وزير العمل: العامل يحتاج إلى قراراتٍ تنصفه

  • شارك هذا الخبر
Saturday, May 3, 2025

أقيم على مسرح الرابطة الثقافية احتفال مركزي لمناسبة الأول من ايار، بدعوة من الاتحاد العمالي العام واتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي واتحادات النقل البري، وبرعاية وزير العمل محمد حيدر.

حضر الحفل النائبان جميل عبود وحيدر ناصر، ممثلان عن النائبين فيصل كرامي واشرف ريفي، مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد طارق امام، المطران يوسف سويف، رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، رئيس قطاع العمال في "تيار العزم" النقيب غسان يكن، رئيس غرفة طرابس والشمال توفيق دبوسي، رئيس الرابطة الثقافيه رامز الفري، مسؤول "المؤتمر الشعبي" في طرابلس عبد الناصر المصري وفاعليات.

بداية النشيد الوطني، ثم رحب الزميل الاعلامي محمد الحسن بالحضور مؤكدا على دور مدينة طرابلس "الحاضن للقضايا الكبرى النقابية منها والسياسية والوطنية والقومية".

ثم القى رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر كلمة وجه في مستهلها "تحية الى العمال من طرابلس عاصمة الحرمان والمعاناة العمالية"، ثم قال: "الى كل لبناني نقول إن العمل جار مع وزير العمل لرفع هذا الحرمان، والعمل مع وزير العمل يجري في ظروف اقتصاديه واجتماعية وامنية صعبة تكاد تكون قاتلة، لذلك فالمطلوب تضافر الجهود بين الجميع لانتاج عقد اجتماعي جديد بين العمال واصحاب العمل يقوم على اساس اننا شركاء الانتاج، فنحن ننتج ونقدم للمؤسسات".

ووجه تحية الى غرفة طرابلس ورئيسها توفيق دبوسي، وقال: "اننا نتعاون الى اقصى الحدود وهذه دعوة من طرابلس للهيئات الاقتصادية ان تثبتنا وان لا تحاسبنا على الحرف وعلى الفاصلة، فاننا بصدد حقوق الناس وحرام ان يكون الحد الادنى للاجور 200 دولار، كما ان العامل لا يمكنه ان يعيش بـ 300 دولار، فبين فاتورتي الكهرباء والماء يدفع المواطن فاتورة الهاتف والماء، يدفع 300 دولار. وان انصاف العامل واجب، كما عمال البلديات الذين تمر عليهم احيانا شهور وشهور خاصة في اتحاد بلديات الفيحاء في طرابلس وبلديه طرابلس وبلديه الميناء من دون أن يتقاضوا رواتبهم، وهذا يحصل ايضا في غير طرابلس".

وتابع: "يضاف الى القطاع الخاص القطاع العام، فنحن امام عسكري يئن، فالمطلوب منه كثير ولا نعطيه شيئا. كذلك المتقاعدون والذين تركوا الخدمه منذ العام 2019، فالتعويض على الناس واجب وكل هذه الامور مطلوبة بالتعاون مع معالي وزير العمل. وانا اوجه اليه تحية من هنا واحييه على اندفاعه الذي يعطي في كثير من الاوقات الامل للعمال ونتمنى ان يكون هذا الامل في محله ويعطي النتائج المرجوة في فترة قريبة جدا".

وختم الاسمر: "المطلوب انصاف الطبقة العاملة حتى تبقى في لبنان، ونريد دولة ونريد قضاء ونريد عدلا ومساواة".

بدوره قال المفتي إمام: "مبارك لكم عيد العمال بل مبارك لنا جميعا هذا عيدنا جميعا فنحن عمال فكل عامل في مجاله وكل يقدم لهذا البلد ولهذا المجتمع، والصحيح القول ايضا ان المدير عامل والموظف عامل والوزير عامل والرئيس عامل وكل واحد منا في مهمته ودوره عامل، حتى الانبياء والرسل، وكما جاء في القران الكريم اني عامل واننا عاملون، اما المهمات فهذه تقسيمات الهيكلية الاداريه وتفاصيل لضبط العمل والصلاحيات لكن جوهر الامر هو العمل. بوركت سواعدكم وبوركت مهمتكم ونخاطب هنا الشباب العاملين ونخاطب العاملين الذين ايضا افنوا اعمارهم وشبابهم في خدمة اهلهم ومجتمعهم، وفي الحقيقه فان العمل والعمال الحقيقيين الذين نحتفل بهم اليوم هم اغلى من الذهب، فالاقتصاد يتنافس على اسعار المعادن والذهب ولكن الاقتصاديين يتنافسون على اليد العاملة اكثر، لذلك انتم اساس وانتم اهل المجتمع وجوهره".

وألقى رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي شادي السيد كلمة طالب فيها الاسمر بـ"التمسك بمواقفه وبمطالب الاتحاد العمالي العام وكل الطبقة العمالية بحد ادنى للاجور يؤمن العيش الكريم، ولن نقبل في لبنان ولا يجب ان تقبل يا دكتور بشارة الأسمر بأقل من ذلك".

