الانتخابات البلدية تنطلق: "نصف بروفة" للاستحقاق النيابي
شارك هذا الخبر
Sunday, May 4, 2025
تبدأ اليوم المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان وسط اجواء تنافس ذي طابع سياسي في عدد من المدن والبلدات، بينما يغلب على عدد كبير منها الطابع العائلي بنكهة سياسية او حزبية.
وتتعامل القوى والاحزاب السياسية مع هذا الاستحقاق الانتخابي كاختبار للمزاج الشعبي وحجم شعبيتها ونفوذها قبل عام من الاستحقاق الانتخابي النيابي في ايار العام المقبل.
مصدر لـ«الديار»: الانتخابات البلدية نصف بروفة للنيابية
ويقول مصدر نيابي مسيحي مستقل لـ<الديار»: «ان طابع الانتخابات البلدية والاختيارية يختلف عن الانتخابات النيابية وحساباتها، ويغلب عليه الطابع المحلي والعائلة عموما لا سيما في البلدات والقرى الصغيرة، لكنه يأخذ منحًى سياسيا اكثر في المدن والبلدات الكبرى».
ويضيف:« ان انتخابات جبل لبنان تتميز بانها تشكل ثقلا مسيحيا كبيرا، وترسم جزءا اساسيا ومهما من المزاج السياسي المسيحي في البلاد. ورغم غلبة الطابع العائلي على عدد كبير من البلدات والقرى الا ان هذه الانتخابات البلدية تشكل نصف بروفة تعتمدها القوى والاحزاب لرسم خرائط مناهجها ومسارها نحو معركة الانتخابات النيابية العام المقبل».
الاستحقاق البلدي انجاز في حساب العهد والحكومة
ويعول العهد برئاسة الرئيس جوزاف عون والحكومة على نجاح الاستحقاق الانتخابي البلدي كأحد الانجازات المهمة الذي يؤكد الانتقال الى مرحلة تنشيط وتعزيز المسار الديموقراطي وبناء الدولة، وتاكيد الصدقية في التعهد بالذهاب وتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة في المرحلة اللاحقة كما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري لحكومة نواف سلام.
اما القوى السياسية المسيحية في جبل لبنان فهي تتعامل مع الاستحقاق الانتخاب البلدي بحذر وعناية دقيقة، حيث تتبنى في البلدات التي تجدها محسومة لمصلحتها اللوائح بشكل مباشر، بينما تلجأ في بلدات اخرى الى التوافقات او التحالفات مع قوى اخرى بحيث تشهد بعض البلدات تحالفات بين قوى متخاصمة ومتناقضة في الاصطفاف السياسي العام. كما لجأت القوى والاحزاب على اختلافها الى الاختباء وراء الفعاليات المحلية والعائلات لدعم هذه اللائحة او تلك والبقاء في المشهد الخلفي الى حين ظهور النتائج للتتعامل معها وتستثمرها او تتنصل من تداعياتها.
المعارك المحدودة وحسابات الاستحقاق النيابي
ووفقا لقراءة مصادر سياسية، فان الانتخابات البلدية في جبل لبنان تتميز بحيوية ملحوظة نظرا الى التنافس بين القوى والاحزاب المسيحية بوجه خاص، ولحضور فعاليات سياسية في مناطق عديدة اكان في جبيل او كسروان او المتن.
وتشهد بلدات عديدة معارك انتخابية وتنافسا شديدا في اطار حسابات القوى الساسية للفوز برئاسات اتحادات البلديات والدور الذي تؤديه هذه الاتحادات على الصعيد الانمائي وانعكاسه على مرحلة التحضير للانتخابات النيابية.
ويرى مصدر سياسي مطلع لـ «الديار» ان هذا الاستحقاق الانتخابي لن يسفر عن مشهد واضح يرسم معالم نتائج الانتخابات النيابية العام المقبل لاعتبارات عديدة تتعلق باختلاف طبيعة الاستحقاقين والعوامل التي تحكم كل منهما، ومسار التطورات المؤثرة في المزاج الشعبي من الان الى حين موعد الانتخابات النيابية، ودخول قوى اخرى مع العهد الجديد في الاستحقاق المقبل.