ميشال جبور - تطمينات... هزلية

  • شارك هذا الخبر
Saturday, November 9, 2019


مسرحية سمجة... أخذت مجدها الرخيص... ومحاولة أرخص لتسويقها... فمنذ ما قبل الحراك ومفاعيل الثورة، اصبح الدولار سلعة نادرة كمن يبحث عن الألماس... شح في عملة الدولار وشح في التداول...بدأت ظواهر جديدة تنتشر في السوق، المصارف بدأت بإحكام يدها على الدولار متذرعة بإجراءات على المصارف اللبنانية وتبعات من النظام المصرفي العالمي إلى أن بدأت الثورة، فازداد الشح في الدولار وبدأوا بإلقاء اللوم على الحراك والثورة، أي أنهم إنتقلوا من حجة إلى أخرى، وكأنها بندقية يصوبون بها إلى عقول الناس وينقلونها من كتف إلى أخرى.
لكن المفارقة الغريبة هو طريقة التصرف عند المصارف بحيث أنها تمتنع عن إعطاء المال لأصحابه ممن يملكون حساباً بالدولار وفي المقابل تجبرهم على الذهاب الى الصيارفة لكي يشترون الدولار بعد أن تعطيهم مستحقاتهم بالليرة اللبنانية، وطبعاً سعر الدولار عند الصراف هو سعر "سوق سوداء" وكلفته على الزبون اكثر... مهزلة رخيصة.
وللمفارقة ايضاً، إتخذت المصارف اجراءات بنكهة قمعية منذ ما قبل الثورة، فهي قد اوعزت لكل الفروع بعدم السماح بتبديل الليرة اللبنانية بالدولار وحتى في بعض الأحيان تبديل الدولار بالليرة اللبنانية للزبائن التي لديها حسابات وكان بإمكانها التبديل أو السحب بكل ارتياح ودون قيود، أما في هذه اللحظات الحرجة فهي قد زادت من قيودها بشكل ضاغط للغاية ولكنها وبطريقة طريفة ترشدك المصارف الى الصيارفة "المعتمدين" وكأنها عملية تجيير زبائن... ما هي هذه المؤامرة؟ وبالطبع نقول ونجزم هذه هي المؤامرة وطباخيها هم المصارف والصيارفة وكل ذلك يحصل تحت أنظار المصرف المركزي وحاكمه دون أي تدخل.
والأغرب من ذلك هي التطمينات "الساذجة" لبعض المسؤولين الماليين بأن مصرف لبنان المركزي سيضخ كذا وكذا وكل هذا نضعه في مصاف ضخ الأكاذيب والتعمية عن مؤامرة إفقار لبنان واللبنانيين ووضع وزر كل ما يحدث على كاهل المتظاهرين وتصوريهم على أنهم لب المشكلة في حين أن الهندسة المالية الفاشلة ما زالت مستمرة.
لا يمكننا إلا القول أن الصيارفة متواطئون على الناس ويجب أن يلقوا عقابهم فكيف يقبل مصرف لبنان أن يبيعوا الدولار بسعر غير السعر الرسمي وهو الذي يراقبهم ويستلم منهم التقارير عن الحالة النقدية وكميات العملة المتداولة... اذا هذا كذب واستخفاف بالناس وبعقولها وخيانة مبطنة لجهود انقاذ لبنان من براثن الفساد، وبالتالي الفاسدون ينتظرون أن تسقط أول قطرة دم جراء التشنج والشحن في الشارع لكي تنقض على الناس من جديد وتخنق الثورة ومفاعيلها وتنجو برقبتها من المحاكمة بتهمة ثلاثين عاماً من الفساد والنهب وسرقة الخزينة وهدر المال العام.
لذلك نقول للثوار وأهل الحراك، استمروا بثورتكم النظيفة واتجهوا نحو المصارف والصيارفة فهم متكالبون مع بعضهم البعض لإفقار لبنان، لبنان بلد غني وهم يحاولون اركاعه واركاعكم، فكونوا لهم بالمرصاد.