خاص- الطبخة الرئاسية على نار حامية: ماذا يدور في الكواليس وماذا تريد الرياض؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, September 23, 2022

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيج

وأخيرا وُضعت الطبخة الرئاسية على نار حامية. فالبرودة التي طبعت التعاطي بالملف في الاسابيع والاشهر الماضية وصلت الى نهايتها، وبات الجميع مستنفرا لحسم خياراته ومواقفه خاصة وان كل المعلومات تؤكد ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري بصدد الدعوة لجلسة لانتخاب رئيس قبل تحول المجلس الى هيئة ناخبة قبل 10 ايام من انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال عون.

الجدية في مقاربة الملف بدأت من باريس بعد الاجتماع الذي عقدته خلية مشتركة فرنسية-سعودية هدفها متابعة الملف اللبناني واستكملت في بيروت من خلال حراك السفير السعودي وليد البخاري والذي يؤكد ان الرياض عادت الى الملعب اللبناني من البوابة الرئاسية بعد مرحلة من الانكفاء. هذه الحركة دفعت تلقائيا كل اللاعبين في الداخل كما في الخارج لتشغيل محركاتهم لمواكبة المستجدات. فبعدما كان الملف الحكومي الشغل الشاغل لهؤلاء وعلى رأسهم حزب الله، تفاديا لدخول البلاد في فوضى دستورية تمهد لفوضى امنية في حال تسلم حكومة تصريف الأعمال الحالية صلاحيات الرئاسة، تفرغ الحزب كما باقي الفرقاء لتحديد خياراتهم الرئاسية على ضوء ما يرشح من الاجتماعات التي تحصل على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك.

آخر المعطيات، تشير الى ان اقتراح الفرنسيين اسم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية على السعوديين جاء نتيجة جهود كبيرة قام ويقوم بها رجل الأعمال جيلبير شاغوري المقرب من مسؤولين فرنسيين كبار، جهود تقاطعت مع الانفتاح المتواصل لباريس على طهران وحزب الله ومع رغبتها بحسم الملف الرئاسي باكرا وتفادي الدخول في شغور قد يمتد أشهرا طويلة.

مصدر مواكب عن كثب للملف، يؤكد ان الفرنسيين ليسوا متمسكين بفرنجية لكنهم قرروا البدء بجس النبض باقتراح اسمه، ففي جعبتهم مجموعة أسماء يقترحونها لكنهم يحاولون اختصار الطريق بطرح الأسماء التي تبدو الأكثر جدية. ويشير المصدر الى ان لقاء الرئيسين الفرنسي والايراني في نيويورك بحث بالملف الرئاسي اللبناني، وقد بدا ان طهران غير راغبة بالرضوخ سريعا لخيار الرئيس التسووي- التوافقي طالما تعتقد ان لديها حظوظ لفرض مرشح محسوب عليها، وان كانت تعي انها قد تضطر للجوء الى هذا الخيار في مراحل لاحقة.

ويعتبر المصدر انه مع تراجع حظوظ فرنجية تتقدم تلقائيا حظوظ قائد الجيش جوزيف عون من دون ان يعني ذلك ان السير به بات قاب قوسين او أدنى، اذ ان حزب الله يترك ورقته جانبا في المرحلة الراهنة ويفضل النقاش بأسماء أخرى، ليكون سيناريو انتخاب "عون" جديد آخر السيناريوهات التي يتم اللجوء اليها.

ولا يمكن الاستمرار بمقاربة الملف الرئاسي دون تحديد الدور الذي قررت الرياض لعبه اليوم. اذ تؤكد المعلومات أنها دخلت على الخط بقرار واضح لجهة التصدي لوصول أي رئيس محسوب على قوى الثامن من آذار، من دون ان يعني ذلك انها قررت السير برئيس تحدي. وتبدو المملكة جاهزة للبحث بالأسماء المتداولة لاختيار من تعتقد أنه يوافق رؤيتها للمرحلة المقبلة، وهي تفضل حاليا السير بشخصية توافقية كزياد بارود أو ناجي البستاني أو حتى ترايسي شمعون وغيرهم، على السير بمرشح كرئيس "القوات" سمير جعجع الذي تدرك ان ورقته الرئاسية محروقة تماما كورقة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل.

لذلك يعمل السفير البخاري جاهدا لرص صفوف قوى المعارضة، والاهم الصف النيابي السني، اذ قررت الرياض حديثا وضع حد للتضعضع القرار السني في البلد واعادة امساك زمام الأمور، ولا شك ان قرار العودة الى الساحة اللبنانية في هذه المرحلة بالذات مرتبط بانتهاء ولاية عون واعتبارها ان التأثير بهذه الساحة مجددا ممكن من بوابة الاستحقاق الرئاسي وما يليه من استحقاقات، اذ لا تخطط المملكة ان يكون رئيس الحكومة المقبل بعد انجاز "الرئاسة" مقترحا او مفروضا من حزب الله كما حصل بتكليف نجيب ميقاتي.

وتتجه كل الانظار الى المواقف التي سيعلنها رئيس تيار "المردة" سليمان فرنيجة في اطلالته يوم غد مع الاعلامي مارسيل غانم على شاشة Mtv، ولا يستبعد كثيرون ان تكون هذه الاطلالة لاعطاء تطمينات معينة للمملكة العربية السعودية تعزز حظوظه مجددا، كما لمحاولة استمالة رئيس التيار "الوطني الحر" جبران باسيل ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الى صفه.

بالمحصلة، لا يعني كل ما سبق انه سيكون هناك رئيس للبنان قبل 31 تشرين الاول. فالطبخة التي وضعت على نار حامية قد تسحب عنها في اي لحظة وبخاصة في حال تبيان ان المواقف متشددة وان المسار قد يقودنا الى حائط مسدود.