شحادة: لضرورة إدخال الذكاء الاصطناعي وجذب الاستثمارات إلى زحلة
شارك هذا الخبر
Wednesday, May 7, 2025
جال وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كمال شحادة، في زحلة، واستهلها بلقاء مطران زحلة للموارنة جوزيف معوض في حضور رئيس غرفة الصناعة والتجارة منير المتني.
وعرض شحادة والمطران معوض لشؤون وشجون وزارة المهجرين، ولسبل إقفالها مع الحفاظ على حقوق كل أصحاب العلاقة في الوزارة. كما بحثا في سبل دعم الوزارة عبر كل الوسائل المتاحة، بهدف الانتهاء من ملف المصالحات ودعم العائلات في القرى والمناطق.
وكذلك بحثا في أهمية جذب الاستثمارات التكنولوجية الى زحلة بهدف توفير فرص عمل عديدة للشباب الزحلي بما يتناسب مع الأوضاع الحياتية كي لا ينزح الشباب أو يهاجر.
وفي السياق، شرح شحادة للمطران أهداف وزارة التكنولوجيا وما تطمح له في مكننة ورقمنة الإدارات العامة بالتعاون مع القطاع الخاص، مشدداً على "وجوب وضع ضوابط لاستعمال الذكاء الاصطناعي بما يتلاءم مع أخلاقيات المجتمع، ثم زار شحادة مزار سيدة زحلة المعلّقة".
ومن ثم انتقل شحادة الى مطرانية زحلة للروم الكاثوليك حيث التقى رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران إبراهيم مخايل ابراهيم، في مطرانية سيدة النجاة، في زيارة تعارف تخللها تبادل الآراء في شؤون الساعة.
ورحّب المطران إبراهيم بالوزير شحادة، مثنياً على الجهود التي يبذلها في الوزارتين، وخصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمرّ بها البلاد، مشدّداً على أهمية العمل المتكامل لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطنين، سواء من خلال معالجة ملف المهجّرين أو من خلال تطوير القطاع التكنولوجي الذي يُعدّ ركيزة أساسية للنهوض بالمجتمع.
وقال: "زيارتكم اليوم هي تأكيد ان زحلة حاضرة في حضن الوطن وفي قلب الوطن وانت الصوت الوحيد في الوزارة الآن من مدينة زحلة، لذلك نعوّل على هذا الصوت وعلى الحضور الزحلي الذي بحاجة لأن يتفعّل اكثر واكثر لأن زحلة هي صورة لبنان، زحلة هي صمّام الأمان لإستمرار الوطن بلبنان الكبير الذي نشأ منها وأعلن منها قبل اعلانه من بيروت".
وتابع: "بالأمس استقبلنا مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي في هذه الدار، ونحن في علاقة مستمرة مع باقي الأديان ومع باقي المذاهب اللبنانية، الإخوة اللبنانيون يعيشون مع بعضهم البعض في بوتقة واحدة لا تتجزأ، لأن التجزئة في بعض الأحيان قد يكون لها مفاعيل ايجابية في بعض الحالات مثل اللامركزية الإدارية، ولكن ان يبقى لبنان وطناً في جغرافيته وفي حضارته وفي رسالته، وطن الرسالة لكل اللبنانيين، وفي التشكيلة الحكومية اعطوكم وزارة للإستحداث ووزارة للإقفال وهذا امر مهم جداً، فلا يعود هناك مهجر في وطنه، لا مجال ان تكون هناك وزارة للمهجرين في لبنان بعد اليوم. اما بالنسبة الى وزارة التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي، وقد اخترنا اليوم ان نتكلم من القلب لكي نقول ان الذكاء الأساسي ينبع من القلب ومن الفكر وليس الإنترنت او الآلة".
وأضاف: "أنا اتحدث اليكم بقلب مفتوح على باقي الوطن، لا تحده الحدود الجغرافية الطبيعية، اي ان السلسلة الغربية للجبال لا يجب ان تكون سلسلة فاصلة لكن سلسلة جامعة، لذلك زحلة والبقاع يجب ان لهما حضور دائم في قلب الوطن، في إعلامه، في اداراته، في مخططاته المستقبلية، في وزاراته. لا يجوز ان نبقى مهمشين كما نحن اليوم، مهمشون لكن فاعلون لمزيد من التفاعل مع باقي اجزاء هذا الوطن. شرائح الوطن لا تعني على الإطلاق انه متجزء، هو وطن واحد وموحد في قلوب اللبنانيين أجمعين".