كما طالب السيد الوزير حيدر ب"موقف حازم حاسم في لجنة المؤشر لا يظلم احدا، لا العامل ولا القطاع الخاص، ولكن ان يعمل المرء بما لا يكفيه فهذا ما لا يمكّن البلد من التعافي".

وقال: "اننا بحاجة للحفاظ على جملة امور: اولا، قيمة الموظف والعامل في القطاعين العام والخاص، ثانيا، الضمان الاجتماعي ومساندته وحمايته وتوفير الامكانات المالية له، ثالثا، تضامن القوى النقابية والتنسيق فيما بينها لكي يكون الحراك منتجا، ورابعا واخيرا لابد لنا ان نحظى من الدول العربية بدعم جدي للبنان وللمناطق المختلفة وبخاصة طرابلس والمنية والضنية وعكار لجهة المشاريع الاستثمارية والمشاريع التي تنعكس تنمية اجتماعية وبشرية".

ووجه النقيب محمد كمال الخير نداء الى وزير الاشغال والنقل قائلا: "آن الأوان ان يكون هناك خطة نقل مفيدة للبنان، وخطة مع اشقائه العرب".

أضاف: "نحن من طرابلس ومن المنية ومن الجمهورية اللبنانية نؤكد تطلعنا الى غد افضل مشرق لقطاع النقل في لبنان ولما يوفر الفائدة. فان هذا القطاع منعش للاقتصاد الوطني ومنعش للقطاع الخاص ومنعش ايضا للخزينة، كل ذلك نؤمنه بفائدة حتمية تعود للجميع. و ان خطه النقل اللبنانية لا بد ان تولد وان تكون إيجابية مدروسة تأخذ بالاعتبار كل التطورات على الطرقات ووضع الطرقات الرديء، على اننا نلاحظ بعض التحسن، ولكن هذا لا يكفي، نريد طرقات بين لبنان وسوريا صالحة للاستعمال وصالحة للتنقل وتؤمن السلامة وتخفف من نسب حوادث السير. كما اننا ننادي بحل الأمور العالقة بالنسبة لمعبري العبودية والعريضة تسهيلا للشاحنات ولكل العابرين. ونرى ضرورة استحداث نفق بين الحازمية والبقاع بما يضمن سرعة انتقال من بيروت الى البقاع فالعبور الى سوريا والدول العربية وفي ذلك فائدة متعددة".

وألقى الوزير حيدر كلمته وفيها: "من بيروت إلى طرابلس، ومن كلِّ نقطةٍ على خارطةِ هذا الوطن المتعب، أرددها بصوتٍ واحد: العاملُ اللبناني هو قلبُ لبنانَ النابض، وسندُهُ الذي لا يلين، رغمَ العواصفِ والتحديات. نقفُ اليومَ في مناسبةٍ نكرمُ فيها سواعدَ الكادحين، ونتوقفُ أمامَ قيمةِ العملِ لا كشعارٍ، بل كركيزةٍ للكرامةِ الفردية، والاستقرارِ الوطني. وكلما اشتدتِ الأزمات، زادَ إيماني أن هذا الوطن لن يسقط، لأن فيه رجالًا ونساءً يشبهونكم، لا يعرفون اليأسَ، ولا يساومون على حقهم في العيشِ الكريم. من طرابلس، أؤكدُ لكم أن وزارةَ العمل ليست إلا امتدادًا لقضيتِكم، همومُكم هي أولوياتُنا، وصوتُكم هو البوصلةُ التي تحددُ اتجاهَنا. لا نعدُكم بالمعجزات، لكننا نعدُكم بالصدق، وبالعملِ المستمر، وبأن نكونَ شركاءَ في الدفاعِ عن حقوقِكم، لا على الورقِ فقط، بل في الميدان، في التشريعِ، وفي كل منصةٍ محليةٍ أو عربيةٍ نمثلُ فيها لبنان.

في مؤتمرِ العملِ العربي الأخير، لم يكن حضورِي بروتوكوليًا، بل كان منبرًا لحملِ وجعِ العاملِ اللبناني، وصرختِه الصامتة. قلتُها هناك وسأكررُها هنا: أنتم لستُم عمالًا على الهامش، بل في صلبِ المعادلةِ، في قلبِ الاقتصادِ، في عمقِ الكيان. أنتم الذين بصبرِكم تُبقونَ لبنانَ حيًا رغم كل الإهمال.

يا أهل طرابلس، لقد بدأنا بخطواتٍ عملية في عدةِ ملفات، أبرزُها ملف الحدِّ الأدنى للأجور، الذي نعلمُ أنه يمس حياةَ كل عاملٍ وأسرة. صحيحٌ أننا لم نصل بعدُ إلى النتيجةِ النهائيةِ التي نطمحُ إليها، لكنني أؤكدُ لكم أن النقاشاتِ مستمرةٌ، والنيةَ صادقةٌ، والإرادةَ موجودةٌ. وسنصلُ، لأن تحسينَ القدرةِ الشرائيةِ لم يَعُدْ خيارًا بل ضرورةً، ونحن ملتزمونَ بتحقيقِ ذلك عبرَ حوارٍ مسؤولٍ يوازنُ بينَ حقوقِ العمالِ وظروفِ المؤسساتِ.

