برشلونة يتحدى التاريخ أمام إنتر ميلان... وهذا ما يسعى له

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, May 6, 2025

تتجه الأنظار مساء اليوم الثلاثاء إلى استاد "جوزيبي مياتزا" في مدينة ميلانو الإيطالية لمتابعة إحدى قمم كرة القدم الأوروبية والعالمية بين صاحب الضيافة إنتر ميلان الإيطالي وضيفه برشلونة الإسباني في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وذلك بعد تعادل الفريقين بنتيجة (3 - 3) ذهاباً.

وتحمل هذه المواجهة المرتقبة ذكريات مختلطة وتحديات كبيرة للناديين، إذ يسعى البطل الإيطالي إلى السير نحو المحطة الأخيرة في مسيرة التتويج بلقب البطولة للمرة الرابعة في تاريخه بعد الفوز بها في مواسم (1963 - 1964) و(1964 - 1965) و(2009 - 2010)، أما برشلونة المتوج باللقب خمس مرات في مواسم (1991 - 1992) و(2005 - 2006) و(2008 - 2009) و(2010 - 2011) و(2014 - 2015) فيأمل في أن يتجاوز حدود المربع الذهبي التي لم يستطع تخطيها منذ التتويج الأخير قبل 10 أعوام.

وبينما كان آخر وصول لإنتر ميلان لنهائي دوري أبطال أوروبا في موسم (2022 - 2023) حين خسر من مانشستر سيتي الإنجليزي بهدف من دون رد، فإن برشلونة يواجه مصاعب تاريخية أكثر في مواجهة "النيراتزوري".

شهدت الأعوام التسعة الماضية تعثر برشلونة بصورة مستمرة في الوصول إلى أهدافه القارية، بل وصل الأمر إلى خروجه من دور المجموعات في نسختين متتاليتين في (2021 - 2022) و(2022 - 2023)، لكن ما يزعجه حالياً أنه ودع المنافسات في أربع نسخ خلال تلك الفترة بعد الهزيمة في جولة الإياب.

وتعيد المواجهة بين إنتر وبرشلونة إلى الأذهان ذكريات مواجهتهما في نصف نهائي البطولة عام 2010 حين فاز إنتر ميلان بنتيجة (3 - 1) ذهاباً في إيطاليا، ثم فاز برشلونة بنتيجة (1 - 0) إياباً في إسبانيا، وكانت النتيجة النهائية سبيلاً لتأهل إنتر ميلان إلى النهائي ثم فوزه باللقب.

وكان موسم (2022 - 2023) شاهداً على عبور آخر لإنتر ميلان عبر برشلونة نحو نهائي دوري الأبطال، حين فاز الفريق الإيطالي بنتيجة (1 - 0) في ملعبه ضمن مباريات الجولة الثالثة من دور المجموعات، ثم تعادل الفريقان بنتيجة (3 - 3) في إيطاليا ضمن مباريات الجولة الرابعة، مما أسهم في إطاحة "البلوغرانا" من الدور الأول، ومواصلة العملاق الإيطالي طريقه حتى الدور النهائي.

وكما سيحتاج برشلونة إلى فتح جراح الماضي سيكون عليه تحدي بعض أزمات الحاضر، إذ سيفتقد الفريق جهود الظهيرين الأساسيين جول كوندي وأليخاندرو بالدي، بسبب الإصابة.

ولم يكشف المدرب الألماني لبرشلونة هانسي فليك عن خططه لاستبدال الثنائي المصاب، لكنه لمح إلى إشراك المدافعين رونالد أراوخو وإريك غارسيا أو الاعتماد على الشابين هيكتور فورت أو جيرارد مارتن في مركزيهما الطبيعيين.

وسيشكل غياب كوندي وبالدي تحدياً كبيراً لفليك مع معاناة برشلونة من إيقاف الهجمات المرتدة لإنتر في مباراة الذهاب، بخاصة مع وجود دينزل دومفريس الذي كان يشكل تهديداً مستمراً من اليمين، إذ سجل هدفين وقدم تمريرة حاسمة واحدة.

وأكد فليك أن مهاجم فريقه روبرت ليفاندوفسكي أصبح جاهزاً للعودة من إصابة في عضلات الفخذ الخلفية لكنه من المقرر أن يبدأ المباراة على مقاعد البدلاء.

وكان المهاجم البولندي البالغ من العمر 36 سنة، الذي سجل 40 هدفاً لبرشلونة في كل المسابقات هذا الموسم، غائباً عن آخر أربع مباريات لناديه.

