شركات بطاقات الائتمان تستعد لسيناريو التباطؤ الاقتصادي
شارك هذا الخبر
Sunday, April 27, 2025
تستعد أكبر شركات بطاقات الائتمان لأسوأ السيناريوهات الاقتصادية، إذ قد يعني التراجع الاقتصادي أن مزيداً من العملاء لن يتمكنوا من دفع فواتيرهم، وهو ما تحاول البنوك وشركات بطاقات الائتمان الاستعداد له، وفقاً لتقارير أرباحها الأخيرة، بعدما بدأت معدلات التخلف عن السداد في الارتفاع وأصبحت الآن تتماشى مع مستويات ما قبل الجائحة.
وأضاف كل من بنكي "جيه بي مورغان تشيس" و"سيتي غروب" أموالاً إلى صناديق الطوارئ الخاصة بها لتغطية الخسائر المتوقعة في المستقبل، بينما تشدد شركة "سينكروني"، المصدرة للبطاقات التجارية، معايير الإقراض، وتستهدف "يو أس بانكورب" قاعدة عملاء أكثر ثراء يمكنها تحمل التراجع الاقتصادي بصورة أفضل.
ولم تظهر بعد تأثيرات حرب التجارة التي شنها الرئيس الأميركي ترمب في النتائج المالية لأكبر المقرضين، الذين توفر أعمالهم نافذة على عادات الإنفاق لدى الأميركيين، إذ أفادت هذه الشركات بتحقيق أرباح أعلى في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، قبل أن يفرض ترمب أكثر الرسوم الجمركية قسوة، واستمر الأميركيون في الإنفاق، الاقتراض وفتح بطاقات ائتمان جديدة بوتيرة أسرع مما كانت عليه في العام السابق.
وقال المدير المالي لـ"جيه بي مورغان تشيس" جيريمي بارنوم في مكالمة مع المحللين، "التركيز الآن على المستقبل الذي يبدو بطبيعة الحال غير مؤكد بصورة غير عادية".
"لا يزال المستهلكون في وضع قوي"
وهناك بعض العلامات التحذيرية المبكرة، إذ بدأ المستهلكون في تأجيل النفقات غير الأساسية مثل الإجازات، وأوضح المسؤولون التنفيذيون في "أميركان إكسبريس" و"سيتي غروب" أن الإنفاق على السفر والترفيه فقد زخمه في الربع الأول من هذا العام، بينما ارتفع الإنفاق في الفئات الأقل ترفاً.
وقالت شركة "كابيتال وان"، إن نسبة حاملي البطاقات الذين يسددون الحد الأدنى فقط من مدفوعاتهم تتجاوز مستويات ما قبل الجائحة، وقال المسؤولون التنفيذيون في البنوك، إن إنفاق المستهلكين ظل قوياً في الأسابيع الأولى من الربع الحالي.
وأوضح الرئيس التنفيذي لبنك "أميركا بريان موينيهان" للمستثمرين الأسبوع الماضي، "لا يزال المستهلكون في وضع قوي".
وأشار المصدرون للبطاقات إلى أن مستويات الإنفاق المستدامة في أبريل (نيسان) الجاري، تبدو مدفوعة أكثر بالثقة من الذعر. ورغم أن تجار التجزئة الذين يقدمون بطاقات "سينكروني" بدأوا في إطلاق حملات تسويقية لتحفيز عمليات الشراء قبل تنفيذ زيادات الأسعار، فإن التأثير لم يظهر بعد في البيانات، وظلت مبيعات شركة بطاقات المتاجر ثابتة نسبياً حتى أوائل أبريل الجاري.
الحصول على الائتمان أكثر صعوبة
لكن معنويات المستهلكين تراجعت خلال الأشهر القليلة الماضية، مما أثار مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تقليص الإنفاق، ورغم أن هذه المخاوف لم تتحقق حتى الآن، فإن البنوك لا تزال تضع احتياطات لمواجهة أي تقلبات محتملة.
زيادة الحذر غيرت نوع العملاء الذين تسعى البنوك لجذبهم، فالبنوك التي تخدم الأميركيين العاديين بدأت في استهداف فئة أكثر ثراء في محاولة لعزل محافظها من خطر تأخر عملائها ذوي الدخل المنخفض في سداد فواتيرهم.
وقال بنك "يو أس بانكورب"، إنه يعيد صياغة استراتيجيته للبطاقات ليعطي الأولوية للمنتجات المميزة وتحويل التسويق نحو الأسر الأكثر ثراء.
ووفقاً للبيانات الحكومية، فإن أعلى 10 في المئة من أصحاب المداخيل الآن يمثلون نحو نصف إجمال الإنفاق الأميركي.
الحسابات النشطة
من ناحية أخرى، أصبح الحصول على الائتمان أكثر صعوبة، إذ أفادت شركة "سينكروني" بتراجع بنسبة ثلاثة في المئة في الحسابات النشطة وأربعة في المئة بحجم المشتريات في الربع الأول من هذا العام، إذ تراجعت عن المقترضين الأكثر خطراً ذوي الدرجات الائتمانية المنخفضة.
على الطرف الآخر من السوق، أصبح الحصول على الائتمان أكثر صعوبة، إذ أفادت شركة "سينكروني" بانخفاض نسبته ثلاثة في المئة في عدد الحسابات النشطة وتراجع بنسبة أربعة في المئة في حجم المشتريات خلال الربع الأول من هذا العام، نتيجة لتقليص تعاملها مع المقترضين الأكثر خطورة ممن يمتلكون درجات ائتمانية منخفضة.
في المقابل، فإن الجهات المصدرة التي تخدم أصلاً شريحة العملاء ذوي الدخل المرتفع تشهد أداء أكثر استقراراً، إذ سجلت "أميركان إكسبريس" ارتفاعاً بنسبة سبعة في المئة في إنفاق المستهلكين داخل الولايات المتحدة خلال الربع الأول من هذا العام، وأشارت إلى أن هذا الاتجاه استمر خلال الأيام الـ12 الأولى من أبريل الجاري، كما أكدت الشركة من جديد توقعاتها لتحقيق نمو مزدوج الرقم في الإيرادات هذا العام.
وأسهم تدني معدلات البطالة بين الموظفين ذوي الياقات البيضاء في حماية بعض الشركات من الأخطار المرتبطة بمحافظ بطاقاتها. وعلق الرئيس التنفيذي لشركة "أميركان إكسبريس" ستيف سكويري، قائلاً إن هذا العامل "ربما كان جون ويك الخاص بنا"، في إشارة إلى شخصية الأفلام الشهيرة التي لا تهزم.