كما أننا مستمرون في تحسينِ تقديماتِ الضمانِ الاجتماعي التي كانت شبهَ غائبةٍ، ونجحنا، بالتعاونِ مع إدارةِ الصندوقِ، في استعادةِ جزءٍ كبيرٍ من هذه التقديمات، ونسعى إلى تطويرِها لتليقَ بالعاملِ اللبناني. نعملُ بهدوءٍ ولكن بجدية، لأننا نؤمنُ أن العاملَ لا يحتاجُ إلى خطاباتٍ، بل إلى قراراتٍ تُنصفُه، ومؤسساتٍ تحميه، وشراكةٍ تعترفُ بدورهِ. وسنستمرُّ بهذا النهج، لأن أيَّ عدالةٍ لا تبدأُ من حمايةِ العامل، لا يُعولُ عليها.

أيها الأعزاء، في خضمِّ هذه الظروفِ الصعبة التي يمرُّ بها لبنان، تزدادُ الحاجةُ اليومَ إلى التكاتفِ والحوارِ والتفاهمِ بينَ كلِّ مكوناتِه. لم يَعُدْ مقبولًا أن يبقى أيُّ طرفٍ على الهامش، أو أن يشعرَ أيُّ مكونٍ بالتهميشِ أو الإقصاء. لبنان لا يُبنى بالحساباتِ الضيقة، ولا ينهضُ بسياساتِ الانقسامِ والمناطقية. إن قوةَ هذا البلد كانت دائمًا في تنوعِه، وتمايزِه، وقدرتِه على تحويلِ الاختلافِ إلى ثراء، والتعددِ إلى وحدةٍ وطنيةٍ متماسكة.

نحن في مرحلةٍ دقيقة، تتطلبُ منا جميعًا أعلى درجاتِ المسؤوليةِ الوطنية. الحوارُ ليس ترفًا، بل ضرورةٌ وجوديةٌ، والتضامنُ بينَ اللبنانيينَ لم يعُد خيارًا بل شرطًا للبقاء. وأنا أعلم تمامًا، كما يعلمُ كلُّ منصفٍ، أن طرابلس والشمال لم يكونا يومًا خارجَ هذا النسيجِ الوطني. خلالَ العدوانِ الإسرائيلي الأخيرِ على لبنان، كنتم في طرابلس كما عهدناكم دائمًا، في الصف الأول إلى جانبِ أهلِكم وأحبائِكم الذين نزحوا من الجنوبِ والبقاعِ وبيروت. فتحتم بيوتَكم، احتضنتم إخوتَكم، وقدمتم صورةً مشرفةً عن طرابلس الأصيلة، مدينةِ النخوةِ والكرامة.

طرابلس، هذه المدينةُ العريقة، كانت دائمًا في قلبِ المعادلةِ الوطنية، لا تعزلُ نفسَها، ولا تُعزلُ، لأنها تعرفُ أن الجنوبَ حينَ ينزفُ، فإن الجرحَ يُفتحُ في طرابلسَ أيضًا، وإذا تألمَ البقاع أو بيروت، فإن الألمَ في قلبِ الشمالِ كذلك. هذا الترابط العاطفي والوجداني والجغرافي هو ما يصنعُ لبنانَ الحقيقي، لبنانَ الذي نريده جميعًا. لذلك، فإن أولوياتِنا اليومَ كحكومةٍ، هي ملف إعادةِ الإعمار، ليعودَ أهلُكم وأحباؤُكم إلى منازلِهم وقراهم، ويستعيدوا شعورَهم بالأمانِ والانتماء. ولكن في الوقتِ نفسِه، فإن طرابلس وعكار والمنية وكل مناطقِ الشمال، هي أيضًا في صلبِ الأولويات، لا منةً من أحدٍ، بل لأن العدالةَ تقتضي أن يكونَ الإنماءُ متوازنًا، وأن يُرفعَ الحرمانُ عن كلِّ منطقةٍ، وكلِّ مواطن.

أعدُكم من هنا، أن أكونَ صوتَكم في مجلسِ الوزراء، تمامًا كما أنا صوتُ الجنوبِ والبقاعِ وبيروت. لأنّكم تستحقون، ولأنكم ضحيتم، ولأنكم أثبتم في أكثرَ من محطةٍ أنكم أبناءُ هذا الوطنِ بالفعلِ، لا بالقولِ فقط.

في عيدِكم، أقولُ لكم: أنتم لستم فقط عمادَ طرابلس، أنتم مناراتُ الوطنِ كله. ومن هذا الشمالِ الطيبِ، نعدُ بأن نبقى صوتًا لكم، وأن نواصلَ الدربَ معكم، مهما كان شاقًا. كلُّ عامٍ وأنتم بخير، كلُّ عامٍ وطرابلس ولبنان بخيرٍ بكم، ومن خلالِكم".