سعد دعا الدولة لتأمين مستلزمات المواطنين: التعيينات لن تخرج عن المحاصصة

  • شارك هذا الخبر
Friday, April 3, 2020

أوضح الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد في حديث إلى إذاعة "صوت الشعب"، في تعليق على أوضاع مستشفى صيدا الحكومي "أننا الآن أمام أزمة كبيرة، وهناك قرار ووعد من قبل وزير الصحة بتجهيز أقسام لاستقبال حالات الكورونا. والى الآن لم تستلم المستشفى أي تجهيزات على الرغم من تسليم اللوائح المطلوبة من قبل إدارة المستشفى للوزارة. وعلى الرغم من تخصيص قسم من مبلغ ال 6 مليون دولار الذي تبرعت به جمعية المصارف لتجهيز 8 غرف لاستقبال حالات الكورونا في مستشفى صيدا الحكومي، إلا أن كل ما حصل هو فقط تدريب الفريق الطبي على استقبال الحالات وعلى اجراء الفحص المخبري".

واعتبر أن "الانهيار المالي والاقتصادي موجود أصلا في لبنان قبل أزمة الكورونا، والجوع الذي دق أبواب اللبنانيين، تضاعف مع أزمة الكورونا في ظل التضييق من قبل المصارف على المودعين الصغار، بالإضافة إلى انضمام شرائح عديدة من المجتمع إلى الشرائح التي كانت تعاني أصلا من الفقر في ظل الاجراءات الحكومية التي اتخذت مع التعبئة العامة، دون مراعاة الاضرار على الفئات الاجتماعية محدودة الدخل، وعلى المياومين وغيرهم".

وقال: "استفاقت الحكومة متأخرة وقررت القيام بشيء، ولكن كله لا يزال كلاما فقط، فتخصيص مبلغ 75 مليار لتوزيعه على الفئات المتضررة لا يمثل إلا مساعدات متواضعة، ولم تعرف آليتها بعد، علما بأن حجم الموضوع أكبر من المخصص. فالمطلوب مساعدات فعلية، بخاصة للمياومين وأصحاب المهن الحرة والحرف ومحدودي الدخل، فهم مرتبطون بإيجارات وأقساط واعباء وفواتير من بينها فواتير المولدات وغيرها".

أضاف: "الصرخة اليوم علت أكثر بكثير من قبل، ويجب تأمين مستلزمات المعيشة أو العمل ضمن ضوابط معينة. فمن حق الناس وحق بلدنا الحماية من الوباء، كما من حق الناس أن تعيش". ورأى أن "المبالغة الشديدة في إجراءات لا تراعي البعد الاجتماعي يعتبر مشكلة، فمن حق الناس أن تطالب بمعيشتها وحمايتها من الوباء وحمايتها من الجوع أيضا".

أما بالنسبة للتحركات والتجمعات فاعتبر أن "الحركة الشعبية تريد أخذ البلد الى دولة ديموقراطية عادلة، وأي تحركات في الوقت الحالي بحاجة إلى نقاش وإلى دراسة طرق الضغط على السلطة، فالحركة الشعبية تريد تجنيب البلد أي وقوع في مآس".

وبالنسبة للتعيينات، أشار الى أن "ما حصل شيء مضحك ومبك. فمنطق المحاصصة سائد، وكانت الأمور ذاهبة إلى إقرار التعيينات لولا خلاف داخلي في الحكومة، ولولا المحاصصة، بالإضافة إلى العوامل المؤثرة من الخارج والتي عبرت عنها جهات دولية مثل صندوق النقد الدولي وأميركا".

وقال: "نحن أمام سلطة تستجيب لهذه الاعتبارات، والتعيينات لن تخرج من المحاصصة أو الاعتبارات الخارجية، أما تأجيل الجلسة فأتى لانقاذ الحكومة، فهناك طرف من أطراف الحكومة هدد بالاستقالة".

وأكد "حق المغتربين بالعودة إلى وطنهم مع اتخاذ الاجراءات الضرورية لحماية البلد من نقل العدوى من الخارج الى لبنان".

وتناول "موضوع تحول العالم نحو عالم متعدد الأقطاب، مع تراجع دور الولايات المتحدة الذي كشفت عنه أزمة كورونا التي أظهرت عدم إنسانية الأنظمة. والاتحاد الاوروبي في مهب التفكك بخاصة ان صورته اهتزت. كما أظهرت الأزمة الصحية أن مفهوم القوة العسكرية التي تضع الدول في واجهة المنظومة الدولية لم يعد الآن العامل الحاسم في هذا المجال". وقال: "الاقتصاد والقدرة والعدالة اعتبارات اساسية في الزمن القادم أكثر من القوة العسكرية. ومع الايام ستتوضح الامور، وسيتقدم أخرون مثل الصين وروسيا".

ووجه كلمة إلى "الشعب اللبناني"، ودعاه لأن "يعمل على الدفاع عن مصالحه وعن حقه بالحياة الكريمة". كما دعا "لمواكبة التطورات والضغط باتجاه تأمين المصالح الأساسية للغالبية الساحقة من اللبنانيين، وهم من الطبقة الكادحة والمنتجة ومن الذين انتفضوا على المنظومة الحاكمة التي تواصل سياساتها، كما أن معاناة اللبنانيين مستمرة وتزيد. وبعد انتهاء أزمة كورونا لا بد أن تستعيد الحركة الشعبية حيويتها بشق طريق للتغيير للوصول الى دولة مدنية ديموقراطية عادلة وعصرية".