ناشونال إنترست- كيف يمكن لتركيا أن تساعد في الدفاع عن أوروبا؟

  • شارك هذا الخبر
Sunday, April 20, 2025

نشرت مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية تحليلا بعنوان “كيف يمكن لتركيا أن تساعد في الدفاع عن أوروبا” للباحث علي محمدوف أكد فيه أن الفجوة بين أوروبا وتركيا في بناء علاقة أمنية أوثق وطويلة الأمد ضاقت بشكل ملحوظ مع التطورات الأخيرة خاصة في علاقة أوروبا بالولايات المتحدة الأمريكية مع عودة دونالد ترامب لرئاستها.

الباحث الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من كلية شار للسياسة والحكم في جامعة جورج ميسون بدأ تحليله بالإشارة إلى أن الدول الأوروبية تدرس سبل تعزيز قدراتها الدفاعية الخاصة بها، في ضوء التغيير الذي طرأ على الأولويات في السياسة الأمنية للولايات المتحدة.

لكن الباحث لا يعتقد أن ذلك ممكن على المدى القصير لسببين: الأول أن تعزيز الدفاعات الأوروبية يحتاج إلى موارد مالية هائلة، حيث لا تزال بعض الدول الأوروبية المنضوية في عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو) تجد صعوبة في تخصيص جزء من مواردها للدفاع الأوروبي.

والسبب الثاني: أن المستوى الحالي للقدرات الصناعية الأوروبية قد يعيق إنتاج العتاد العسكري بالحجم اللازم.

أي دور لتركيا؟

وإزاء هذه التحديات، يرى المحلل أن الدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا في توطيد الأمن الأوروبي يكتسب اهتماما متزايدا لا سيما بعد الاجتماع الأخير الذي عُقد بين قادة أوكرانيا وتركيا في فبراير/شباط الماضي.

وذكر أنه في ذلك اللقاء، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن اهتمامه بنشر قوات تركية في بلاده لتعزيز المصداقية الدفاعية لاتفاق سلام محتمل مع روسيا.

واعتبر محمدوف أن مشاركة تركيا في الأمن الأوروبي ليست جديدة، فهي عضو قديم في حلف الناتو، وقد توسع التعاون الدفاعي مع أوروبا في السنوات الأخيرة. فعلى سبيل المثال، وقّعت بريطانيا اتفاقية تعاون وثيق مع تركيا، بينما تجري فرنسا محادثات لبيع الجيل التالي من صواريخ ميتور إلى تركيا على الرغم من مخاوف اليونان.

ووفقا للباحث، فإن تركيا التي تملك ثاني أكبر جيش في حلف الناتو، ولديها الكثير لتقدمه فيما يتعلق بالأمن، وباعتبارها عضوا في الحلف فإن نشر تركيا لقواتها بالقرب من حدود أوكرانيا يمكن أن يكون بمثابة رادع لأي عدوان روسي محتمل على تلك الدولة في المستقبل.

بالإضافة إلى ذلك فإن أنقرة تمتلك صناعة دفاعية متطورة ومتوسعة يمكن أن تسهم في إعادة بناء القوات المسلحة للدول الأوروبية فضلا عن الجيش الأوكراني.

ومع ذلك، فإن الباحث يرى أن ثمة تحديات تواجه توطيد التعاون الأوروبي التركي، ومن بينها المشاكل الداخلية في تركيا التي تعد مثار قلق إضافة إلى أن علاقات أنقرة مع موسكو تنطوي على فرص ومخاطر إستراتيجية في آن واحد، حسب المقال.

لكن الجانب الإيجابي في مثل هذا التعاون، حسب الكاتب، يكمن في القنوات الدبلوماسية بين تركيا وروسيا التي قد توفر جسرا لإدارة الأزمات بين الناتو وموسكو.

ماذا عن علاقة تركيا بروسيا؟

غير أن الباحث يشير إلى أن التقارب الروسي التركي، يثير تساؤلات حول مصداقية أنقرة في ضوء تعامل أوروبا بشكل متزايد معها.

ويتوقع الكاتب هنا أن يتفاقم انعدام الثقة بين تركيا وأوروبا في وقت يتأرجح فيه النظام العالمي، فلطالما أعربت أنقرة عن إحباطها من فشل الاتحاد الأوروبي في الوفاء بوعوده فيما يتعلق بانضمامها إلى عضويته.

ويقترح محمدوف من أجل إقامة شراكة أمنية منظمة بشكل جيد بين الطرفين، أن تتعامل أوروبا مع هذه المسألة بطريقتين؛ إما بعقد شراكة قصيرة الأجل، أو شراكة معاملات أو دمج طويل الأجل لتركيا في بنيتها الأمنية.

وفي ظل التحديات الأمنية الراهنة التي تواجهها أوروبا والمسار غير المؤكد للعلاقات عبر الأطلسي فإن الكاتب لا يرى مناصا من إقامة شراكة طويلة الأجل باعتبارها الخيار الأكثر حكمة برأيه.

وخلص إلى أن دمج تركيا بشكل أساسي في الإطار الأمني لأوروبا من شأنه أن يوفر استقرارا إستراتيجيا ومرونة أكبر في مواجهة الشكوك المستقبلية.


القدس العربي