ناشونال إنترست- تفكيك شركات التكنولوجيا الأميركية يمنح الصين الصدارة

  • شارك هذا الخبر
Saturday, April 26, 2025

حذر السفير روبرت سي أوبراين، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، ورئيس مجلس إدارة شركة أمريكان غلوبال ستراتيجيز، من أن الجهود المستمرة التي تبذلها لجنة التجارة الفيدرالية لتفكيك شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى قد يضر بشكل كبير بمكانة أمريكا العالمية، لا سيما في منافستها مع الصين.


وسلط أوبراين الضوء، في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، على نشاط لجنة التجارة الفيدرالية مؤخراً وإطلاقها محاكمة لمكافحة الاحتكار ضد شركة "ميتا"، الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، مما قد يجبرها على بيع أصول رئيسية، مثل إنستغرام وواتساب.
وعلى الرغم من أن الوكالة تدعي أن هذا يهدف إلى تعزيز المنافسة في السوق، يجادل أوبراين بأن مثل هذا الإجراء قد يضعف القيادة التكنولوجية الأمريكية والقوة الاقتصادية والأمن القومي، خاصة في الوقت الذي تتقدم فيه الصين بسرعة في نفس هذه المجالات.


تفكيك ميتا
وقال الكاتب إن ميتا ليست مجرد تكتل لوسائل التواصل الاجتماعي، بل ركيزة أساسية لنظام الابتكار في أمريكا. وتربط منصاتها مليارات الأشخاص حول العالم، وتلعب أدواراً حاسمة في التجارة والتبادل الثقافي والبنية التحتية الرقمية.


وأضاف الكاتب أن تفكيك ميتا سيقلل من وصول الشركة العالمي، مما يسمح لعمالقة التكنولوجيا الصينية - التي يدعم الكثير منها الدولة، مثل تنسنت وبايت دانس - بالاستيلاء على الحافة التنافسية، دون مواجهة عقبات تنظيمية مماثلة.

الفرق بين الولايات المتحدة والصين
وعلى عكس الولايات المتحدة، تعتمد الصين بشكل كبير على المؤسسات المملوكة للدولة والمدعومة منها لدفع النمو التكنولوجي. ونتيجة لذلك، فإن الشركات الأمريكية مثل ميتا ضرورية للحفاظ على قدرة الولايات المتحدة التنافسية في المجالات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والجيل الخامس - التقنيات التي تدعم كلاً من الدفاع الوطني والمرونة الاقتصادية.

تداعيات دولية
وأكد أوبراين أن إجراءات لجنة التجارة الفيدرالية المقترحة قد تمهد لوضع سابقة ضارة أيضاً، مشيراً إلى أن تفكيك ميتا سيرسل إشارة إلى المنظمين الأجانب - لا سيما في أوروبا - بأن شركات التكنولوجيا الأمريكية معرضة للخطر، مما يشجع على زيادة الضرائب والتنظيم في الخارج. ولن تخنق هذه التحركات الابتكار فحسب، بل ستستنزف أيضاً الموارد التي تحتاجها الشركات الأمريكية للحفاظ على قدرتها التنافسية.

انتقادات لنهج لجنة التجارة الفيدرالية
وانتقد أوبراين قيادة لجنة التجارة الفيدرالية في عهد بايدن لتوافقها بشكل أكبر مع الأجندات التنظيمية الدولية بدلاً من رؤية ترامب الاقتصادية "أمريكا أولاً". وقال إن استراتيجية لجنة التجارة الفيدرالية تخبر الحلفاء الأوروبيين أنه يمكنهم تعويض الرسوم الجمركية الأمريكية، من خلال متابعة إجراءات مكافحة الاحتكار ضد الشركات الأمريكية - وهي الإجراءات التي لن يفرضها المنظمون الصينيون أبداً على شركاتهم بسبب الرقابة السياسية الصارمة.
وفنّد الكاتب الحجة القائلة بأن حجم ميتا يحد من المنافسة، مشيراً إلى أن منصات مثل إنستغرام وواتساب قد ازدهرت تحت ملكية ميتا، وأن العديد من المنافسين الأصغر - مثل تلغرام وسيغنال وسناب شات - يواصلون النمو. وفي الوقت نفسه، أصبحت تيك توك الصينية قوة مهيمنة عالمياً، مما يدل على أن الحجم لا يخنق الابتكار أو المنافسة بالضرورة.
ورأى الكاتب أن حملة لجنة التجارة الفيدرالية ضد ميتا تكرار مضلل لتفكيك نظام بيل في السبعينيات، وهو التطابق الذي يجده معيباً للغاية. ففي المشهد التكنولوجي شديد التنافس والترابط العالمي اليوم، يرى أوبراين أن إضعاف أبطال التكنولوجيا الأمريكيين سيؤدي إلى تقوية قبضة الصين.

وخلص الكاتب إلى أن الحفاظ على القدرة التنافسية العالمية لعمالقة التكنولوجيا الأمريكيين أمر ضروري للأمن القومي والازدهار الاقتصادي والحفاظ على الريادة في العصر الرقمي، مؤكداً أن لجنة التجارة الفيدرالية يجب أن تتخلى عن جهودها لتفكيك هذه الشركات وأن تدعم بدلاً من ذلك قدرتها على الريادة في الابتكار والتأثير الاستراتيجي على الساحة العالمية.


24.AE