خاص- د. همدر: خلاص لبنان في "نهضة زراعية وصناعية" رسمتها المقاومة.. وهكذا يمكن تطبيقها

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, July 8, 2020

خاص - ياسمين بوذياب
الكلمة أونلاين

أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله، في كلمته أمس، أن "حزب الله" قرر خوض معركة التقدم "زراعياً وصناعياً" في مواجهة الجوع، في ظل الأزمة الاقتصادية الجدية التي تعصف بلبنان، داعيًا جميع اللبنانيين إلى فتح كل المسارات الممكنة التي تساهم بمنع الانهيار والسقوط، وبالتالي خوض معركة إحياء قطاعَي الزراعة والصناعة للبقاء على قيد الحياة بكرامة.

وفي حين خلقت كلمة نصرلله جدلًا واسعًا في الشارع اللبناني، وانقسمت بين مؤيد ومعارض، باعتبار أن ما يطرحه الأمين العام لحزب الله هو أمر صعب التطبيق ولن ينقذ لبنان من أزمته بشكل سريع، رأى رئيس قسم الاقتصاد في "الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا"، الباحث في الشؤون الاقتصادية الدكتور بسام همدر، في حديث لموقع "الكلمة أونلاين"، أن استراتيجية نصرلله صحيحة 100%، وقد اعتمدتها سابقًا العديد من الدول، بينها دول أميركا وأوروبا بعد الازمة العالمية، لكنها تحتاج الى بعض الوقت لتعطي النتائج المرجوة، مؤكدًا أنها قابلة للتطبيق في لبنان وستؤدي حتمًا إلى الرخاء، كونها ستبني بلدًا منتجًا ومستقلًا بقراراته واحتياجاته الغذائية.

هذه الاستراتيجية، بحسب ما أوضح همدر لموقعنا، تتمثّل بتعزيز القطاعات الانتاجية الحقيقية في لبنان، أي الزراعية والصناعية وما يتفرع منها مثل الصناعات الخفيفة والقيمة المضيفة، مع الاستمرار بالاعتماد على القطاعات الخدماتية والسياحية، ولكن بصورة أقل، كون القطاعات الانتاجية قادرة على الصمود في وجه العواصف ولا تتأثر بأي متغيّرات طارئة قد تحصل بالبلد، وهي قادرة على حماية الأخير من الانهيار في أوقات مثل التي نمر بها اليوم.

من هنا، شدّد همدر في حديثه على أن واجبات الدولة في هذا الخصوص أخذ هذه الاستراتيجية على محمل الجد والسير بها بطريقة صحيحة، أي أن يكون لدى الدولة سياسة انتاجية تدعم من خلالها المزارعين والصناعيين، وتقدّم لهم المساعدات التكنولوجية والعينية والسياسة والزراعية والصناعية وغيرها، ليحقق البلد في نهاية المطاف اكتفاء ذاتيًا، يساعد في وقف الاعتماد على العملة الصعبة بشكل أساسي ودعم العملة الوطنية، وبالتالي تعزيز القدرات الانتاجية المحلية الداخلية للبلد، والذي سيؤدي إلى خلق سوق عمل جديد وفرص عمل لأبناء البلد مع ربح ومردود مادي ايجابي للبنانيين بشكل عام.

من جهة أخرى، وفي حال عدم اعتماد الاستراتيجية التي دعا إليها الأمين العام لحزب الله، يقول د. همدر لـ"الكلمة أونلايم"، إنه من المتوقع أن يصل البلد إلى مرحلة لا تحمد عقباها، وقد يهدد الجوع نسبة كبيرة من اللبنانيين، مستشهدًا بالتقرير الأخير الصادر عن Bank of America الذي أشار إلى أن "لا دعم لليرة اللبنانية من الخارج، وبالتالي فمن المتوقع ان يصل الدولار الى نحو 50 الف ليرة لبنانية في حال استمر الوضع على ما هو عليه اليوم"، أي في حال لم يقم لبنان بإصلاحات جدية تتمثّل بالسير باستراتيجية انتاجية حقيقية واقتصاد حقيقي بعيد عن "اقتصاد الفقاع" المتمثل بالاقتصاد الريعي الذي لم يجلب سوى الويلات الى لبنان، ولم يخلق تنمية اقتصادية او اجتماعية، بل زاد من معالم البؤس والفقر والحرمان، بحسب تعبيره، مؤكدًا أن لا خلاص لاقتصاد لبنان الا إذا تحول من اقتصاد ريعي الى اقتصاد منتج، معافى وجدّي.

وفي الختام، أكد همدر لموقعنا أنه رغم كل ما يحصل في البلد، وفي ظل هذه الأزمة التي قد تكون من اصعب الازمات، إلا أن لبنان قادر على تخطيها بالتعاضد والتكافل بين أبنائه، بعيدًا عن الخلافات السياسية والطائفية التي لن تؤدي سوى للخراب وانهيار البلد على رؤوس جميع أبنائه دون استثناء.

ياسمين بوذياب
الكلمة اونلاين