وشكر شحادة بدوره، للمطران ابراهيم حفاوة الإستقبال وأعرب عن "تقديره للدور الوطني والروحي الذي يقوم به"، قائلاً: "أشعر دائماً بأني عدت الى جذوري، واعود للتواصل مع عائلتي وجدودي عندما ازور مدينة زحلة. اشعر انني في منزلي، وخصوصاً في مطرانية سيدة النجاة بتاريخها ودورها الوطني ودورها المسيحي في الشرق. افتخر بأن اكون معكم اليوم".
وأضاف: "في الحكومة يوجد صوت لزحلة، وكل المشاريع التي تهم زحلة وتساعد في انماء المدينة، أحملها معي أمانة غالية. اعتبروني كأني موجود معكم دائماً وأنا سأكون دائماً صوت زحلة، كل ما يهم زحلة يهمني، من المهم جداً ان تعود زحلة ليست فقط عاصمة البقاع وعروس السهل، لكن ايضاً عاصمة الثقافة والتنوّر والمسيحية في هذا الشرق".
وفي ختام الزيارة كانت جولة في أرجاء كابيلا وكاتدرائية سيدة النجاة، حيث التقى شحادة أيضاً المرشح لرئاسة بلدية زحلة سليم غزالة.
وفي إطار جولته الزحلية، التقى شحادة محافظ البقاع كمال أبو جودة، وكان اللقاء مناسبة للتعارف.
وبحث الرجلان في أهمية دور وزارة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في رقمنة إدارات الدولة بما يسهّل حياة المواطنين في استكمال معاملاتهم الادارية، مع اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما جال شحادة على الكنيسة الإنجيلية في زحلة، والمدرسة الإنجيلية، حيث التقى أعضاء الهيئة الإدارية وناقش معهم سبل استعمال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية مع اعتماد الضوابط لهذا الإستعمال وبخاصة الأطفال والمراهقين لما في ذلك من سلبيات على سلوكهم وطريقة تفكيرهم وعملهم.
وضمن جولته أيضا، زار شحادة مطرانية السريان في زحلة حيث التقى المطران مار يوستينوس بولس سفر. وبحثا في مشاريع وزارة المهجرين وخططها تمهيداً للإقفال مع المحافظة على حقوق المواطنين.
وأما في ما يخص وزارة التكنولوجيا، فأكد أنها "مستقبل لبنان اليوم واقتصاده بحيث توفر فرص عمل للشباب من جهة وتحد من هجرتهم، وتساعد على تطوير القطاعات الاقتصادية في لبنان وتجعله مركزاً ريادياً في الصناعات التكنولوجية".
وشرح للمطران سفر خطط الوزارة وخصوصاً التشريعات والقوانين التي يجب تنظيمها لخلق بيئة للاستثمار، وكذلك التعاون مع الجامعات والشراكة مع الخاص، مشدداً على ان "زحلة يجب ان تكون مركزاً كبيراً للاستثمارات التكنولوجية".
وعن مكننة إدارات الدولة، أوضح شحادة أن "الوزارة تضع استراتيجية وطنية للحكومة من أجل وضع حجر الأساس للحكومة الذكية ما يسهّل على المواطنين معاملاتهم ويحدّ من الفساد".
آخر محطات جولته كانت غرفة الصناعة والتجارة حيث كانت كلمة لكل من الوزير شحادة ولرئيس الغرفة منير المتني.
وشكر المتني لشحادة زيارته غرفة الصناعة والتجارة في زحلة، مؤكداً أنها "تعكس أصالة انتماء ابن زحلة، والوزارتان اللتان يتولاهما شحادة اليوم هما باب مزدوج نحو العدالة الاجتماعية من جهة، والتقدم العلمي من جهة أخرى".
أما الوزير شحادة فشرح أهداف وزارة الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مشدداً على أن "المهمة هي العمل على تنمية الصناعات والخدمات التكنولوجية وتأمين البيئة الحاضنة للشركات لبناء الاقتصاد الرقمي المعرفي"، مؤكداً ان "هذه المهمة تبدأ فعلياً بإدخال الذكاء الاصطناعي الى الخدمات التي يقدمها القطاع العام وقطاعات حيوية كالصحة والتعليم وغيرها".
كما أوضح أن العمل جارٍ على تحديث القوانين والسياسات العامة بما يواكب التطورات، مشدداً على أن الأولوية هي إنشاء شراكات فعلية مع الجامعات وشركات التكنولوجيا والقطاع الخاص.
ومن ثم قدمت الغرفة درعاً تكريمية لشحادة.
وفي الختام، كان غداء على شرف شحادة في حضور النائبين جورج عقيص والياس اسطفان.