خاص- لبنان أمام حلّين إما النعيم أو الجحيم..- ريبيكا مرهج

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, September 21, 2022

خاص- الكلمة اونلاين
ريبيكا مرهج

كأن ما يمر به لبنان من خضات أمنية، سياسية وإقتصادية لا تكفيه، ليأتي البنك الدولي ويصب الزيت على النار بعد إعلانه عدم قبول الدولار الجمركي إلا على سعر منصة صيرفة وإلزامية توحيد سعر صرف الدولار في موازنة 2023. ولا يكفي المواطن اللبناني الذل الذي يعيشه، ليأتي رئيس حكومة دولته ويتهمه بالسرقة قائلًا:"الناس عم تسرقنا" متناسي ما فعله هو وزملائه بالشعب الذي يعيش اليوم من قلة الموت.

فميقاتي فعل كالمثل الشعبي القائل "ضربني وبكى سبقني واشتكى" هكذا علقت الباحثة في الاقتصاد النقدي الدكتورة ليال منصورعلى ما أعلنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في الجلسة الأخيرة مضيفةً ان المواطن يدفع ضريبته على سعر 1500 ليرة لبنانية والدولة اللبنانية لا تزال تدفع الرواتب على هذا السعر.
عودةً إلى الموضوع الإقتصادي، قالت منصور ان المنصة ليست دائمة فهي عملية مؤقتة أنتجها البنك الدولي ليطبق ضغوطاته وتدخلاته، لكن لبنان لا يستطيع الاستمرار بها، ومن اهم خطته هو توحيد سعر الصرف الذي يسعى المجتمع الدولي إلى تثبيته على سعر المنصة التي سبق وقلنا أنها لن تبقى على مدى طويل، أي بعدها سنذهب إلى تحرير العملة اللبنانية أي سننتقل من مرحلة السيء إلى أسوء من الناحية الإقتصادية.
وعن إنشاء منصة لأسعار النفط أكدت الباحثة الإقتصادية أنها ليست مع أي نوع من أنواع المنصات، لأن هذا ليس حل للمشكلة بل سينتج عن ذلك عدة أسعار وسنعود إلى نفس مشكلة الدولار. والبنك الدولي عندما أعلن أنه يريد الدولار على سعر المنصة، فهو مدرك أن صيرفة سترتفع بموازاة سعر السوق وبالتالي ستصبح موازية له.
وفي قرار زيادة الرواتب للقطاع العام أعلنت منصور أنه إقتصاديًا هذا يسمى بالـ"وهم المالي" لأن الدولة تدرك المشكلة ولا تريد معالجتها وبهذه الزيادة ستفاقم الوضع وتساهم في الإسراع بإنهيار لبنان، موضحةً ان زيادة الرواتب ليست ناتجة عن وضع إقتصادي جيد بل هي مجرد طبع المزيد من الليرة اللبنانية إلى جانب التراجع الإقتصاي مما يؤدي إلى زيادة في التضخم خاصةً ان أسعار السلع سترتفع أكثر بكثير من المبلغ المضاف على الرواتب، بالإضافة فموظفين الدولة يعتبروا "منبوذين" في الوقت الراهن في ظل ما يحصل عليه موظفو القطاع الخاص والمهن الحرة من رواتب مدولرة.
وعن الراتب الذي يجب أن يحصل عليه المواطن لتأمين مستلزمات الحياة الأساسية قالت منصور ان في الوقت الحالي لا راتب محدد ولا يمكننا تحدديه لأن الراتب الذي يفترض أن يحصل عليه الإنسان يجب ان يتضمن التعليم، المسكن الطعام والدواء ونحن بعيدين كل البعد عن هذا الشكل من الرواتب، فما يبحث عنه اللبناني اليوم هو الحصول على راتب يكفيه أقله كأجرة طريق. إن موضوع الرواتب سابق لأوانه فلبنان عليه أن ينهض إقتصاديًا أولًا ثم يبدأ بالراتب الذي من المفترض أن يزيد مع ارتفاع النمو الإقتصادي.

بحسب د.ليال منصور إن الأرضية الأساسية لحل المشكلة الإقتصادية في لبنان هي وقف الإنهيار الحاصل، ولا حل غير ذلك، وهذا الإنهيار لن يتم إلا من خلال الدولرة الشاملة أو إنشاء مجلس النقد (Currency Board) وهو سلطة مركزية يتم إنشاؤها من قبل البنك المركزي لإدارة سعر صرف بغرض تثبيت العرض النقدي والتحكم في التضخم، بالإضافة إلى توفير إمكانية تحويل العملات بشكل تلقائي.
وعالميًا تراجع الدولار لأول مرة بعد 20 عامًأ وتقدم الروبيل الروسي قالت منصور أن الدولار سيبقى أقوى عملة مع إحتمالية تقدم العملة الروسية إلى الواجهة العالمية جراء العرض والطلب إلا أن "الآية لن تنقلب" وستبقى العملة الخضراء هي الأقوى.
إذاً المشهد العالمي لن يتغير، لكن الوضع الداخلي امامه خيارين إما الإستمرار بالمنصة والوصول إلى تحرير العملة وبعدها لمس قعر "جهنم"، وإما الحد من الإنهيار والإعتماد على خطة إقتصادية مبكلة مدروسة تصعد به إلى حدود الأرض، وإلى حينها حياة الشعب اللبناني بيد دولته فإما الموت أم الحرية.