خاص-الجولاني "استجار" بالسعودية لحل الخلاف اللبناني - السوري... لتوقعه سقوط اردوغان! - سيمون ابو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Sunday, March 30, 2025

خاص- الكلمة اونلاين


بعدما تبلّغ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من فريقه الأمني بأن اجتماعا سيُعقد بين الجانبين اللبناني والسوري، لمعالجة ملفات عدة، وبينها الأحداث الأمنية على جانبَي الحدود بين البلدين، تبلّغ عندها الرئيس السوري المؤقّت احمد الجولاني بأن اردورغان يفضّل ان ترعى تركيا هكذا اتفاق، نظرًا لصلتها بالجولاني، ولأنه تمّت مراجعتها مرارًا بعدّة ملفات من قبل عدّة دول للتدخل مع الرئيس السوري المؤقت الذي دعمته للإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الاسد.

لم يتسرع الجولاني في التجاوب مع مطلب اردوغان الذي كانت له اليد الطولى في دعمه لإسقاط النظام العلوي الممانع في سوريا لصالح تولي رئيس سني يدور في فلك تركيا هذا الموقع خلفًا له، بل تمعّن الجولاني والمحيطين به بمشهد الأحداث التي تشهدها تركيا و من شأنها ان توصل ربما الى نجاح ايران في تقويض حكم اردوغان من خلال إدارتها أمنيًا للاحتجاجات، وصولا لإسقاطه انتقامًا منها لإطاحته بالأسد وإخراجه الحضور الايراني العسكري - الأمني - الديني والاقتصادي منها، بما جعل طهران تخسر سوريا كحلقة أساسية لوجستية في تمدّدها عسكريًا وسياسيًا، تربط بين العراق وبين لبنان .


استنادًا إلى هذا المشهد التركي الدراماتيكي، ونمو دور المملكة العربية السعودية في المعادلة الدولية في ظل قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي تستضيف اللقاءات التحضيرية بين مسؤولين أميركيين وروس تمهيدا للقاء الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، لبحث ومعالجة وحلّ عدة أزمات وحروب، أبلغ الرئيس الجولاني السعودية عن رغبته بأن ترعى اللقاء اللبناني - السوري ليضع ذاته في حضنها وينسحب من تحت جناح اردوغان الذي يواجه تنامي الأزمات الداخلية الموزّعة بين سياسية واقتصادية والتي تهدد بسقوطه ...

وقد حاز طلب الشرع الذي استتبع بقبول سعودي، ولاقى ترحيبًا من قبل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزف عون، اهتمامًا سعوديًا رفيع المستوى تمثّل برعاية وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، وحضور المكلّف بالملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان للقاء الذي بدا حادًا بين الجانبين، لاسيما خلال طرح الجانب السوري مقتل ثلاثة مقاتلين على يد مسلحين لبنانيين وقد يكونوا من حزب الله، وردّ وزير الدفاع ميشال منسى بأن تسليم لبنان للجثث يؤكّد على أنهم دخلوا الأراضي اللبنانية، وأنه على الجانب السوري أن يعمد لقطع الطريق أمام سكك التهريب التي تشهدها حدود البلدين منذ عقود وكانت حججه معزّزة بملف يوثّق كل التفاصيل والأحداث والنقاط الخلافية، كما ردّ بأن الجيش اللبناني عمد إلى إطلاق النار بأمر من رئيس الجمهورية العماد عون دفاعًا عن المواطنين وحماية للحدود، والذي كان الوفد اللبناني على تواصل معه ابان زيارته باريس لإطلاعه على مسار المفاوضات وورقة التفاهم التي تضمنت عدّة نصوص.

هذا وألقى قرار الرئيس الشرع وفق أوساط عربية دبلوماسية باللجوء الى الكنف السعودي الحاضن له وكذلك سوريا وابتعاده عن تركيا مسافة لا بأس بها حتى الآن، الضؤ على مركزية الدور السعودي وتأثيره بإشراف وتوجيهات الأمير محمد بن سلمان في حلّ وحسم نزاعات ومشاكل المنطقة، كما حصل في إنهاء الحرب السودانية، وفي موازاة تنسيق مكثّف وعميق على اكثر من مستوى بين القيادة السعودية وبين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمعالجة الازمة الليبية وطيّها بعدالة وتوازن بين مكوناتها، وهو الأمر المرتقب أن ينسحب على ملف القضية الفلسطينية لدى زيارة ترامب للسعودية.