نيوزويك- كيف تُقرصن الصين أميركا؟

  • شارك هذا الخبر
Sunday, April 14, 2024

يقول خبراء في مجال القرصنة والأمن الإلكتروني، إن الحجم الهائل لمحاولة الصين الأخيرة للتسلل إلى البنية التحتية الأمريكية فاجأ صناعة الأمن السيبراني بأكملها.

ويوضح دانيال كوثبرت، الذي كان عضواً في المجلس الاستشاري للأمن السيبراني التابع لحكومة المملكة المتحدة، في حديث لمجلة "نيوزويك" أن نظام القرصنة في شركة "فولت تايفون" أكبر من أي شيء أطلقته الصين من قبل.

شل الأنظمة حال نشوب حرب
كما قالت الحكومة الأمريكية إنها مصممة لشل أنظمة الكمبيوتر الأمريكية حال نشوب حرب بين أمريكا والصين.
وقال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي في جلسة استماع للجنة الأمريكية في 31 يناير (كانون الثاني) إن "فولت تايفون" "تهدد جيلنا بالكامل".
وقد تم استخدام النظام التابع للشركة الصينية بالفعل في محاولة اختراق خدمات الطوارئ والمنشآت العسكرية والأقمار الصناعية.
وقال كوثبرت:" في جوهرها، فإن فولت تايفون هي حملة، وإن كانت كبيرة جداً، من قبل عملاء الدولة الصينيين الذين يحصلون بنشاط على أنظمة التحكم الصناعية وغيرها من البنية التحتية الوطنية الحيوية".
وأضاف كوثبرت أنه من الخطأ الاعتقاد بأن الصين تستهدف الولايات المتحدة فحسب.

تهديد عالمي
وتابع "إنها لا تشكل تهديدا للولايات المتحدة فحسب، بل تشكل تهديداً لأي شخص في العالم أو لأي بنية تحتية وطنية حيوية، هذا العالم لديه عدد كبير من المشاكل المعقدة مقابل المشاكل الضئيلة المرتبطة بالأمن وهو أمر خاطئ، أشعر أن هذا هو المكان الذي يلزم فيه استثمار كبير لضمان أن يكون الدخل القومي الإجمالي لدينا على مستوى العالم آمنا قدر الإمكان".
وطلبت "نيوزويك" تعليقاً بالبريد الإلكتروني من السفارة الصينية في واشنطن العاصمة.

ويعتقد كوثبرت أن نظام "فولت تايفون" يصعب هزيمته لأنه يستخدم تقنية "العيش على الأرض" وهي تقنية معروفة لأصحاب مجال القرصنة.
ووفقا لشركة "كراود سترايك" للأمن السيبراني، على عكس هجمات البرامج الضارة التقليدية، فإن أنظمة القرصنة التي تعيش على الأرض لا تستخدم أياً من ملفاتها الخاصة. وهذا يعني أنها لا تتطلب مهاجم لتثبيت أي رمز أو البرامج النصية داخل النظام الهدف.

نظام "العيش على الأرض"
بدلاً من ذلك، فإن النظام يستخدم الأدوات الموجودة بالفعل في نظام الكمبيوتر، مثل إدارة ويندوز، مما يجعل الكشف عنها أكثر صعوبة ويسمح للقراصنة بالبقاء من دون أن يلاحظها أحد داخل نظام الكمبيوتر لأشهر أو حتى سنوات.
في 7 فبراير (شباط)، أصدرت وكالة الأمن السيبراني التابعة للحكومة الأمريكية بياناً ألقت فيه باللوم على الحكومة الصينية فيما يخص نظام "فولت تايفون" وقالت إنه مصمم لإسقاط أنظمة الكمبيوتر الأمريكية في حالة نشوب حرب أو عداء مفتوح بين البلدين.
أكدت الوكالات الأمريكية حينها أن نظام فولت تايفون قد أضر ببيئات تكنولوجيا المعلومات في العديد من مؤسسات البنية التحتية الحيوية في المقام الأول في قطاعات الاتصالات والطاقة وأنظمة النقل وأنظمة المياه والصرف الصحي في الولايات المتحدة القارية وغير القارية وأقاليمها، بما في ذلك إقليم غوام.
وأضافت: "تشعر الوكالات الأمريكية بالقلق إزاء إمكانية استخدام هذه الجهات الفاعلة لوصولها إلى الشبكة لتأثيرات مدمرة في حالة حدوث توترات جيوسياسية محتملة أو صراعات عسكرية. إن اختيار فولت تايفون للأهداف ونمط السلوك لا يتوافق مع عمليات التجسس الإلكتروني التقليدية أو عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية".

عواقب كارثية
ستيف مورغان، مؤسس مشاريع الأمن السيبراني، أخبر "نيوزويك" أن عواقب فولت تايفون "كان من الممكن أن تكون كارثية".

وأضاف "الجهات الفاعلة المعادية من خصمنا الأكثر شراسة كانت كامنة من دون أن يتم اكتشافها في البنية التحتية الأمريكية الحيوية لسنوات. لحسن الحظ، مكتب التحقيقات الفدرالي، ووكالة الأمن القومي، تدخلاً مع ما يكفي من الوقت لتنبيه وتقديم المشورة للبنية التحتية الحيوية لدينا وتجنب واحدة من أسوأ الكوابيس التي كان من الممكن أن نراها".
وتابع الخبير الأمني "الصين في مهمة طويلة لعقود للتسلل وإلحاق الضرر بالمواطنين الأمريكيين والشركات والمنظمات من جميع الأنواع والحكومات والأحزاب السياسية".
وقال: "لقد زادت القرصنة كل عام وليس هناك نهاية في الأفق".


24.AE