من المسؤول عن غياب المناصفة والتنوُّع في انتخاب المجلس البلدي الجديد لبيروت؟- بقلم معروف الداعوق

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, May 13, 2025

موشرات غير مشجعة، باتت تظلل المشهد الانتخابي للمجلس البلدي لمدينة بيروت الاحد المقبل، مع تعدد اللوائح الوازنة المتنافسة للفوز بمقاعد المجلس المذكور، ما يفتح الباب واسعاً امام الناخبين، بتعدد الخيارات في اختيار المرشحين من كل اللوائح، وعدم الالتزام بالتصويت للائحة كاملة من اللوائح المتنافسة، سواءٌ أكانت مكتملة او غير مكتملة.
في ظل غياب اي جهة سياسية او غيرها، قادرة على التأثير لانتخاب هذه اللائحة او تلك بكامل اعضائها، كما كان يحصل بالانتخابات الماضية، وتجاهل القيادات على اختلافها، مقاربة مشكلة صلاحيات محافظ بيروت التي تطغى على صلاحيات المجلس البلدي، وايجاد الحلول لها وهي ممكنة، اذا صفت النيات لحلها، لكي لا ينتخب مجلس بلدي جديد، غير متوازن، ويفتقد التنوع الذي يميز العاصمة، ويفتح الباب واسعا امام الاحتجاجات والشكاوى من اختلال التمثيل الطائفي والمذهبي، ما قد ينعكس سلباً على مهمات المجلس الجديد ويزيد من عجزه وعدم قدرته على القيام بالحد الادنى من مهماته للاهتمام بشؤون العاصمة والنهوض بها نحو الافضل.
كان بالامكان استثمار الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات البلدية ولو كانت قصيرة نسبيا، للبحث الجدي من قبل القيادات السياسية وغير الزمني في العاصمة خصوصا ولاسيما المسيحية منها، لاجراء نقاش جدّي لمشكلة طغيان محافظ العاصمة على صلاحيات، رئيس المجلس البلدي لبيروت، والبحث عن حلول ممكنة لها بالاتفاق مع باقي القيادات الاخرى، وبمنتهى المسؤولية، للوصول الى حل يرضي الجميع، قبل موعد الانتخابات الحالي .ولكن تبين ان أياً من هؤلاء، ليس في وارد فتح نقاش او ايجاد حل لهذه المشكلة، ومعظمهم يتمسك باستمرار مهام المحافظ على حالها، ويرفض التنازل عنها للمجلس البلدي للعاصمة، حتى لو اضطر الامر لبقاء المجلس مكبلا لدوافع واسباب طائفية محضة.
لا شك ان التشبث بصلاحيات المحافظ للاسباب المذكورة، وتعدد لوائح المرشحين وانتماءاتهم السياسية، والاستياء الشعبي من الاداء السيىء لمعظم المجالس البلدية السابقة المنتخبة على اساس المناصفة المفروضة، سيكون من الاسباب والدوافع التي قد تدفع كثيرين من ناخبي العاصمة، اما لعدم الاكتراث والامتناع عن الاقتراع، او لاختيار مرشح من هذه اللائحة او تلك، ما يطرح احتمال انتخاب مجلس بلدي، غير متوازن، يتجاوز المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، ويغلب عليه انتماءات اكثرية الناخبين الطائفية في العاصمة.


اللواء