خاص - المنافسة في أنطلياس - النقاش.. بين "الإنزال" والخصوصية! - سارة بعقليني
شارك هذا الخبر
Thursday, May 1, 2025
خاص - "الكلمة أونلاين"
سارة بعقليني
بدأ مسار الانتخابات البلدية في انطلياس - النقاش يتبلور في ضوء اكتمال اللّوائح لدى الرأى العام، فالمواجهة ستكون بين "ابناء العمّ" جورج وإيلي أبو جودة على رأس لائحتين مكتملتين، وسط مناخٍ سياسي خيّم على عملية تشكيل اللّوائح.
وفي تفاصيل المشهد الانتخابي، أعلن رئيس البلدية الحالي المهندس إيلي أبو جودة لائحته التي ضمّت وجوهًا جديدة كفوء وناجحة، واعدًا بأن تشهد المنطقة مشاريع وإنماء عطّلته الظروف منذ اندلاع "ثورة 17 تشرين" وما تبع ذلك من تداعيات مالية من دون اغفال النّشاط المكثّف الذي أقدمت عليه البلدية في زمن جائحة الكورونا لناحية احتضان المواطنين ومعالجتهم.
وباعتراف الخصوم، تبدو هذه اللائحة متناسقة، إذ إنّها وُلدت من رحم مجتمع انطلياس – النقاش، كما أنّها محصّنة نظرًا لعلاقة رئيس البلدية وعدد من الاعضاء بعائلات البلدة الذين وقفت البلدية الى جانبهم ولبّت احتياجاتهم بشكل دائم. يُضاف إلى ذلك، الدعم الذي تحظى به اللائحة من "التيار الوطني الحر"، النائب ميشال المر، وحزبي "الطاشناق" و"الكتائب".
في المقابل، شكّل السيد جورج أبو جودة لائحة مواجهة تضمّ من دون شكّ وجوهًا كفوءة كـ فاليري بتروني، المحامي الياس أبي كرم، إميل أبو حبيب، وجوني أبي فاضل، ولكن نقطة ضعفها تكمن في أنّها جاءت "مركّبة"، حتى أن التباين داخل الصف "القواتي" حول الانضمام إليها بات واضحًا، لعدم قناعتهم بأن أبو جودة هو حليف "القوات"، إذ كان قد زار فعاليات عدة مقابلة، بينهم النائب المر ومسؤولين في قيادة "التيار" لإعلان التحالف معهم إلا أن "القوات" رضيت بالتحالف معه لأكثر من سبب مكشوف في المنطقة، علمًا أن هناك انزعاجًا "قواتيًا" بارزًا من جورج أبو جودة، على اعتبار أن ترشيحه كان بمثابة "إنزال" على المنطقة لأسباب خفية وواضحة.
المفارقة اللافتة، هي أن الائحة التي شكّلها رئيس البلدية الحالي إيلي أبو جودة تتألف من أشخاص يجمعون بين الخبرة والتجدّد، ويمثّلون بالدرجة الأولى العائلات بشكل واسع، فيما اقتصر دور الأحزاب والقوى السياسية على دعم اللائحة من دون فرض أي اسم، ما ساهم بالمحافظة على خصوصيتها، في حين أن الأعضاء الذين تضمّهم لائحة جورج أبو جودة، اختارتهم "القوات" والترشيشي.
من جهة أخرى، يُعرف جورج أبو جودة بتعاطيه بفوقية مع أبناء البلدة على قاعدة "أن لكل شيء "ثمنًا"، مردّدًا أن بعض القوى الحزبية باتت "في جيبه"، ما سبّب ردّة فعل حادة لدى أنصار "القوات اللبنانية" الملزمين حتى الان بانتخابه.
ويتظهّر أسلوب التعالي لدى جورج أبو جودة، بجعل تعاطيه مع بعضهم من خلال المدعو شليطا جبرايل الملقب بـ "الترشيشي" الذي بات بمثابة يده اليمنى ومرساله، متولّيًا مهام الحل والربط مع فعاليات البلدة، وهو أمر لم يتحمّله البعض الذين يخشون أن يلعب دورًا الى جانب جورج أبو جودة في حال فازت لائحته. ويسجّل البعض تعاطي الأخير باستعلاء معهم وكأنه يستخفّ بهم على غرار الواقع القائم في نطاق عمله في افريقيا.
وأيضا، اتّضح أسلوب المكابرة لدى المرشّح جورج أبو جودة عبر إعلان اللائحة التي يرأسها في منزل والده للتأكيد أنه بات يتولى الزعامة في البلدة، فيما اللائحة المقابلة أُعلنت من مطعم الفوار في انطلياس للإضاءة عليه كأحد معالم البلدة السّياحية.
وتجدر الإشارة إلى أن انطلياس شهدت مؤخّرًا ازدهارًا، فقد تميّزت بشارع المطاعم المعروف وسلسلة من المطاعم في شوارع أخرى، علمًا أنه كان للظروف والقدرات المالية للبلدة مفاعيل كبيرة، فقد حُدّدت للبلدية قيمة معينة للنفقات.
