خاص- الولايات المتحدة ولبنان اهتمام محدود وحق الفيتو على انتخابات الرئاسة- السفير يوسف صدقه

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, June 22, 2022

خاص- الكلمة أون لاين

كتب السفير يوسف صدقه:

تفيد المعلومات الواردة من واشنطن ، أن الولايات المتحدة الاميركية ، لا تبدي اي اهتمام مباشر ، من أجل التدخل في حلّ الأزمة اللبنانية. ولكن واشنطن وعدت الفاتيكان ، بمنع انهيار لبنان، دون أن تضع خارطة طريق ، للخروج من الانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يعاني منه لبنان.

وتبدو ان مهمة الموفد الاميركي أموس هوكشتاين قد نجحت ، في تفكيك التوتر اللبناني – الاسرائيلي، على الحدود البحرية المتنازع عليها . فرغم التدريبات الاسرائيلية في قبرص ، والتهويل الاعلامي حول قدرات الجيش الاسرائيلي، في شنّ حرب صاعقة ، على قواعد حزب الله . الا ان الحكومة الاسرائيلية ليست في وارد القيام بأي عمل عسكري ضد لبنان في الوقت الحاضر، وذلك لحاجتها الى الاستقرار لضمان تصدير الغاز من حقول تمار ( غرب حيفا) والذي بدأ العمل به في كانون الاول 2012، وحقل Leviathan والذي بدأ العمل فيه عام 2014.

وقد زاد من اهمية الغاز الاسرائيلي ، الحاجة الماسة لأوروبا الى الطاقة بعد الحرب الروسية الاوكرانية . يأتي التصعيد الاعلامي الاسرائيلي حول القدرات العسكرية الاسرائيلية الهائلة ، في اطار التكتيك التفاوضي الاسرائيلي من اجل ضمان الاستغلال الكامل لحقل كاريش.

وبالمقابل ، فإن حزب الله ليس في وارد القيام بعمل عسكري ، ضد المنصات الاسرائيلية لأن لبنان الذي يعاني من انهيار اقتصادي واجتماعي – لم يمرّ به منذ مئة عام – وغير قادر على تحمّل نتائج حرب مدمّرة، بالاضافة الى ان ايران لا ترغب بدعم اي توجه لاشعال المنطقة ، ما دامت تراهن على المفاوضات النووية في فيينا ، رغم تعثرها في الوقت الحاضر، فالادارة الاميركية لا ترغب في مواجهة ايران ، رغم تحفظاتها على السياسة الايرانية في كل من اليمن – العراق – سوريا ولبنان ، وهي تعمل على بقاء الستاتيكو في المنطقة.

تجدر الاشارة الى ان ادارة بايدن تخشى التوقيع على الاتفاق النووي مع ايران نظراً لتحفظ الكونغرس على مضمونها ، وخوف الرئيس بايدن من خسارة الانتخابات في الكونغرس في الخريف القادم.

ادوار الدول الاقليمية في لبنان :
يتبين من مراقبة الوضع اللبناني ، خلال السنوات الاخيرة ، انحسار دور الدول الاقليمية في لبنان . فالسعودية غابت فترة طويلة وعادت لتمارس دوراً محدوداً في لبنان ، يتمثل في تشجيع اهل السنّة على ممارسة الحق الانتخابي ، ودعم المؤسسات الاسلامية ومحاولة لمّ شمل النواب السنّة.

اما مصر فقد انحسر دورها الاقليمي ، نظراً لتركيزها على التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلاد ، ومواجهة الخطر الاصولي ، والتداعيات من ممارسات أثيوبيا في سدّ النهضة ، على الامن المائي لمصر أما الدور التركي فهو محصور في منطقة الشمال في الاطار الثقافي والاجتماعي.

من هنا يتبين ان الدور الايراني هو الدور الاكثر حضوراً وتأثيراً في لبنان . ورغم الدعاية الاعلامية فإن حزب الله لا يهدف الى حكم لبنان بشكل منفرد ، لمعرفته العميقة بالوضع اللبناني القائم على تنوّع الطوائف والمذاهب في لبنان ، ولارتباط لبنان بمعادلات اقليمية ودولية ، لا تسمح بطغيان أحد الفرقاء بشكل كامل على السلطة في لبنان. الا ان ذلك لا يحول دون ان يمارس الحزب دوراً محورياً في معظم الخيارات الاستراتيجية للدولة ، ومنها انتخابات رئاسة الجمهورية.

يحاكي حزب الله في مقاربته للوضع اللبناني الدينامية البراغماتية لـ H.Morgenthau حيث يتمسّك بسياسته مع الأخذ بعين الاعتبار قدرة معارضي سلطته .
“ Pragmatic people have their feet on the ground and their heads there too”


الانتخابات الرئاسية في لبنان :
ركزت الادارة الاميركية جلّ اهتمامها في الفترة الاخيرة على الحرب الروسية – الاوكرانية وتداعياتها على صعيد الطاقة والعمل على تطويق روسيا وزيادة الضغوط العسكرية والاقتصادية عليها.

هذا مما دعا الادارة الاميركية الى عدم التركيز على منطقة الشرق الاوسط وخاصة لبنان ، الا ان هذا لا يعني أن واشنطن لا تملك التأثير ، على مسار الانتخابات الرئاسية في لبنان.

من هنا فإن عدداً من المرشحين الموارنة لرئاسة الجمهورية قد زاروا واشنطن في الفترة الاخيرة، وقد اجتمعوا مع المسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية ومع اعضاء في مجلس الشيوخ .

يبقى ان المرشح لانتخابات الرئاسة لكي يفوز بالمنصب يجب ان يحظى بتوافق خليجي – فرنسي – اميركي - ايراني. هذا وقد أفادت مصادر ديبلوماسية اميركية ان الادارة الاميركية لن تتدخل بشكل مباشر في تسمية أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية وان كانت تميل الى مرشح المؤسسة العسكرية ، ولكنها ستحتقظ مع فرنسا بوضع الفيتو على الشخص غير المناسب للادارة الاميركية ، وابلاغ ايران بالموقف الاميركي النهائي من المرشح المطروح.