ناشونال إنترست- هل يعيد اتفاق مع إيران تحفيز الانتشار النووي؟
شارك هذا الخبر
Monday, April 28, 2025
تناول هنري سوكولسكي، المدير التنفيذي لمركز تعليم سياسات منع الانتشار النووي، التعقيدات المحيطة باتفاق محتمل مع إيران على برنامجها النووي وتداعياته على الانتشار النووي العالمي.
وركز سوكولسكي، مستنداً إلى خبرته الواسعة في سياسات منع الانتشار، بما في ذلك فترة عمله في البنتاغون وأبحاثه الأكاديمية، في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، على الأسئلة الحاسمة التي تواجه المفاوضين: كيف يمكن منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وكيف يمكن التوصل إلى اتفاق بشأن تخصيب إيران لليورانيوم دون تشجيع دول أخرى على السعي للحصول على امتيازات مماثلة.
تقلبات السياسة الأمريكية وسلط سوكولسكي الضوء على المواقف المتقلبة لإدارة ترامب بشأن اتفاق محتمل. ففي البداية، دعا شخصيات مثل مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو إلى "خيار ليبيا"، مطالبين بالتفكيك الكامل لمنشآت إيران النووية ومنظوماتها الصاروخية ووقف أنشطتها العدائية بالوكالة. وفي وقت لاحق، ظهر نهج أقل قسوة، بدعم من نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، يقترح حصر التخصيب الإيراني عند مستوى 3.67% وتنفيذ إجراءات تحقق صارمة لضمان عدم تحويل اليورانيوم لإنتاج أسلحة.
ومع ذلك، سرعان ما تم التراجع عن هذا الموقف الأكثر ليونة بعد اجتماع في البيت الأبيض، حيث عادت الإدارة إلى المطالبة بأن توقف إيران برنامجها الكامل للتخصيب النووي والتسلح. ورأى الكاتب أن هذا التقلب في السياسة يثير مخاوف كبيرة. أولاً، إذا استمرت إيران في تخصيب اليورانيوم، فإن الكشف في الوقت المناسب عن أي تحويل نحو التسلح يصبح صعباً للغاية. وبحلول الوقت الذي تؤكد فيه وكالات الاستخبارات أو هيئات الرقابة النووية الدولية مثل هذا التحرك، سيكون قد فات الأوان لمنع إيران من إنتاج أول سلاح نووي لها. وأوضح سوكولسكي أن الاعتماد على الإنذار المبكر في مثل هذا السيناريو يتطلب مستوى من التفاؤل الدبلوماسي أو السياسي يتجاهل التحديات العملية للتحقق. ثانياً، يرفض سوكولسكي فكرة منع التسلح بشكل فعال باعتبارها "ليست طموحة فحسب، بل وهمية". وأشار الكاتب إلى الصراعات التاريخية للوكالة الدولية للطاقة الذرية في الكشف عن مثل هذه الأنشطة والنجاح المحدود لوكالات الاستخبارات في هذا المجال. وأوضح أن التسلح يمكن أن يحدث في منشآت صغيرة ومخفية، مما يجعل الكشف صعباً للغاية، خاصة بالنظر إلى عدم احتمالية وجود معلومات استخباراتية موثوقة من الداخل الإيراني.
وأضاف الكاتب أن هذا الواقع أعاق أيضاً محاولات إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، حيث إن اقتراب إيران المتزايد من الحصول على أسلحة نووية زاد من خطر اندفاعها السريع نحو الإنجاز. القلق الثالث والأكثر أهمية الذي يثيره سوكولسكي هو السابقة التي سيخلقها السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم لدول أخرى. ويفترض أنه إذا سمحت الولايات المتحدة لإيران بمواصلة التخصيب، فإن دولاً قد تطالب بمعاملة مماثلة.
معاملة مماثلة يخلق هذا معضلة للولايات المتحدة، حسب الكاتب، حيث إن الفشل في إجبار إيران على تفكيك قدراتها التخصيبية (وهو احتمال كبير، وفقاً لسوكولسكي) مع السماح لدول أخرى بالتخصيب سيؤسس معياراً جديداً خطيراً، مما سيسرع بشكل كبير من الانتشار النووي العالمي. وعلى العكس من ذلك، إذا سمحت الولايات المتحدة لإيران بالتخصيب، فسيكون من المستحيل عملياً حرمان المملكة العربية السعودية من الحق نفسه. وتناول الكاتب التساؤل عن حكمة الولايات المتحدة في تعزيز الطاقة النووية في مناطق مضطربة، خاصة الشرق الأوسط، الغني بموارد الغاز والطاقة الشمسية. واستشهد بمثال محطة بوشهر للطاقة النووية الإيرانية، الخاضعة ظاهرياً لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي يزعم أنها كانت واجهة شراء سرية للحصول على جميع المكونات اللازمة تقريباً لصنع سلاح نووي. وتساءل سوكولسكي عما إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في تسهيل اتباع دول أخرى في مناطق مزقتها الحروب لهذا النموذج.
تقييم القواعد الدولية للأنشطة النووية علاوة على ذلك، يقول سوكولسكي، بأنه بعد أكثر من نصف قرن، من الضروري إعادة تقييم اللوائح الدولية المتعلقة بالأنشطة والمواد النووية، والتمييز بين تلك البعيدة بما فيه الكفاية عن التسلح وتلك القريبة بشكل خطير. ويتساءل متى ستبدأ هذه المراجعة الحاسمة.
سيناريوهات إيران النووية وتحديات الردع أخيراً، يثير سوكولسكي أسئلة حاسمة حول العواقب المحتملة لحصول إيران على سلاح نووي. ويسأل عما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة حشد شركائها لفرض عقوبات ذات مغزى إذا تراجعت إيران عن التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وتساءل الكاتب عن استعداد الولايات المتحدة لخوض صراع عسكري مع إيران في حال فشلت الجهود الدبلوماسية. واختتم سوكولسكي مقاله بالإشارة إلى مخاوف الرئيس جون إف كينيدي خلال الحرب الباردة من الانتشار النووي، مشيراً إلى أن فكرة نشر تقنيات ومواد نووية خطيرة بأمان دون أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التسلح يعد مغالطة خطيرة يجب رفضها.