ليبراسيون- في مواجهة بايدن.. تطرف في الموقف محسوب من نتنياهو بشأن الحرب على غزة

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, March 26, 2024

قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، إن قرار واشنطن بعدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة، دون ربطه بشكل قاطع بالإفراج عن الرهائن، أدى إلى إصابة بنيامين نتنياهو بالصدمة، بعد أن كان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد حذر راعيه الأمريكي من أنه ستكون هناك عواقب.

وأضافت الصحيفة أنه مباشرة بعد انتهاء التصويت وصدور القرار، ألغى نتنياهو زيارة وفد إسرائيلي إلى واشنطن، في خطوة أعلن البيت الأبيض رسمياً أنه يشعر “بخيبة أمل كبيرة” حيالها. وكان الرئيس الأمريكي، الذي يحذر بشكل متكرر من اجتياح رفح المزدحمة، قد طلب مقابلة “فريق من المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين” الإسرائيليين، بحسب ما ذكره جيك سوليفان، مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي. وبدلا من ذلك، قرر نتنياهو أن يرسل تساحي هنغبي، سياسي الليكود، ورون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية، إلى واشنطن.

يوم الخميس الماضي، أعلن رون ديرمر في مقابلة باللغة الإنجليزية، أن العملية في رفح أمر لا مفر منه، “حتى لو اضطرت إسرائيل إلى القتال بمفردها، وتحول العالم كله ضدها، بما في ذلك الولايات المتحدة”. وهذا يكاد يكون حرفيا ما قاله بنيامين نتنياهو في اليوم التالي، خلال لقاء مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن.

وتابعت “ليبراسيون” القول إن نتنياهو الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة (تخرج من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المرموق)، يبحر في المنافسة الانتخابية الأمريكية بخفة. إن مداخلته الأخيرة عن بعد أمام أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين فقط، واحتمال إلقاء خطاب أمام الكونغرس بدعوة من الجمهوريين أنفسهم، تشكل استفزازا تجاه جو بايدن، وتظهر أنه يعتقد أنه يستطيع التضحية بهذه العلاقة.

واعتبرت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد إطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة، وقد يكون وضع الرئيس الديمقراطي الأمريكي في موقف صعب في منتصف عام انتخابي، جزءاً من اللعبة. مع الأمل بلا أدنى شك بالبقاء في السلطة لفترة كافية لرؤية دونالد ترامب يعود إلى البيت الأبيض.

ولا يخفي المرشح الجمهوري ( دونالد ترامب) اشمئزازه من نتنياهو، الذي يلقي عليه اللوم في هزيمة خطته للسلام في الشرق الأوسط، لكن الناخبين الجمهوريين، وخاصة الإنجيليين، الذين ركزت عليهم جهود ديرمر في الإغراء منذ فترة طويلة، يظلون أكثر تعلقا بالمصالح الإسرائيلية.

وتابعت “ليبراسيون” أن كل شيء يشير إلى أن تطرف نتنياهو محسوب، ويتقاسم مع جزء كبير من معسكره السياسي القناعة بأن الدولة اليهودية جعلت من نفسها دولة لا غنى عنها لحليفتها الأمريكية، وخاصة بفضل رأسمالها البشري والتكنولوجي. ويبدو أن دمج إسرائيل في منطقة العمليات الأمريكية بالشرق الأوسط (CENTCOM) في عام 2021، يؤكد أن البلاد أصبحت أحد ركائز استراتيجية واشنطن الإقليمية.

وعلى أية حال، لن يكون لقرار مجلس الأمن أي تأثير على مهمة وزير الدفاع الإسرائيلي، قليل الكلام، يوآف غالانت، الذي وصل إلى واشنطن يوم الأحد ومعه قائمة طويلة من طلبات الأسلحة والذخيرة. وتعليق المساعدات المقدمة إلى الأونروا والفلسطينيين في أحدث تخصيص للميزانية الأمريكية، والذي وافق عليه الكونغرس الأمريكي يوم السبت، لا يؤدي إلا إلى تعزيز هذه الرؤية لعلاقة تشكل جزءا من مدة تتجاوز الدورات الانتخابية العابرة، تقول “ليبراسيون”.

لكن في إسرائيل، يشعر البعض بالقلق، حيث يعتمد نتنياهو، الذي تم التنصل منه سياسيا، بما في ذلك داخل حزب الليكود، على حلفائه اليهود العنصريين للبقاء في السلطة. ويعكس خطابه انعزاليتهم. وكان أنصار إسرائيل الكبرى، وإعادة استعمار غزة، ينظرون دائماً إلى المساعدات الأمريكية بازدراء.

وفرضت واشنطن، التي رأت في هذه الحركة تهديدا للاستقرار الإسرائيلي، عقوبات في الأسابيع الأخيرة على مجموعة من المستوطنين العنيفين في الضفة الغربية. وهي خطوة رمزية أولى، يمكن أن تؤدي إلى كسر المحرمات ذاتها المتعلقة بكلمة “عقوبات”، كما تقول “ليبراسيون”.


القدس العربي