خاص- عون يلقي طابة سلاح الحزب في ملعب بري - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, May 3, 2025

خاص الكلمة اونلاين
بولا اسطيح

يُقارب رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بكثير من الحنكة ملف سلاح حزب الله. فحتى ولو كان البعض، في الداخل والخارج، قد يقرأ بذلك نوعا من التردد او حتى الضعف، فذلك لا يعنيه طالما هو مقتنع بأن اي خطوة ناقصة ومتحمسة وغير مدروسة قد تؤدي الى انفجار داخلي سيقوم بالمستحيل لتجنبه.
لكن ما سبق لا يعني ان العنوان الكبير الذي رفعه عون وضمّنه خطاب قسمه وهو "حصرية السلاح" لن يجد طريقه الى التطبيق قريبا. فالى جانب قناعته الدائمة بهذا العنوان، حتى قبل انتخابه رئيسا، فهو يُدرك ان هناك عاملين ضاغطين، يفرضان عليه التحرك سريعا لبت هذا الملف. الاول اللحظة الدولية والاقليمية والداخلية التي يعي ان تفويتها يعني تفويت قطار قد لا يمر مرة اخرى. اما العامل الثاني، فيكمن بالضغوط العربية والدولية القصوى التي تمارس على لبنان لنزع سلاح حزب الله.. اذ بات اي قرش او مساعدة او انفتاح مرتبطا كليا بحصرية السلاح، وهو ما يشكل الورقة الاقوى التي يلعبها المجتمع الدولي لدفع حزب الله ل"التسليم".
وبالرغم من عودة حزب الله الشهر الماضي لانتهاج موقف متشدد في مقاربة ملف سلاحه، بعدما كان قد اوحى بليونة قد تؤدي لحسم الملف قريبا، لا يزال عون مصرا على ان السبيل الوحيد للوصول الى نهاية سعيدة، هو الحوار والذي ارتأى ان يكون ثنائيا ومباشرا مع الحزب. لكن وبحسب المعلومات، يبدو الرئيس غير ممتن من خروج امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم ليُعلن ان "السلاح خارج البحث" لتتوالى مواقف قياديي الحزب لتؤكد التمسك بالسلاح ووضع شروط حتى للحوار بالاستراتيجية الدفاعية.
اذ تشير مصادر مطلعة الى انه "وبعد تبادل رسائل غير مباشرة بين الرئاسة الاولى وقيادة الحزب اظهرت ترحيبا من قبل الاخيرة بالجلوس للحوار بشأن مصير السلاح، جاء تصعيد الحزب ليُجمّد الامور"، لافتة الى ان "التعويل راهنا هو على تحرك رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي كان اصلا هو من اقترح فكرة الحوار الثنائي".
وتشير المعطيات الى ان الرئاسة الاولى تعتقد ان على بري ان يُبادر من جديد ليُقنع الحزب بوجوب الجلوس على طاولة الحوار الثنائي وخفض مستوى التصعيد الذي انتهجه اخيرا والمرجح ان يكون مرتبطا بالمفاوضات الاميركية- الايرانية وسعي طهران لتحصيل مكاسب معينة مقابل موافقتها على تسليم سلاح حزب الله.
وليس واضحا ما اذا كان موقف بري الذي اعتبر السلاح ورقة تفاوض يفترض التمسك بها لاجبار الإسرائيلي على تطبيق فعلي لاتفاق وقف النار والانسحاب من الاراضي المحتلة، سيكون عاملا مساعدا ويخدم توجه الرئيس عون الحواري.
بالمحصلة، يبدو واضحا ان الحزب ومن خلفه طهران يحاولان قدر الامكان كسب الوقت قبل الاذعان بالجلوس على الطاولة لبحث مصير السلاح. فهما يعيان ان مجرد الموافقة على ذلك هو خسارة جديدة كبيرة لهما حتى ولو تمكنا من المراوغة بوضع طروحات متعددة يعملان عليها كالتحول ذراع عسكرية تابعة للجيش، خاصة وان ذلك لن يساعد المفاوض الايراني في لحظة مصيرية من المفاوضات مع واشنطن.