كشفت مصادر رسمية أن السلطات الفرنسية تمكّنت من رصد ما أسمته حملة إعلامية عدائية تشنّها الصين ضدّ مقاتلات شركة داسو للصناعات الجوية، وذلك في أعقاب معلومات غير مؤكدة عن خسارة الهند لطائرة رافال واحدة على الأقل، في مواجهتها المسلحة الأخيرة مع باكستان.
وباتت طائرة رافال في مرمى بصر الصين، بحسب التحليلات التي أجرتها أجهزة الحكومة الفرنسية المتخصصة في الهجمات المعلوماتية. وبدأت القضية في أعقاب ما قيل عن إسقاط القوات الجوية الباكستانية مقاتلات رافال، ليلة السابع من مايو (أيار) الماضي.
أخبار كاذبة! وذكرت صحيفة "لو بينيون" الفرنسية، أن خبراء فرنسيين لاحظوا بسرعة أن "أنظمة المعلومات الموالية للحزب الشيوعي الصيني والتابعة لباكستان استغلّت هذه الخسائر لاستهداف الهند، وكذلك ضدّ شركة داسو للطيران وقاعدة الدفاع الصناعية والتكنولوجية الفرنسية"، وذلك من خلال منشورات دعائية وفيديوهات ساخرة.
وأبدت باريس انزعاجها من تأثير هذه المعلومات على سمعة المقاتلة الفرنسية.
ووصف المحلل الفرنسي المختص بالقضايا الاستراتيجية والدفاعية والعسكرية جان دومينيك ميرشيت، ما تقوم به الصين بـ "نشر أخبار كاذبة"، منها أن فرنسا رفضت مشاركة رموز المصدر الخاصة بطائرات رافال مع الهند، وهي البرمجيات التي تتحكم بالأنظمة التي تسمح بإطلاق أنواع معيّنة من الصواريخ.
وبدونها لم يتمكّن الهنود من إطلاق صواريخ أخرى عبر رافال غير تلك التي توفرها فرنسا.
ويعتبر ميرشيت أن هذه الادعاءات تطرح بدون أدلة، ففي مثل هذه العقود، تعتبر طبيعة رموز المصدر سراً دفاعياً وتجارياً في ذات الوقت. وهذا ما قد يوحي من خلال الحملة العدائية بأن الهدف هو دفع الهند إلى إعلان رغبتها بالتزوّد بالطائرات العسكرية من روسيا.
لا تأكيد لخسارة أي مقاتلة رافال كانت إسلام آباد ادعت أنها أسقطت ما لا يقل عن 6 طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الهندي، بما في ذلك 3 مقاتلات رافال، وذلك باستخدام طائراتها من طراز تشنغدو جيه-10 المسلحة بصواريخ جو-جو بعيدة المدى من طراز PL-15 التي قدّمتها لها الصين.
وبحسب هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الفرنسية، فإنه حتى الآن، لا يوجد دليل يؤكد المزاعم الباكستانية المتبدّلة، والتي استغلتها بكين للترويج لمقاتلاتها بهدف بيعها وتصديرها.
بالمقابل، أشاد المتحدّث باسم القوات الجوية الباكستانية، الجنرال أورنجزيب أحمد، بخصائص طائرة رافال خلال مؤتمر صحافي عقده مؤخراً.
وقال: "إنها مقاتلة قوية للغاية، بشرط استخدامها بشكل جيد"، مشكّكاً في مهارات الطيارين الهنود وكذلك في عقيدة سلاح الجو الهندي.
هل تكون الأولى في 20 عاماً؟ في الوقت الحالي، الشيء الوحيد الذي يمكن قوله هو أن الهند اعترفت بخسارة 3 طائرات مقاتلة، واستناداً إلى صور الحطام المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قد تكون رافال من بين تلك الطائرات.
ولُوحظ أن المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الفرنسية، العقيد غيوم فيرنيه، كان حذراً للغاية بشأن نتائج المواجهة المسلحة الأخيرة بين الهند وباكستان. وقال في مؤتمر صحافي: "ألاحظ قبل كل شيء أننا في حالة حرب ضروس، وأن هناك حرباً إعلامية حامية الوطيس. ونحن اليوم لا نعرف ما حدث".
وأضاف "هناك عدد من الادعاءات التي لن أكررها لعدم وجود معلومات مؤكدة".
لكن فيرنيه أوضح أن قضية رافال تُعدّ ذات أهمية قصوى بالنسبة لفرنسا "نحن مهتمون بما حدث. لذا، نسعى جاهدين للتواصل مع شريكنا الهندي لفهم الأحداث بشكل أفضل"، وتابع أن التحدي هو تعلّم الدروس من ردود الفعل الناجمة عن استخدام طائرة رافال في المعارك الجوية.
وأوضح "وفقاً لبعض التقارير، هناك عدة مئات من الطائرات شاركت" خلال الاشتباك الجوي بين الهند وباكستان، وإذا ثبت أن هناك خسارة لمقاتلة رافال فإنها ستكون الأولى منذ 20 عاماً.
أسهم داسو للطيران ترتفع وعلى الرغم من الحملة العدائية التي تتهم فرنسا الصين بشنّها ضد كفاءة رافال، فقد ارتفعت أسهم الشركة المصنّعة لها، داسو، وذلك مع اقتراب توقيع عقد جديد لطائرات رافال في إندونيسيا، وهو ما اعتبر بمثابة فشل للحملات الإعلامية التي استهدفت سمعتها.
وحسب شبكة BFMTV الفرنسية، فقد ارتفعت أسهم داسو بشكل حاد، بعد أن أعلن وزير القوات المسلحة سيباستيان ليكورنو، أن إندونيسيا وقّعت خطاب نوايا يتضمّن شراء طائرات رافال إضافية.
وكانت جاكرتا قد طلبت بالفعل شراء 42 طائرة من طائرات شركة داسو المقاتلة. وتحدثت معلومات صحافية نقلاً عن عدة مصادر أن إندونيسيا طلبت 12 مقاتلة إضافية.