خاص- أيضاً وأيضاً.. بين جنبلاط والحزب! - محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Friday, October 22, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

محمد المدني

بدهاءه المعتاد، يتسلل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بين الأزمات لإطلاق مواقف سياسية وطنية من جهة وحزبية طائفية من جهة أخرى، فمنذ حصول إشتباكات الطيونة بادر جنبلاط إلى تفعيل نشاطه ولقاءاته السياسية، حتى أنه تصدر المشهد السياسي ولا يزال، وهو الذي بدا قلقًا ومتوجسًا خلال حديثه للصحفيين من عين التينة بعد لقاءه رئيس مجلس النواب نبيه برّي.

تؤكد مصادر مقربة من المختارة، أن البيك غير مرتاح، خصوصاً بعد أحداث الطيونة وما تشكله من خطرٍ كبير يُهدّد الأمن والإستقرار على طول البلاد وعرضها، ويعيدنا إلى لعنة خطوط التماس والإقتتال الداخلي، لذلك فإن ما التقطه عدسات الكاميرات صحيحًا لجهة عدم إرتياح جنبلاط وتخوفه من جرّ لبنان إلى الحرب الأهلية، لذلك تحرك فورًا بإتجاه تهدئة الأوضاع والتحذير من مغبة العودة إلى ما قبل إتفاق الطائف.

وأشارت إلى أن جنبلاط دائماً يتحرك على قاعدة تلافي الأخطار أو الإحتقان الذي يمكن أن يؤدي إلى صدام على خطوط التماس بين مناطق الجبل والمناطق التي تشكل حاضنة شعبية لحزب الله، إضافة إلى إدراكه ضرورة الحفاظ على المصالحة المسيحية - الدرزية وحمايتها من أي خروقات مهما كلف الأمر، وهذا بمثابة الخط البياني لسياسة وليد جنبلاط.

أراد جنبلاط من اللقاءات التي أجراها مع الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي، إعادة إحياء تسوية تحمي الإستقرار، والتأكيد أن الصدام لا يفيد أحد من الأطراف مهما كانت الأسباب والدوافع، مؤكدة أن مواقفه لم تصب لصالح الثنائي الشيعي على حساب القوات اللبنانية، لكنه شاء أن يوجه رسالة للثنائي وخصوصًا لحزب الله انه ليس هناك جبهة سياسية ضده ولا إستهداف له ومحاولة محاصرته من بقية المكونات السياسية، لا سيما أن حزب الله متوتر جدًا في هذه المرحلة، وهو لم يلملم جراحه ودماء ضحاياه حتى اللحظة، ومن هنا كان تحذيره من "المطالبة بعزل الطائفة الشيعية عن الشعب اللبناني".

لا يخجل بيك المختارة من إطلاق أي مواقف تصب في مصلحة الوضع الأمني في لبنان، صحيح أنه غازل حزب الله وطمأنه لكن بصدق ونية حسنة، والمطلوب هو تبديد هواجس حزب الله وتكريس العيش المشترك لا أن تُشكل جبهة سياسية لمحاسبة القوات اللبنانية على ما حصل في 14 تشرين، لأن علاقة جنبلاط مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع جيدة بل ممتازة، والتنسيق بين مسؤولي الحزبين دائم على الأرض لحماية المصالحة في الجبل، بالإضافة إلى أن جنبلاط حريص على معادلة ربط النزاع مع التيار الوطني الحر من أجل منع أي توترات في الجبل، خصوصاً عشية الإنتخابات النيابية العامة.

نجحت مبادرة جنبلاط في تبريد الأجواء في حارة حريك، وبحسب أوساط مقربة من حزب الله فإن الأخير أشاد بمواقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي فيما يتعلق بشقين أساسيين، الأول هو رفض جنبلاط محاصرة حزب الله وعزله، والثاني هو تأكيد جنبلاط على إستنسابية المحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، حين قال: "البيطار طلب استدعاء فئة معينة ولم يطلب كل الناس وهذا خلل إجرائي، فكان من المفترض استدعاء كل من تدور حوله شبهة من أكبر رئيس إلى أصغر موظف لكي يكون هناك تساو".

وبحسب المصادر نفسها، فإن جنبلاط هو أحد الشخصيات التي راجعها أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله بما يخص رغبة جعجع بالإنقضاض على الحزب ومواجهته عسكريًا، وقد ثمنت قيادة الحزب ما أظهره جنبلاط لناحية عدم إنجراره وراء رغبات بعض الذين يحلمون بالقضاء على الحزب.

إن أكثر ما يقلق وليد جنبلاط من الإقتتال الداخلي هو عودة سوريا إلى الداخل اللبناني، لذلك هو يعمل على التصدي لأي مشروع فتنة في لبنان قد يسمح لدمشق بوضع يدها على البلاد، وإن سلوكه مع حزب الله يؤكد أن ليس بوارد فتح جبهات وشن حملات من شأنها أن تفقد الحزب صوابه.