وبعد تعرضه للإصابة خلال فوز برشلونة (4 - 3) على سيلتا فيغو في الـ19 من أبريل (نيسان)، غاب عن الانتصار في نهائي كأس ملك إسبانيا على الغريم ريال مدريد ومباراة الذهاب في قبل نهائي دوري أبطال أوروبا ضد إنتر.

وقال فليك في مؤتمر صحافي أمس الإثنين "تحدثنا أمس، وكل شيء يسير على ما يرام، وليفاندوفسكي بحال جيدة، أفضل بكثير مما توقعنا، وهو جاهز للجلوس على مقاعد البدلاء، لذا عندما نحتاج إليه ربما يستطيع المشاركة".

وأضاف فليك "كجهاز فني نحلل كل شيء، نتابع أداء كل لاعب في كل موقف، وبعد مباراة الأربعاء ربما نضطر إلى إجراء بعض التغييرات، لأننا في حاجة إلى تحسين دفاعنا بصورة كبيرة"، وتابع "كرة القدم معقدة للغاية، لذا فهي تتعلق بكل شيء، تتعلق باللاعب، ولكن علينا أن نجد الفكرة الصحيحة لكيفية اللعب وخطة المباراة".

"بالطبع، يجب أن تكون التغييرات جيدة، ولكن يجب أيضاً أن يظهر اللاعبون على أرض الملعب من هم وما مهاراتهم".

وعلى رغم هذه التحديات، يسعى برشلونة إلى تحقيق الثلاثية، إذ لم يخسر محلياً منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2024، ويتصدر الدوري الإسباني برصيد 79 نقطة، متقدماً بأربع نقاط على ريال مدريد.

وعلى الجانب الآخر دعا مدافع إنتر ميلان أليساندرو باستوني فريقه إلى بذل قصارى جهده للسيطرة على جناح برشلونة لامين يامال (17 سنة) الذي قدم أداءً مبهراً في مباراة الذهاب.

وعبر قلب الدفاع باستوني (25 سنة)، الذي واجه يامال خلال بطولة أوروبا العام الماضي حين فازت إسبانيا على إيطاليا بهدف، عن إعجابه بالتطور السريع للاعب الشاب.

وقال باستوني في مؤتمر صحافي أمس الإثنين "واجهته بالفعل مع إسبانيا ولم يكن قد وصل إلى هذا المستوى بعد".

"أعجبت بالمستوى الذي وصل إليه، بالنسبة إلى عمره وقدرته على فعل أشياء لا تصدق داخل الملعب، أعتقد أنه من بين الأفضل في العالم الآن"، وتابع "سيتعين علينا أن نراقبه مرتين، وربما ثلاث مرات، كما فعلنا في بعض الأحيان في مباراة الذهاب، ولكن من دون مبالغة، وإلا فسنخلق كثيراً من المساحات، برشلونة ليس يامال فقط".

وأردف باستوني "حظوظ كلا الفريقين متساوية، وكل الاحتمالات واردة، وأعتقد أنها ستكون مباراة مشابهة لمباراة الذهاب، لذلك أنا سعيد لأننا سنلعب أمام جماهيرنا".

واتفق مدرب إنتر ميلان سيموني إنزاغي مع باستوني، مؤكداً أن استراتيجية الفريق الدفاعية ستركز أولاً على مراقبة يامال.

وقال إنزاغي "الدفاع أمام يامال أمر صعب للغاية، يتعين علينا محاولة منعه من الحصول على الكرة، لكن هذا مستحيل في كرة القدم الحديثة"، وأردف "سيراقب من كثب ورقابة مزدوجة، وسنحاول توخي الحذر. مع ذلك وكما ذكرت في مباراة الذهاب، بعد مشاهدته مباشرة، فهو موهبة هائلة في هذه السن، ويشكل خطورة حقيقية".

"في اللحظات الصعبة، يمررون له الكرة، وأعجبتني سرعة بديهته، عندما يتسلم الكرة يعرف مسبقاً ما عليه فعله".

وأشار إنزاغي إلى أن مشاركة المدافع المصاب بنجامين بافارد والقائد لاوتارو مارتينيز لا تزال غير مؤكدة.

وأضاف إنزاغي "سنتخذ القرار في شأن لاوتارو (مارتينيز) وبافارد مع الجهاز الطبي واللاعبين، وسيتعين عليهم إخباري بما يشعرون به".


اندبندنت عربية