خاص - خلفية تغاضي اورتاغوس عن اعتماد عون الحوار لنزع السلاح... وإشادتها بمواقفه - سيمون أبو فاضل
شارك هذا الخبر
Wednesday, April 23, 2025
خاص الكلمة اونلاين
سيمون أبو فاضل
حمل كلام نائبة موفد الرئيس الأميركي إلى لبنان مورغين اورتاغوس في سفارة لبنان في واشنطن، موافقة مطلقة ودعمًا لمواقف رئيس الجمهورية جوزاف عون حيال كيفية معالجته لملف سلاح حزب الله، ولاسيما من باب الحوار الثنائي بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري، ام لطرحه مناقشة استراتيجية دفاعية كمخرج لتسلم سلاح الحزب.
يرفع حزب الله من حدة مواقفه لتعبيره عن رفضه تسليم او استلام سلاحه من قبل الجيش اللبناني، ويستفزه الكلام عن نزع "لسلاح المقدس " وهي العبارة التي يجدها قادته تحديًا لهم، إلا إذا كان ممكنًا انتاج فتوى ايرانية لإخراج العلامة في نهج البلاغة سيبويه المولود في ايران، من قبره وإعادة الحياة له حصرًا، ليبتكر "بدعة" مناسبة تتماشى مع تنفيذ القرار 1701 الذي تسري مفاعليه بتدرّج على كافة الأراضي اللبنانية، وكان وقّع عليه الحزب بعدما احتلّت اسرائيل جنوب لبنان وقتلت أهله ودمّرت منازلهم ولم تردعها المقاومة التي هدّدت العالم. تكرار اورتيغوس بشكل خاص ومرارًا إشادتها بالرئيس عون الذي وصفته ب "القائد الشجاع والمصمم على اتّخاذ إجراءات جريئة لوضع لبنان على طريق التعافي"، رسالة واضحة بأن الرئيس ترامب لديه كامل الثقة في ما يُقدِم عليه رئيس جمهورية لبنان من مواقف وخطوات.
لا يخفى بأن الإدارة الأميركية بالمطلق، وتحديدًا في ظل رئاسة ترامب، تعتمد سياسة موحّدة ومن ثم فإن ستيف ويتكوف مندوبه لأدقّ المهمات ونائبته اورتاغوس لا يخاطران في اتّخاذ اي موقف متمايز عن رئيس الولايات المتحدة الداعم بالمطلق لرئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتاياهو فيما بتعلق بحربها على حماس وحزب الله، في حين سيحسم موقفه من ايران على ضوء مصير المفاوضات معها.
فملف اسرائيل وأمنها وحروبها يندرج في أولويات ترامب واستراجيته، اذ ليس لأي مسؤول هامش التمايز او الخطأ ولذلك بدا فريق ترامب متفهمًا لما يُقدِم عليه عون من سياسة تجاه حزب الله لإنهاء ملف سلاحه، ترجمةً للقرار 1701 وسعيًا لإعادة سلطة الدولة على كامل أراضيها وتحقيق حصرية السلاح في يد الدولة.
ولا يعني ما قالته اورتاغوس في سفارة لبنان في واشنطن بأنها لا تؤيّد كلام رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي ميّزته بلقاء خاصّ، ابان زيارتها الأخيرة الى لبنان، بل هي تجد ان مواقفه تندرج في سياق دعم تنفيذ القرار 1701 وتفضّل واشنطن استمرار الضغط على الحزب وتوسيعه اذا أمكن، إنما تعاطت مع رئيس الجمهورية من زاوية تفهّمها بأن ثمة حيّزًا واسعًا من نزع سلاح الحزب مرتبط بنتيجة المفاوضات الأميركية الإيرانية.
لذلك أتى تصريح الرئيس عون من بكركي بما حمل من كلام حول عدم ربط مصير إنهاء مصير سلاح الحزب بتحديد مهل، ومن ثم تأكيده بأن قرار إنهاء هذا الملف قد اتّخذ وهو يسلك سيره، إذ كانت المواقف انطلاقًا ممّا يملك من معطيات تمكّنه من اتّخاذ موقف حادّ في مضمونه في عدّة اتّجاهات داخلية وخارجية، طالما تتفهّم سياسته واشنطن وعدّة دول مؤثرة زارها وعرض لها مندرجات استعادة الشرعية على كامل الاراضي اللبنانية. يمرّ لبنان بمرحلة حتّمت تفهّم واشنطن لاعتماد الحوار كمحاولة تحت المجهر الدولي، لكن الموقف الأميركي المُطالِب باستعادة السيادة ومباشرة الإصلاحات المتعدّدة هو ثلاثي الأبعاد، ففي البُعد السياسي واشنطن داعمة للبنان، وفي البُعد الاستراتيجي واشنطن تدعم القوى العسكرية لاستعادة دورها وتنفيذ القرار 1701، وفيما خص التوقيت اي Momentum فإن واشنطن لديها ثقة بالرئيس عون لأكثر من سبب حتّم انتخابه، كما أدّت التطورات الدراماتيكية لما أصاب الحزب من خسارة إلى وجود توازنات سياسية جديدة لصالح قوى حليفة لها، وهذا الواقع في المنطق الأميركي فرصة مفترض عدم فقدانها... ولذلك فإن واشنطن تفهّمت حتى حينه خصوصية لبنان وتترقّب...