خاص- دعوة جنبلاط مرفوضة... فَلِمَن الكلمة الفصل؟

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 9, 2021

خاص- الكلمة أونلاين


"شو بدك بكلّ هالشغلة وليأتوا بمن يشاؤون رئيسا للحكومة حسان دياب أو فيصل كرامي أو غيرهما، كان أريحلو وأريحلنا"، نصيحة توجه بها النائب وليد جنبلاط للرئيس المكلف سعد الحريري دعاه فيها بشكل واضح بتسليم البلد لحزب الله وحلفائه، ما اثار بلبلة في الأوساط السياسية التي قرأت في كلام جنبلاط نوعاً من التصعيد الواضح في وجه طهران متهماً اياها بتحويل لبنان الى "منصة صورايخ"، كما وحمّل جنبلاط فريق حزب الله وخلفه رئيس الجمهورية مسؤولية ما آلت اليه الأمور في الداخل من انهيار لم يشهده لبنان من قبل.

تباينت الآراء وردود الفعل حول كلام جنبلاط من قبل القوى السياسية على اختلاف توجهاتها، ففي وقت وجد فريق الممانعة في تصريحات جنبلاط افتقار للمنطق في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها لبنان، لم يؤيد حلفاء جنبلاط أيضا مقاربته للأمور مع رفض تام في القبول بتسليم البلد لحزب الله.

نائب رئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش مصطفى علوش استغرب كلام جنبلاط معتبرا انه قد تم تسليم البلد سابقا للفريق الآخر مع حكومتي نجيب ميقاتي وحسان دياب لكن الأمور تختلف اليوم تماما ضمن المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان وشدد على رفضه التام في ان يكون لحزب الله وحلفائه الكلمة الفصل على طاولة المفاوضات أو ضمن أي تسوية مصيرية ممكن أن تحصل في المستقبل. لم يخف علوش قلقه من التأخير في تشكيل الحكومة رافضا الخضوع لأي طرف يريد أخذ البلد لخيارات ومصالح خارجية مؤكدا على ضرورة عدم الاستسلام بل الصمود والمشاركة في جميع الخيارات التي تخص مصير البلد خصوصا في ظل التغيرات الحاصلة في المنطقة.

من جهته، وصف عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم كلام جنبلاط بأنه نابع من رؤيته الخاصة في موضوع تشكيل الحكومة وأن مواقفه تعبر عن نظرته للمرحلة الراهنة واعتبر ان دعوة جنبلاط للرئيس الحريري بتسليم البلد لحزب الله هي نتيجة قراءة خاصة ربما مرتبطة بثوابت سياسية عنده لكن في الوقت عينه لم يوافق هاشم على هذه الثوابت واصفاً المرحلة التي يمر بها لبنان بالخطيرة والدقيقة والتي تستوجب مشاركة جميع الأفرقاء السياسيين وتظافر الجهود وتحمل المسؤوليات الوطنية بعيدا عن الانقسامات وعن منطق "المعارضة والموالاة" مشدداً على أن مسيرة الانقاذ تتطلب مشاركة موحدة يساهم فيها الجميع، كل من موقعه، وضرورة التفتيش عن الحل الأسلم لانقاذ البلد.


حكومة سياسية؟

وعما اذا كان حزب الله يسعى لتشكيل حكومة سياسية يستطيع من خلالها مواجهة المصالحة الخليجية والتغيرات السريعة الحاصلة في المنطقة، قال علوش أنه يجهل تماما ما يسعى إليه الحزب لكنه على يقين ان الرئيس المكلف سعد الحريري لن يخصع لطلبات حزب الله ولن يكون رأس الحربة بين لبنان ودول الخليج مؤكداً أن الحزب نفسه غير قادر على الغاء الحريري كرئيس وزراء مكلف، وحتى لو كانت رغبته تتجه نحو حكومة سياسية يفرض سيطرته عليها، فإن الحزب حسب رأيه لا يملك قدرة دستورية على الاقل في الحصول عليها.


لا يوافق النائب هاشم منطق سعي حزب الله للاستئسار بالحكومة المقبلة، معتبراً أن لبنان لا يقوم سوى بالتفاهم والتوافق بين مكوناته السياسية والاجتماعية وأن الحزب كغيره من القوى السياسية هو شريك أساسي في الحكم ولكنه ليس صاحب القرار الأوحد في المسيرة السياسية حسب رأيه وشدد على ضرورة التعاطي مع الأمور من هذه الزاوية والا نكون قد دخلنا في ممر خلط المفاهيم خصوصا وأن موضوع الاستئسار ليس وارداً لا عند حزب الله ولا عند غيره في هذه الظروف الاستثنائية والصعبة وأشار هاشم أن الحزب يشدد بشكل دائم على ضرورة انخراط الجميع في المسيرة الانقاذية.


مفتاح الحل

حول الحديث عن أن مفتاح حل تشكيل الحكومة أصبح في الخارج، نفى هاشم هذا الموضوع واعتبر تأخير ولادة الحكومة له علاقة بالأحجام وتوزيع الحصص لا أكثر ولا اقل فيما شنّ علوش هجوما على رئيس الجمهورية مطالباً ايّاه بالموافقة السريعة على حكومة اختصاصيين تستطيع ان توقف الانهيار معتبراَ أن شهوة الحكم عند الوزير السابق جبران باسيل ورغبته في السيطرة على حكومة ممكن ان تحكم البلد لفترة طويلة هو ما يؤخر ولادة الحكومة المنتظرة بغض النظر عن رغبات الدول الخارجية حسب رأيه.