وول ستريت جورنال- هل يعيد الانتصار على الأسطول الروسي فتح ممر الحبوب؟

  • شارك هذا الخبر
Sunday, March 17, 2024

يعمل المزارعون في أوكرانيا على زيادة صادرات الحبوب بفضل النجاح العسكري المفاجئ الذي أخضع أسطول البحر الأسود الروسي ودفعه للتراجع على بعد مئات الأميال.

وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أغرقت طائرات بدون طيار تابعة للبحرية الأوكرانية سلسلة من السفن الحربية الروسية، مما وضع مساحات واسعة من البحر الأسود خارج حدود البحرية الروسية، وسمح لأوكرانيا بزيادة صادرات الحبوب إلى مستويات قريبة من مستويات ما قبل الحرب من موانئها الرئيسية في أوديسا.

نقطة مضيئة
وبحسب الصحيفة، إنها نقطة مضيئة نادرة بالنسبة لأوكرانيا، التي عانت من انتكاسات أخيرة في ساحة المعركة، وتراقب بفارغ الصبر النزاعات السياسية في الولايات المتحدة التي أدت إلى توقف التمويل الإضافي الذي كانت في أمس الحاجة إليه. وتوفر زيادة الدخل دفعة في الوقت المناسب لاقتصاد البلاد، الذي فقد حوالي ثلث إنتاجه في السنة الأولى من الحرب قبل أن يستعيد حوالي 5٪ في عام 2023.

وتضاعفت صادرات الحبوب إلى أكثر من 5 ملايين طن متري في ديسمبر(كانون الأول) مقارنة بنحو 2 مليون طن في سبتمبر(أيلول) ومن شأن هذه الزيادة، إذا استمرت، أن تضيف 3.3 مليار دولار إلى الصادرات هذا العام و1.2 نقطة مئوية إلى النمو الاقتصادي.

كانت أوكرانيا من بين أكبر خمسة مصدرين للحبوب على مستوى العالم، حيث صدرت حوالي ثلثي إنتاجها، معظمه عن طريق السفن، حتى الغزو الروسي واسع النطاق في فبراير(شباط) 2022 وتوقفت الشحنات من موانئ أوديسا عندما أبحرت السفن الحربية الروسية في مكان قريب وأطلقت نيران المدفعية على موانئ أوديسا الساحلية.

وتعرضت الصادرات البحرية الأوكرانية لضربة أخرى في يوليو(تموز) بعد أن رفضت روسيا تمديد صفقة الحبوب. واضطر العديد من المزارعين إلى تحميل الحبوب في أكياس صوامع بيضاء ضخمة، تستخدم عادة للتخزين المؤقت، بسبب نفاد المساحة في الصوامع والمستودعات.

زمام المبادرة
اعتباراً من (آب) أغسطس، نقلت أوكرانيا المعركة إلى البحرية الروسية بسلسلة من الضربات على السفن الحربية والمنشآت البحرية. ورغم أن أوكرانيا لا تمتلك سفناً حربية كبيرة خاصة بها، فقد استخدمت الطائرات البحرية بدون طيار وصواريخ كروز لتأثير مدمر، حيث أغرقت السفن في البحار المفتوحة وفي موانئها الرئيسية في سيفاستوبول ونوفوروسيسك. وفي الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 2023، دمرت أوكرانيا خمس أسطول البحر الأسود الروسي، بحسب بيانات لوزارة الدفاع البريطانية.

وذكرت الصحيفة أن أوكرانيا استخدمت أيضاً طائرات بدون طيار لضرب ناقلة نفط روسية كانت قد أعادت إمداد القوات الروسية في سوريا، مما كان بمثابة تحذير من تهديد أوسع نطاقاً وكان التأثير هو وضع جزء كبير من البحر الأسود خارج حدود البحرية الروسية وفتح مساحة للسفن التجارية لاستئناف صادرات الحبوب من أوديسا.

وبينت الصحيفة أن العنصر الرئيسي للشحن هو التأمين وقد عملت الحكومة الأوكرانية مع شركات التأمين الدولية، بما في ذلك لويدز لندن ومارش ماكلينان، لمساعدة سفن الحبوب المبحرة من وإلى أوكرانيا في العثور على تغطية ميسورة التكلفة. ولم يكن من الممكن أن تجرؤ سوى قلة من السفن التجارية على الرسو في الموانئ الأوكرانية، دون وجود تأمين، وتم توسيع هذا البرنامج ليشمل جميع البضائع غير العسكرية مثل الفولاذ وخام الحديد.

بقع داكنة
وأشارت الصحيفة، إلى أن التعامل مع الموانئ الأوكرانية شمل بعض "البقع داكنة" حيث كانت الصادرات الوفيرة مدفوعة بفائض المنتجات التي تراكمت بينما تعرضت الصادرات الأوكرانية لضغوط هائلة منها تكلفة الخدمات اللوجستية والإنتاج الذي سجل مستوى أعلى من ذي قبل، مما يقلل من الأرباح والاستثمارات. بالنسبة للسنة الزراعية التي تنتهي في يونيو(حزيران)، وهو ما سيدفع المزارعين في أوكرانيا لزراعة الحبوب في مساحة تقل بنحو الثلث عما كانت عليه قبل الحرب.

وأشارت الصحيفة، إلى أن الهجمات على أوديسا مستمرة وسلطت ضربة صاروخية مميتة هناك، الجمعة، الضوء على التهديد المستمر وأشار مسؤولون أوكرانيون إلى أن 20 شخصاً على الأقل قتلوا بعد أن أصاب صاروخ منطقة سكنية وأعقبه صاروخ آخر بعد وصول رجال الإنقاذ أصيب على إثره العشرات.

وأوضحت الصحيفة، أن الأعمال العسكرية توقف عمليات التحميل والتصدير على أرصفة الموانئ الأوكرانية قبل وأثناء التنبيهات من الغارات الجوية، مما يزيد من أوقات التحميل وهو ما يوضح الحاجة الأوكرانية الماسة لأنظمة الدفاع الجوي في محيط تلك المناطق لكي تخرج الصادرات عبر الموانئ من "عنق الزجاجة" الذي تفرضه العمليات العسكرية الروسية في المنطقة.


24.AE