خاص- إلى متى ستبقى حيتان الميدل إيست تعزل لبنان؟- المحامي فؤاد الأسمر
شارك هذا الخبر
Saturday, May 3, 2025
خاص - الكلمة أونلاين
المحامي فؤاد الأسمر
نتغنى ببيروت لؤلؤة المتوسط وسواها من تسميات، انما للأسف، تقف شركة الميدل إيست، منذ عقود، كإحدى الحواجز العازلة لبيروت عن ماضيها ودورها وحتى عن العالم بأسره. فقد استغلّت الميدل ايست الامتياز الحصري الممنوح لها باستثمار النقل الجوي للركاب من والى لبنان وتحكّمت بأسعار بطاقات السفر فرفعتها إلى أسعار خيالية نسبة لباقي الشركات، مما انعكس سلباً على عدد ومواعيد الرحلات، اضافة إلى تدنّي مستوى الخدمات، كما فرضت عمولات ضخمة على شركات الطيران الأخرى المقيمة او العابرة. وبالتالي بات المجيء إلى لبنان وكلفته أمراً باهظاً جداً نسبة إلى وجهات أخرى، مما يدفع بغالبية اللبنانيين المنتشرين، إضافة إلى الأشقاء العرب والأجانب، للعدول عن المجيء إلى لبنان واختيار بلدانٍ ووجهات أخرى يقصدونها وينفقون أموالهم ويستثمرون فيها. والخطير أن عملية العزل والقرصنة هذه مترافقة مع جملة معطيات منها استغلال عصابات من المتنفذين لإمكانيات الشركة وللمطار ككل، وفرض هيّمنة الشبيحة عليه إلى حدّ ترويع المسافرين، وبنيّة تحتية هزيلة ومهترئة لمطار مفترض انه دولي، مما يجعله بؤرة غير مرغوبة بدلاً من أن يكون واحة استقطاب. لا بد من كسر الحصار الخطير الذي تفرضه الميدل إيست وحيتانها على مطار بيروت وفتح الأجواء اللبنانية أمام المنافسة بين الشركات في الجودة والأسعار مما سيضاعف حركة الوافدين وينشّط السياحة ويزيد من مداخيلها ويستجلب الرساميل والاستثمارات إلى لبنان ويعيد الإشراقة له. بينما يعلم الجميع بواقع الميدل إيست الآثم بحق لبنان فلماذا السكوت عنه؟ ومن يقف وراءه؟ والى متى؟