. وبالتالي، يعتبر ما حصل هو إحراج وإرباك للجيش اللبناني، حيث كانت المهل أحيانًا قصيرة، لكن بالأمس لم يكن هناك أي مهلة على الإطلاق.
السؤال المطروح هنا هو: هل يعلم الجيش الإسرائيلي ما لا يمكن للجيش اللبناني الوصول إليه؟ أي هل هناك مستودعات تحت الأرض من الصعب على تقنيات الجيش اللبناني الكشف عنها، بينما تمكنت إسرائيل من اكتشافها بفضل قدراتها التكنولوجية والعسكرية المتفوقة؟ يوضح المصدر أن التقدير في هذا الإطار صعب، ولو سمح الإسرائيليون للجيش اللبناني بالدخول، لكان بإمكانه الإجابة على مثل هذه التساؤلات، خاصةً أن حزب الله يسمح له بالدخول والتفتيش دون أي قيود. التنسيق من قبل الحزب يعطي الضوء الأخضر للجيش لاتخاذ الإجراءات المناسبة، وبعد التهديد الذي أطلقه الجيش اللبناني بعدم التعاون مع اللجنة في حال تكرر ذلك من قبل إسرائيل، يذكر المصدر أن خروج الجيش من لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار قد يحدث، ولا شيء مستبعد.
إذًا، لبنان دخل في مرحلة خطيرة جدًا قد تعرض الهدنة أو الاتفاقية الهشة للخطر، حيث تستمر اعتداءات إسرائيل واستهدافاتها واغتيالاتها. والغموض يحيط بالموقف؛ فهل يعلم الإسرائيلي ما لا يعلمه لبنان ولا حتى حزب الله؟ الأهم هو أن الحرب إذا عادت، ستعيد لبنان إلى وضع مشابه لغزة.